الجمعة، 1 سبتمبر 2023

صلاة الفجر على وقتها

 خاطرة الجمعة /411

الجمعة 1 سبتمبر 2023م

(صلاة الفجر على وقتها)

 

*تحذير:* لا أنصح ضعاف القلوب بقراءة هذه الخاطرة.

هي قصةٌ حقيقيةٌ بطلها رجلٌ سعوديٌ فوَّت صلاة الفجر جماعةً بالمسجد أكثر من مرة؛ فكتب يقول: حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاةٌ مَن كان يُحافظ عليها ثم فاتته يستشعر ضيقاً شديداً طوال اليوم. تكرر معي نفس الأمر في اليوم التالي؛ فقلتُ لابد وأن في الأمر شيئاً، ثم تكرر ذلك للمرة الثالثة على التوالي! هنا كان لابد أن أقف مع نفسي وقفةً حازمةً، وأن أُعامل نفسي بشدةٍ وصرامةٍ حتى لا تركن لمثل ذلك فأُفَوِّت على نفسي ثواب (صلاة الفجر على وقتها)؛ فتذهب بي إلى النار. فكرتُ ثم قررتُ أن أدخل القبر حتى أؤدب نفسي، فلابد من أن ترتدع، وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى أن يشاء الله. كان قراري نهائياً وغير قابلٍ للمراجعة؛ فأنا أدرى بنفسي. لم يبقَ أمامي سوى التنفيذ، لكنني وجدتُ نفسي أُؤجل وأُسوِّف وأقول لنفسي كل يومٍ: "دع هذا الأمر إلى الغد". استمر الوضع على هذا الحال حتى فاتتني صلاة الفجر مرةً أخرى! حينها قلتُ: "كفى"، وأقسمتُ أن يتم هذا الأمر الليلة.

ذهبتُ بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحد، وقفتُ قليلاً: أأدخل من الباب أم أتسور السور؟! اتجهتُ صوب الباب فلعل حارس المقبرة غير موجود، لكن إن كان موجوداً سأوقظه فماذا أقول له؟! وربما منعني أو طلب مني المجيء في النهار وحينها يضيع قسمي، فقررتُ أن أتسور السور، تلثمتُ، رفعتُ ثوبي واستعنتُ بالله وتسلقت. برغم أنني دخلتُ هذه المقبرة مراتٍ ومراتٍ مُشيِّعاً إلا أنني أحسستُ أنني أراها لأول مرةٍ، ورغم أنها كانت ليلةً مُقمرةً إلا أنني أكاد أُقسم أنني ما رأيتُ أشد منها سواداً، كانت تلف المكانَ ظلمةٌ حالكةٌ ويسوده سكونٌ رهيب، هذا هو صمت القبور بحق. تأملتُ المقبرة كثيراً من أعلى السور واستنشقتُ هواءها، نعم إنها رائحة القبور، أُميزها عن ألف رائحة؛ رائحة الحنوط، رائحةٌ تحمل طعم الموت والبلى. جلستُ على السور أتفكر للحظاتٍ مرت كالسنين: إيهٍ أيتها القبور، ما أشد صمتك، وما أشد ما تخفيه؛ ضحكٌ ونعيمٌ، وصراخٌ وعذابٌ أليم. ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم؟ لعلهم سيقولون مقولة الحبيب صلى الله عليه وسلم: [الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ]. قررتُ أن أهبط حتى لا يراني أحدٌ في هذه الحالة؛ فلو رآني أحدٌ فسيقول إنني مجنونٌ أو لديّ مصيبة. وبالفعل لديّ مصيبةٌ كبيرةٌ، وأية مصيبةٍ أكبر من ضياع صلاة الفجر عدة مرات؟

هبطتُ داخل المقبرة، أحسستُ حينها برجفةٍ في القلب، ووجدتني ألتصق بالجدار، ولا أدري ممَّ أحتمي؟ عللتُ ذلك لنفسي بأنه خشية المرور فوق القبور وانتهاكها! أنا لستُ جباناً لكنني شعرتُ بالخوف حقاً! نظرتُ إلى الناحية الشرقية حيث القبور المفتوحة فاغرةً أفواهها تنتظر ساكنيها، إنها أشد بقع المقبرة سواداً، كأنها تناديني، مشتاقةً إليَّ: "متى ستكون فيَّ؟". أمشي بحذر بين القبور، وكلما تجاوزتُ قبراً تساءلت: "أشقي أم سعيد صاحب القبر؟"، "شقيٌ بسبب ماذا؟ أضيَّعَ (صلاة الفجر على وقتها) مثلي؟ أم كان من أهل الفواحش والربا؟ ربما كان عاقاً لوالديه، أو كان من أهل الغناء والطرب؟". لعل من تجاوزتُ قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوةً، وأن شبابه لن يفنى، وأنه لن يموت كمن مات قبله، أو أنه كان يقول: "ما زال في العمر بقية" ففاجأه هادم اللذات. سبحان من قهر الخلق بالموت. أبصرتُ الممر حتى إذا وصلتُ إليه وضعتُ قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي؛ فالقبور عن يميني وعن يساري، بدأتُ أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، أين سرعة قدميَّ؟ ما أثقلهما الآن! رفعتُ بصري إلى الناحية الشرقية، تمنيتُ أن تطول المسافة ولا تنتهي أبداً لأنني أعلم ما ينتظرني هناك. أعلم، فقد رأيتُ القبر كثيراً ولكن هذه المرة مختلفةٌ تماماً. أفكارٌ عجيبةٌ؛ أكاد أسمع همهمةً خلف أذنيّ، خفت أن أنظر خلفي، خفتُ أن أرى أشخاصاً يلوِّحون إليَّ من بعيد. خيالاتٌ سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، بالتأكيد إنها وسوسةٌ من الشيطان، لا يهمني شيءٌ طالما قد صليتُ العِشاء في جماعة. أخيراً أبصرتُ القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيتُ أشد منها سواداً. كيف أتتني الجرأة؟ وكيف أوصلتني خطواتي إلى حافة القبر؟! بل كيف سأنزل في هذه الحفرة الضيقة؟! وأي شيءٍ ينتظرني داخلها؟! فكرتُ بالاكتفاء بالوقوف، أو أن أعود من حيث أتيتُ وأُكفِّر عن الحنث بقسمي. ولكن لا، لن أصل إلى هنا ثم أقف أو أتراجع، يجب أن أكمل، لن أنزل إلى القبر مباشرةً بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي، ما أشد ظلمته، وما أشد ضيقه. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرةً من حفر النار أو روضةً من رياض الجنة؟ سبحان الله! يبدو أن الجو قد ازداد برودةً أم هي قشعريرةٌ سرت في جسدي من هول هذا المنظر؟! هل هذا صوت الريح؟! ليست ريحاً؛ فلا أرى ذرة غبارٍ في الهواء!! هل هي وسوسة أخرى؟!! استعذتُ بالله من الشيطان الرجيم، أنزلتُ شماغي {الشماغ غطاء للرأس، ويُسمى: غترة، حطة، سفرة، وكوفية} ووضعته على الأرض، ثم جلستُ وقد ضممتُ ركبتيّ أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب؛ إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً. سبحان الله نسعى لكي نحصل على كل شيءٍ وهذه هي النهاية: "لا شيء"! كم تنازعنا في هذه الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن.. والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل! أشحتُ بوجهي ناحية القبور وناديتُ بصوتٍ خافتٍ وكأني أخشى أن يرد عليَّ أحد: "يا أهل القبور، ما لكم؟ أين أصواتكم؟ أين أبناؤكم عنكم اليوم؟ أين أموالكم؟ أين وأين؟ وكيف هو الحساب؟ أخبروني عن ضمة القبر، أخبروني عن منكر ونكير، أخبروني عن حالكم مع الدود! سبحان الله؛ نستاء إذا قدَّم لنا أهلنا طعاماً بارداً أو لا يوافق شهيتنا، واليوم نحن الطعام للدود. لابد من النزول إلى القبر؛ قمتُ وتوكلتُ على الله، أنزلتُ رجلي اليمنى ثم رجلي الأخرى، افترشتُ شماغي وانطرحتُ على ظهري ووضعتُ رأسي وأنا أفكر: ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة؟! ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرةً واحدة؟!

أغلقتُ عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، وحتى تخف هذه الرجفة في جسدي. ما أشده من موقفٍ وأنا حيٌ, فكيف سيكون وأنا ميت؟ فكرتُ أن انظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد ظلمةً منه! يا للعجب!! رغم أنني في حفرةٍ مغلقةٍ إلا أنني أشعر بتيارٍ من الهواء البارد يتسلل إلى جسمي كله!! كم هي قارسةٌ برودة الخوف! خِفتُ أن أنظر إليه فأرى عينين تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوةٍ، أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجلٍ تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، حينها قررتُ ألا أنظر إلى اللحد؛ ليس بي من الشجاعة أن أخاطر وأرى أيَّاً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالٍ، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه. لا إله إلا الله. تذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا إله إلا اللهُ، إنَّ للموتِ سَكَراتٍ]. تخيلتُ جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوةٍ وأنا أرفع يديَّ محاولاً إرجاع روحي.. تخيلتُ صُراخ أهلي عالياً من حولي: "أين الطبيب؟! أين الطبيب؟!". ﴿فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ . تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، تخيلتُ الأصحاب يحملونني على الأكتاف ويقولون: لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلتُ أحب أصدقائي إليَّ وهو يُسارع لأن يكون أول من ينزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويُطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: "جهزوا الطوب"، وتخيلتُ ابني يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلتُهم وهُم يرشون الماء على قبري، ثم تخيلتهم وقد رحلوا وتركوني فرداً وحيداً، تذكرتُ قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾. نعم صدق الله؛ تركتُ زوجتي، فارقتُ أبنائي، تخليتُ عن مالي أو هو تخلى عني. تخيلتُ كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً ظهروا بأصواتٍ مفزعةٍ وأشكالٍ مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: "هذا هو العبد العاصي؟"، فيقول الآخر: "نعم"، فيقال: "أمشيعٌ متروكٌ أم محمولٌ ليس له مفر؟"، فيجيبه الآخر: "بل محمولٌ إلينا ليس له مفر"، فيُنادى: "هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيزٌ ذو انتقام". رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين: "ما غرك بربك الكريم؟ حتى تنام عن الفريضة؟ ما الذي خدعك حتى عصيتَ الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنتَ تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيتَ! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمتَ أنه لك عدوٌ مبين؟ أمثلك يعصي الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته؟! لا نجاة لك منا اليوم، اُصرخ ليس لصراخك مجيب". فجلستُ أصرخ: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾، وكأني بصوتٍ يهز الفضاء ويزلزل المقبرة يملأني يأساً ويقول: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. بكيتُ ما شاء الله لي أن أبكي ثم قلتُ: "الحمد لله رب العالمين؛ مازال هناك وقتٌ للتوبة.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه".

قمتُ مكسوراً، وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي. أخذتُ شماغي وأزلتُ ما علق به من تراب القبر وعدت.

 

أحبتي في الله.. لا يخفى على مسلمٍ أنَّ (صلاة الفجر على وقتها) لها فضلٌ كبيرٌ بين الصلوات، حتى أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها، ولا يُقسم الله إلا بعظيم؛ يقول تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، بل وسماها قرآناً وجعلها مشهودةً؛ يقول تعالى: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ فعبّر عن صلاة الفجر بالقرآن؛ لأنه تطول فيها قراءة القرآن. وقال عن قرآنها إنه ﴿كَانَ مَشْهُودًا﴾ إذ تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار حين يجتمعون في صلاة الفجر.

 

وكثيرٌ من الأحاديث النبوية الشريفة تُبين فضل (صلاة الفجر على وقتها)؛ منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: [ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها]، وقوله عليه الصلاة والسلام عن هاتين الركعتين: [لهُما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا].

وقال صلى الله عليه وسلم: [مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ]، أي: في أمان الله، وفي جواره؛ أي: قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحدٍ أن يتعرض له بضُرٍ أو أذى.

وقال عليه الصلاة والسلام: [مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ].

وفي إشارةٍ إلى صلاتيّ الفجر والعصر قال صلى الله عليه وسلم: [يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ]، وقال كذلك: [لن يَلِجَ النارَ مَن صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ، وقبلَ غروبِها]، كما قال: [منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ].

أما عن صلاتيّ العشاء والفجر فقد قال عليه الصلاة والسلام: [إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا]، وقال صلى الله عليه وسلم: [مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ]، كما قال: [بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ].

 

أحبتي.. يقولون: "إذا لم يكن أول قراراتك الاستيقاظ لصلاة الفجر في موعدها فلا قيمة لتخطيط باقي يومك؛ فقد خسرتَ بداية النجاح"؛ فعلينا ألا نتخلى عن (صلاة الفجر على وقتها) فيضيع علينا ثوابٌ عظيم. إن كان البعض منا مواظباً عليها مع الجماعة في المسجد فهنيئاً له، لكن عليه ألا يغتر أو يظن أنه أفضل من غيره، وليتذكر الآية الكريمة: ﴿كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ فالفضل كله لله، أيقظك وحبَّب إليك الصلاة، وأنعم عليك بالصحة والقدرة على أدائها في وقتها مع الجماعة. أما من تتوفر لديه الصحة والقدرة ولا يحرص على صلاة الفجر مع الجماعة فقد ضيّع على نفسه الكثير من الفضل، وحرم نفسه من ثوابٍ عظيم، وليحذر من غضب الله إذا هو استمر على هذه الحال. نصيحتي لنفسي ولكل مُقصِّر: "ما دمتَ على قيد الحياة فما تزال أمامك فرصةٌ لتصحيح علاقتك مع الله، لكن لا تُسوِّف ولا تؤجِل، بل انوِ واعزم وخُذ بالأسباب وتوكل على الله بإخلاص، وستجده سبحانه وتعالى خير مُعين لك".

إن صلاة الفجر غنيمةٌ لا تُعادلها غنائم الدنيا وكنوزها؛ فهلا حرصنا على أدائها مع جماعة المسلمين في المسجد يومياً؟

أعاننا الله على المواظبة على جميع الصلوات -وخاصةً صلاة الفجر- في المسجد مع جماعة المسلمين، وأن يرزقنا فضلها، ويكتب لنا أجرها، ويُثيبنا عليها كما يُثيب عباده الصالحين.

https://bit.ly/3PkIpTc