الجمعة، 24 يناير 2025

بلغوا عني ولو آية

 

خاطرة الجمعة /483

الجمعة 24 يناير 2025م

(بلغوا عني ولو آية)

       

يقول أحد الأخوة: منذ فترةٍ طويلةٍ كنتُ أُصلي إماماً بالناس في صلاة العشاء، وبعد ما انتهيتُ من الصلاة جاء رجلٌ لا أظن أن عُمره يقل عن سبعين عاماً، أتذكر شكله جيداً، لحيته بيضاء، ظهره فيه انحناءٌ خفيفٌ، يلبس طاقيةً على رأسه، ملابسه عاديةٌ، ويستند على عكازٍ، قال لي: "أود أن أتكلم كلمتين يا بُني؟"، قلتُ له: "تفضل يا والدي"، فأمسك بالميكروفون ووجهه للناس، وبدأ يشرح سورة الإخلاص شرحاً لم أسمعه من قبلُ في حياتي كلها؛ تكلم فيه عن: أنواع التوحيد، الربوبية، الأُلوهية، الأسماء والصفات، تكلم فيها عن عظمة الله، تكلم فيها عن إفك النصارى أن لله الولد، تكلم عن الفارق بين التوحيد عند المُسلمين والتثليث عند النصارى، وتكلم عن فضل سورة الإخلاص. صوت هذا الرجل الشيخ الكبير كان صوتاً مُتهالكاً ضعيفاً يكاد لا يُسمع، إلا أن أسلوبه جعل الناس يستمعون إليه بإنصاتٍ، لم يقم منهم واحدٌ، ولم يتحرك منهم أحدٌ؛ لجمال أسلوبه.

‏‏ يقول الأخ: مرّت على هذه الحادثة حوالي 17 سنةً تقريباً، وفي إحدى الليالي، بعد صلاة العشاء، جاء نفس الرجل على نفس الهيئة، إلا أن تقدمه في العُمر جعله أكثر وهناً، وبدلاً من استناده على عكازٍ، كان يستند على أحد أولاده، جاءني بعد الصلاة وطلب الكلمة؛ فأعطيته الميكروفون؛ فقال نفس ما قاله منذ 17 سنةً بالضبط وبالحرف الواحد في تفسير سورة الإخلاص! انتهى الرجل من كلمته، ثم صلّينا السُنّة، وبعد أن انتهينا قلتُ لولده باستغرابٍ شديدٍ: "الحاج من 17 سنةً تقريباً كان عندنا هنا في نفس المسجد، وقال نفس الكلام الذي قاله اليوم بالضبط، أليس عنده كلامٌ غير تفسير سورة الإخلاص؟"، قال لي: "نعم، والدي له أكثر من خمسين سنةً يدعو إلى الله بتفسير سورة الإخلاص فقط لا غير!"، قلتُ له: "معقول؟!"، قال: "نعم والله"؛ فدمعت عيناي وتذكرتُ حينها قصة الرجل الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يصلي بالناس دائماً بسورة الإخلاص، فلما رفعوا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الرجل: "هي صفة الرحمن وأُحب أن أقرأ بها"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [حُبُّكَ إيَّاها أدْخَلَكَ الجَنَّةَ]. ومن حوالي شهرٍ تقريباً، التقيتُ ابن هذا الرجل وأخبرني أن أباه مات في إحدى المستشفيات، وقال لي: "لما كان على فراش الموت وحوله الأطباء، قال لهم: ألا أقول لكم شيئاً؟ فقالوا له: قُل يا والدي!! فأخذ يشرح لهم سورة الإخلاص، وما إن انتهى منها حتى فاضت روحه ومات".

يقول راوي القصة: وقتها تذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ ماتَ على شيءٍ بَعثَهُ اللهُ عليْهِ]. مات الرجل ولم أعرف اسمه، ولا يعرفه الكثيرون، مجهولٌ لدينا، لكنه معروفٌ في السماء عند الله سبحانه وتعالى؛ لذلك حسنت خاتمته؛ عاش على مبدأ (بلغوا عني ولو آية) ومات على التوحيد، فاللهمّ نسألك الإخلاص وحُسن الخاتمة.

 

أحبتي في الله.. ذكرتني هذه القصة بمثيلةٍ لها، تكاد تتطابق معها؛ يقول الراوي: في إحدى القُرى، وفي بيتٍ من بيوت الله، بعد أن أُديتُ فريضةً من فرائض الله، قام أحد الدُعاة يُحدِّث المُصلين عن فضل ذِكر الله، لم يزلْ الشيخ مُتنقلاً بين آيات الكتاب الكريم وأحاديث السُنة المُطهرة وأحوال السلف الصالح لترغيب عباد الله في ذِكر الله، والناس يُنصتون إليه في لهفةٍ وشوقٍ، كان ممن يجلس بين المصلين رجلٌ كبيرٌ في السن، أُميٌ لا يقرأ ولا يكتب، أقبل بوجهه وقلبه على كلام الشيخ، حتى بلغ الشيخ ما جاء عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ علَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ]، ما إن سمع هذا الحديث حتى حفظه عن ظهر قلبٍ، ووقع في نفسه أيما موقعٍ حتى استقر في قلبه، وأحب أن يكون ممن استجابوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية). خرج من المسجد وهو يُردد هذه الكلمات المُباركات، ولم يزل كذلك حتى وصل بيته فنظر في حال أهله فوجد أنهم في إقبالٍ على الدنيا وإدبارٍ عن الآخرة، فنادى في أهله: "إني لكم ناصحٌ أمينٌ، أنتم ها هنا في لهوٍ ولعبٍ وكأنكم لم تسمعوا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: وما الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم؟، فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم أردف قائلاً: "يا زوجتي ويا أبنائي ويا بناتي؛ أدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان، طهروا قلوبكم وثقِّلوا موازينكم بهاتين الكلمتين [سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ]"؛ فاستجاب أهله لندائه، ورطبتْ ألسنتهم بذِكر الله. كان الرجل يخرج بعد صلاة العصر فيغشى الناس في أسواقهم ومجالسهم، نظر إلى أحوال قومه فوجد أنهم في شُغلٍ عن ذِكر الله فنادى فيهم: "يا قومي؛ هل أدلكم على ما ينفعكم؟"، قالوا: "نعم"، فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل في قومه مُلِحّاً عليهم، داعياً إياهم إلى ترطيب ألسنتهم وتطهير قلوبهم بذِكر الله عزَّ وجلَّ؛ فاستجاب له قومه وأهله. عاش الرجل مُستمسكا بهذا الذِّكر، لم يكدْ لسانه يفتر عنه، لم يكن يقابل أحداً إلا أقرأه حديث النبي الكريم، ودعاه إلى ذِكْرِ الله؛ لقد امتلأ قلبه بنور هذا الذِّكر، وفاض هذا الحب على اللسان، أراد هذا الرجل لكل من عرفه أن يشعر باللذة التي شعر بها، وأراد للناس أن يأنسوا بذِكر الله كما أنِس، وتطمئن قلوبهم كما اطمأن قلبه. ومضت بِضع سنين والرجل على حاله، لا يُغيِّر ولا يُبدِّل، حتى إذا داهمه المرض وأُدخل المُستشفى لم يعد يقدر على شيءٍ، غير أن لسانه لم يزل مُتلذذاً بالكلمات المُباركات [سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ]؛ كان يدخل عليه الأطباء وفريق التمريض من العرب والعجم فيُنادي فيهم ويُرغبهم في الذِّكر الذي اجتمع حبه في قلبه، حتى إذا جاءت اللحظات الأخيرة، والطبيب عند رأسه، وكان الطبيب على دين النصارى؛ فناداه الرجل: "يا دكتور"، قال الطبيب: "نعم يا عم"، قال الرجل: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: [كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ علَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ]، ثم فاضت روحه إلى بارئها، عندها ذُهل الطبيب ورقَّ قلبه؛ لقد شاهد في حياته العملية حالات احتضارٍ كثيرةٍ، غير أن هذا المرة لم تكن كسابقاتها، لقد مات الرجل المُسن وهو يتحدث بكل ثقةٍ وثباتٍ وهدوءٍ، لم يتردد الطبيب كثيراً فما هي إلا أيامٌ حتى أخذ قراره الحكيم؛ فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. 

تأملوا: سمع هذا الرجل بحديثٍ واحدٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعاه وبلغه كل من رأته عيناه! تأملوا: كيف ترجم قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) فصلُحت حياته بحديثٍ واحدٍ وحسُنت خاتمته بحديثٍ واحدٍ، وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال: [لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فإنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أنْ يُبَلِّغَ مَن هو أوْعَى له منه].

 

هاتان القصتان تُظهران لنا كيف أن كلمةً واحدةً، أو آيةً واحدةً، يمكن أن تكون سبباً في تغيير حياة إنسان، وأن تُحدث تأثيراً كبيراً في حياة الأشخاص؛ لم يكن هذان الرجلان عالِميْن أو من الدُعاة المشهورين، لكنهما فَهِما أن عليهما واجب التبليغ، ولو بكلماتٍ قليلةٍ، ففعلا ما استطاعا.

 

يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، وهذا استفهامٌ تقريريٌّ؛ أي: لا أحد أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله مع العمل الصالح الذي يُصدِّق قوله، ومع استسلامه لله تعالى مُنكِراً ذاته، فتصبح دعوته خالصةً لله تعالى، ليس له فيها إلا التبليغ. ويقول سُبحانه: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾.

ويقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا]، ويقول عليه الصلاة والسلام: [مَن دَلَّ علَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ]، كما يقول: [بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة]، قال شُرّاح الأحاديث إن الشريعة المُطهرة حثت على تبليغ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كلٌ بحسب استطاعته وعِلمه، بشرط تحري الصحة والصدق فيما يُبلَّغ عن الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلى الله عليه وسلم. والمقصود هو: أخبروا الناس وعلموهم بكل ما جاء عني وبلغتكم به، من قرآنٍ أو سُنةٍ، واقتُصر هنا على الآية؛ ليُسارع كل سامعٍ إلى تبليغ ما وقع له من الآيات والعِلم، ولو كان قليلاً، ولو كان آيةً واحدةً؛ بشرط أن يُبلغ الآية صحيحةً على وجهها. وقوله: [آيَةً] يشمل القرآن الكريم والحديث النبوي الصحيح؛ لأن الحديث في حُكم الآية القرآنية من حيث إنه وحيٌ من الله عزَّ وجلَّ؛ يقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾؛ فالمسلم مطالَبٌ بتبليغ ما وصل إليه من القُرآن والأحاديث النبوية إلى غيره ممن لم يبلغه، ولو كانت آيةً قصيرةً من القُرآن. وقال بعض أهل العلم: قال: [وَلَوْ آيَةً]، ولم يقل: ولو حديثاً؛ لأنَّ الأمر بتبليغ الحديث يُفهَم من هذا بطريق الأَوْلَوية، فإنَّ الآياتِ مع انتشارها وكثرة حَمَلَتِها، وتَكَفُّل الله سُبحانه بحفظها، وصوْنها عن الضياع والتحريف، إذا كانت واجبةَ التبليغ، فالحديث الذي لا شيء فيه مما ذُكر أَوْلى. 

 

قال العُلماء إنه في عصرنا الحالي، حيث التواصل بين الناس أصبح أسهل من أي وقتٍ مضى، يمُكننا جميعاً أن نكون مثل هذين الرجلين؛ ننقل الخير ولو بتفسير آيةٍ واحدةٍ أو سورةٍ قصيرةٍ أو حديثٍ نبويٍ صحيحٍ، سواءً عبر الكلام المباشر، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى بسلوكنا وتعاملنا مع الآخرين؛ فقد تكون كلمة خيرٍ نقولها، أو موقفٌ إيجابيٌ نفعله، سبباً في هداية شخصٍ، وهذا هو جوهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة]، إن تبليغ رسالة الإسلام وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يُمكن أن يكون لها تأثيرٌ إيجابيٌ على الأفراد والمجتمع ككل. إنها دعوةٌ لنشر الخير والسلام، والتأكيد على أهمية تبليغ رسالة الله، حتى ولو كان ذلك بآيةٍ واحدةٍ أو حديثٍ نبويٍ شريفٍ واحد.

 

كما قال العُلماء؛ فإن الدعوة إلى الله تعالى من أيسر الأمور، يُمْكِننا مُمارستها في كل أحوالنا؛ فإنها لا تشترط أن يقوم بها المختصون أو مَن وظيفتُهم الدعوة؛ بل يُمكن أن يقوم بها كل مُسلمٍ حتى لو قام بنشر آيةٍ واحدةٍ أو حديثٍ أو ذِكرٍ، فإنه يؤجر على ذلك. ومن الحكمة اتباع أفضل وأسهل الطُرق للوصول إلى الناس، وليس هناك أفضل ولا أسهل من مواقع التواصل الاجتماعي للاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية)، وللوصول إلى البشر حول العالم دون عناءٍ؛ حيث إن شبكة الإنترنت قد صارت من ضروريات الحياة للكثير من الناس في هذا العصر، وصار الإنسان أسيراً لها، فعلى كل مُسلمٍ مُخلصٍ أن يُسخِّر ذلك في تبليغ دعوة ربِّه ونشر دين الله بين سائر البشر. إن استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى الله تعالى صار ضرورةً؛ حيث يسعى أصحاب الهوى والضلال للسيطرة عليها بكل جِدٍّ، وجعلها مُستنقعاً للشر وكل الموبقات من القاذورات الفكرية والنفسية، ولا يسع الدُعاة والصالحين اعتزال هذه الوسائل؛ دفعاً للباطل ورحمةً بأبناء المسلمين الذين سيتأثرون حتماً بالباطل إن لم يجدوا فيها من ينشر الخير؛ فيجب على الدُعاة استثمار هذه الوسائل واستخدامها في نشر الدعوة إلى الله، وعدم تركها لأهل الباطل يتحكَّمُون فيها، ويُدمِّرون العالم بنشر الشر والفساد، وهذه مسؤولية الأمة، ومسؤولية كل مُسلمٍ يستطيع الإسهام في نشر الخير ولو بتبليغ آية.

وإن مجال الدعوة عبر وسائل التواصل مفتوحٌ لكل مُخلصٍ يُريد أن يقوم بالدعوة إلى الله، مهما كان علمه، كثيراً أو قليلاً؛ فإن في الدعوة إلى الله: تذكيرٌ ووعظٌ للغافلين، وتعليمٌ للجاهلين، وأمرٌ بالمعروف، وحقٌ على الطاعات، ونشرٌ للفضائل ومكارم الأخلاق، ونهيٌ عن المنكر، وزجرٌ عما نهى الله عنه، ودعوةٌ لغير المسلمين إلى الإسلام. 

 

أحبتي.. السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعلنا عندما وصلتنا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية)؟ ماذا قدمنا للدعوة في سبيل الله؟ هل استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل الدعوة إلى الله؟ إن كُنا قد فعلنا؛ فنحن ممن وصفهم الله سُبحانه وتعالى بالمُفلحين. وإن كُنا قد قصَّرنا؛ فما تزال أمامنا فرصةٌ لتدارك ما فرَّطنا فيه، ولنبدأ بالتخلية قبل التحلية؛ فنترك كل ما لا لزوم لنشره من أفلامٍ وأغانٍ وصورٍ، وكلامٍ فاحشٍ أو بذيء، ونربأ بأنفسنا أن ننسب إلى الله عزَّ وجلَّ أو إلى نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ما هو باطلٌ أو موضوع، وأن لا ننشر ما فيه ظلمٌ للغير أو افتراءٌ عليهم، وأن نتثبت ونتأكد من صحة ما نود نشره قبل النشر. ثم تبدأ مرحلة التحلية بنشر كل ما هو صحيحٌ مفيدٌ، وأن نحرص على أخذ العلم من مصادره الموثوقة قبل أن ننقله للآخرين. 

وفقنا الله جميعاً لخدمة دينه، وعباده، وسهَّل لنا سُبل تعلم العلم الشرعي وتعليمه. اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وارزقنا علماً تنفعنا به.

https://bit.ly/3CoKVnY

ليست هناك تعليقات: