الجمعة، 19 يونيو 2020

يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم

الجمعة 19 يونيو 2020م


خاطرة الجمعة /٢٤٤

(يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم)

 

ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻫﻤّﺔ ﻃﻼﺑﻬﺎ ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥٍ ﻟﻬﻢ، ووعدتهم بأن ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺔ "ﻣﻤﺘﺎﺯ" ﺳﻮﻑ ﺗﻬﺪﻳﻪ ﻫﺪﻳﺔً ﻫﻲ ﺣﺬﺍﺀٌ ﺟﺪﻳﺪ.
ﻓﺮﺡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ، ﻭﺑﺪﺃ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺠﺪ، ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ جمع أﻭﺭﺍﻕ الامتحان وتصحيحها؛ حيث وجدت المعلمة ﺃﻥ جميع الطلاب قد ﺃﺟﺎبوا إجاباتٍ صحيحةً وكاملةً ونالوا علامة "ممتاز"!
ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ جميع طلابها ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺑﺬﻟﻮه ﻣﻦ ﺟﻬﺪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺣﺘﺎﺭﺕ ﻟﻤﻦ ﺗُﻌﻄﻲ الهدية، ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ. عرضت المعلمة هذا الأمر على طلابها، وطلبت ﻣﻨﻬﻢ أن يفكروا في حلٍ مناسبٍ؛ يُرضي الجميع، وأن يبلغوها برأيهم بعد انتهاء وقت الفسحة. ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺃﻥ تجري المعلمة قرعةً بينهم؛ فيكتب ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔٍ ﻣﻄﻮﻳﺔٍ ﻭﻳﻀﻌﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕٍ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻭﺭﻗﺔً واحدةً ﺗﺴﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ جميع ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ بالهدية. وافقت المعلمة على اقتراحهم، وقام الطلاب بالفعل بتنفيذ ما اُتفق عليه، ﻭﺳﺤﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻭﺭﻗﺔً واحدةً ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻭﻗﺮﺃﺕ الاﺳﻢ؛ فكان اسم ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻭﻓﺎﺀ. تقدمت وفاء لاستلام الهدية، ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ باديةٌ على وجهها، ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻐﻤﺮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، ﻭﺳﻂ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ. حيت وفاء ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻗﺒَّﻠﺖ ﻣﻌﻠﻤﺘﻬﺎ وشكرتها على ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ التي ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ وقتها تماماً؛ ﻓﻘﺪ ﻣﻠّﺖ ﻟﺒﺲ ﺣﺬﺍئها ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ المهتريء، الذي ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻭﺍﻟﺪﺍﻫﺎ ﺷﺮﺍﺀ ﺣﺬﺍﺀٍ ﺟﺪﻳﺪٍ بدلاً منه ﻟﻬﺎ؛ لشدة فقرهم ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺰﺣﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ نتيجةً للحرب في سوريا.
ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓً ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ! أشاد ﺍﻟﺰﻭﺝ -ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ- بحسن تصرف زﻭﺟﺘﻪ، لكنه ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ؛ فسأﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ فقاﻟﺖ ﻟﻪ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺪﺕُ ﻭﻓﺘﺤﺖُ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻥ جميع الطلاب كتبوا ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍسمهم ﺍﺳﻢ زميلتهم ﻭﻓﺎﺀ!

لقد اكتشفت أن طلابي ممن (يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم) وأنا أعلم بمدى احتياجهم، ﻟﻘﺪ ﻻحظوا ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺣﺎلة زميلتهم ﻭﺗﻜﺎﺗﻔﻮﺍ معها؛ وآثروها على أنفسهم ﻟﻴُﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ قلبها.

 

أحبتي في الله .. إنه خُلُق الإيثار، نشأ عليه الأطفال في بيوتهم، وربما تعلموه في المدرسة، وقد يكون سلوكاً عفوياً منهم نبع من فطرةٍ سليمةٍ تربوا عليها وتشبعوا بها فأصبحوا يجدون لذةً في العطاء وحلاوةً في إسعاد الآخرين. وأغلب الظن أن وراء تنفيذ هذه الفكرة أحد الطلاب هو الذي أوحى لزملائه بالفكرة فسارعوا بالاستجابة لها. أياً كان الأمر، فقد كان تصرف الأطفال رائعاً بكل معنى الكلمة؛ فيه إلى جانب الإيثار، الإحساس بأحوال الغير والتعاطف معهم، والحرص على إسعادهم، والتكاتف والتعاون والتآزر، وعمل الخير في الخفاء دون مراءاةٍ، ومراعاة المشاعر. إنها معانٍ جميلةٌ قلما نجدها في عالم الكبار الذي تغلب عليه الأنانية وحب الذات، والميل إلى التفاخر والمباهاة بعمل الخير، وغير ذلك من مظاهر سلبية!

 

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ وَالإيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ في صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، نزلت هذه الآية لتصف إيثار الأنصار بيثرب "المدينة المنورة" للمهاجرين الذين اُضطروا لترك "مكة" فراراً بدينهم؛ فقد كان الأنصار يعطون المهاجرين أموالهم، إيثَاراً لهم بِها على أنفسهم، رغم حاجتهم هم أنفسهم لهذا المال، بل إن بعض الأنصار -عندما آخى النبي بين الأنصار والمهاجرين- لم يكتفِ بإعطاء نصف ماله لأخيه المهاجر، بل وخيَّره بين إحدى زوجتيه ليطلقها فتكون زوجةً له بعد انقضاء عدتها. إنها صورةٌ فريدةٌ للإيثار.

 

ومن صور الإيثار، أنه أَتَى رجلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: [مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟] فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا؛ فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: [ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ، مِنْ فَعَالِكُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾].

 

وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ: جَاءَتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِل ابْنَتَيْن لَهَا، فَأَطعمتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلى فِيها تَمْرةً لتَأكُلهَا، فَاسْتَطعَمَتهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا، فأَعْجبني شَأْنها، فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ لرسولِ اللَّه عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: [إنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ، أَو أَعْتقَها بِهَا من النَّارِ].

 

وقال أبو جهم بن حذيفة العدوي، وهو من الصحابة رضي الله عنهم: انطلقتُ يوم اليرموك بعد انتهاء المعركة أطلب ابن عمٍ لي ومعي قليلٌ من الماء وإناء، فقلتُ: إن كان به رمقٌ سقيتُه من الماء ومسحتُ به وجهه، فإذا أنا أسمع صوتاً يقول: آهٍ.. آه.. فأتيتُه فإذا هو ابن عمي فقلتُ له: أسقيك؟ فأشار إليّ أن نعم، فإذا بصوت رجلٍ آخر يقول: آهٍ.. آه.. فأشار ابن عمي أن انطلق به إليه، فجئتُه فإذا هو هشام بن العاص فأتيتُه وقلتُ له: أسقيك؟ فأشار إليّ أن نعم.. فإذا بصوت رجلٍ آخر يقول: آهٍ.. آه.. فأشار هشام أن انطلق به إليه، فجئتُه فإذا هو قد مات، ثم رجعتُ إلى هشام فإذا هو قد مات، ثم أتيتُ إلى ابن عمي فإذا هو قد مات!

أولئك كانوا من الذين (يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم)؛ فضَّل كلُّ واحدٍ منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماءٍ وهو أحوج بها من غيره!

 

والإيثار لا يكون فقط بين الناس بعضهم وبعض، بل قد يكون بين إنسانٍ وحيوان؛ فيُروى أن غلاماً كان يحرس حديقة نخيلٍ، وكان هذا الغلام تقياً قوي الإيمان طيب الخلق. وذات يومٍ، جاء وقت تناول الطعام، فأحضر الغلام طعامه، وكان ثلاثة أرغفةٍ من الخبز، فأمسك برغيفٍ منها، وسمَّي الله قبل أن يأكل. وفجأة رأي كلباً يجري نحوه وهو يلهث، واقترب منه وركز نظره على يديه، ففهم الغلام أن الكلب جائعٌ، فألقي له الرغيف الذي في يده. فأكله الكلب بنهمٍ وشراهةٍ، ثم عاد ينظر للغلام مرةً ثانيةً، فألقي له الرغيف الثاني فأكله. ومرةً ثالثةً، نظر الكلب للغلام؛ فأسرع وقدم له الرغيف الثالث، فأكله الكلب، ثم انصرف. هذا المشهد العجيب، شاهده رجلٌ صالحٌ معروفٌ بالكرم -دون أن يلاحظه الغلام- فاقترب منه وسأله: ما قَدْرُ طعامك في اليوم يا غلام؟ فقال له: ثلاثة أرغفةٍ من الخبز، يحضرها لي صاحب هذه الحديقة كل يوم. فقال الرجل: فلِمَ فعلتَ ذلك مع الكلب؟ قال الغلام: لأن أرضنا هذه لا تعيش فيها كلاب، وأظن أن هذا الكلب جاء من مكانٍ بعيدٍ؛ ليبحث عن طعامٍ بعد أن اشتد به الجوع، فكرهتُ أن يعود جائعاً. قال الرجل: وماذا ستأكل اليوم إذن؟ رد الغلام قائلاً: لن آكل وسأصبر إلى الغد؛ فقال الرجل وهو يحدث نفسه: "يلومني الناس على سخائي وكرمي، واللهِ إنَّ هذا الغلام أسخى مني". ترك الرجل الغلام، وذهب إلى أصحاب الحديقة -التي يعمل بها هذا الغلام- فاشتراها بما فيها، ثم أعطاها هديةً للغلام؛ إعجاباً بما فعل، وتقديراً لحُسن خُلقه، وكريم عطائه؛ فالغلام أحس بأن الكلب جائعٌ، فآثره بما لديه من طعام، وبات وهو يعاني من الجوع، إنه من الذين (يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم)؛ فكان جزاء ما صنع أن أصبحت الحديقة ملكاً له، بالإضافة إلي الثواب العظيم من الله يوم القيامة.

 

يقول العلماء إن من فوائد الإيثَار الفوز بمحبَّة الله تبارك وتعالى، والدخول فيمن أثنى الله عليهم وجعلهم مِن المفلحين، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. ثم إن المؤْثر يجني ثمار إيثاره في الدُّنْيا قبل الآخرة وذلك بمحبَّة النَّاس له حياً، وذِكر مآثره والترحم عليه بعد موته.

 

يقول الشاعر:

المالُ للرجلِ الكريمِ ذرائعٌ

يبغي بهن جلائلَ الأخطارِ

والناسُ شتى في الخِلالِ وخيرُهم

مَن كان ذا فضلٍ وذا إيثارِ

 

أحبتي .. ما أجمل خُلُق الإيثار، وما أروع الإحساس بأن الله سبحانه وتعالى قد اصطفاك -من دون خلقه جميعاً- لتُسعد شخصاً ما وتدخل السرور على قلبه، فتتقاسما سوياً شعوراً متميزاً بالإخوة والمحبة فتكونا من السعداء؛ فهذا حكيمٌ قد سُئل: مَن أسعدُ الناسِ؟ قال: مَن أسعدَ الناسَ!

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه يثيبك ويجزيك خير الجزاء على إيثارك للغير بما تملكه -في الظاهر- من مالٍ، لكنه في الحقيقة مال الله أنعم به عليك وجعلك مستخلفاً فيه، مسئولاً عن إنفاقه والتصرف فيه، ويعدك بحُسن الثواب إذا أعطيته غيرك!

فلنسارع في أعمال الخير ونكون من الذين (يُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم)، ولو كانت بنا خصاصةٌ ولو كنا في احتياج، ولا نكون أقل إيثاراً من الأطفال زملاء وفاء!

اللهم قنا شُح أنفسنا، واجعلنا مفاتيح سعادةٍ لغيرنا، وحبِّب إلينا البر والخير والكرم والإحسان والإيثار.

 

https://bit.ly/2Nce9t1