الجمعة، 28 فبراير 2020

إطعام الطعام

الجمعة 28 فبراير 2020م

خاطرة الجمعة /٢٢٨
(إطعام الطعام)

تقول إحداهن: عشتُ وأنا صغيرةٌ لفترة مع جدتي التي لم تنل قسطاً كافياً من التعليم، لكن الله رزقها بدلاً من ذلك حكمةً فطريةً عجيبةً، وإيماناً عميقاً.
كانت تمر بالبيت أحياناً ظروفٌ اقتصاديةٌ صعبةٌ مثلما يحدث في كثيرٍ من بيوت الناس لأي سببٍ مثل ألا يستطيع خالي إرسال مالٍ لها، ولا أدري كيف كانت تدبر أمر البيت أثناءها إلى أن تمر الأزمة بسلام.
لكن في يومٍ لا أنساه، مرت جدتي بأزمةٍ طاحنةٍ مفاجئةٍ لم تكن في الحسبان؛ حيث نزلت إلى السوق لتشتري بعض الحاجيات فضاع منها كيس نقودها أو سرقه أحدهم، فعادت إلى البيت ودخلت فوراً وهي شاردةٌ نحو دولاب الملابس لتخرج آخر ما تبقى من نقود، ولا أنسى أبداً شكلها حين تسمرت وهي تنظر إلى آخر ورقة نقود؛ خمسة جنيهاتٍ هي كل ما تبقى لمصاريف البيت كله! أمسكت بها لدقيقةٍ كاملةٍ تنظر إليها، وكأن نهراً من الأفكار والحسابات المعقدة يمر بعقلها، وظهرت -لأول مرة- في عيني المرأة القوية دموع الحيرة والعجز، ثم كأنها وجدت الحل واتخذت قراراً مفاجئاً؛ فالتفتت إليّ بحماسةٍ وتصميمٍ تطلب مني أن أساعدها فيما ستفعله، لكن ما طلبته كاد يصيبني بالجنون؛ طلبت مني أن أنزل لشراء عشر بيضاتٍ وربع كيلو عدس، فظننتُ أنها ستطبخه لنا، لكنها أخذت تطبخ العدس في استغراقٍ وإتقانٍ، وتصاعدت رائحته الجميلة لتغمر البيت، وسلقت البيض، وسخَّنت بعض أرغفة الخبز، ووضعت بعض الملح والفلفل في ورقةٍ صغيرةٍ، ثم أخذت كل هذا ونزلت إلى الشارع، وأعطته لبعض الفقراء في الحي. كدتُ أُجن؛ فقد نفد كل ما عندنا من مالٍ، وكدتُ أصرخ فيها: "على الأقل، كنتِ أعطيتني بيضةً منهم!"، وكأنها قرأت ذلك في عينيّ المذهولتين؛ فقالت في إيجازٍ وثقةٍ كلمتين اثنتين فقط: "اصبري.. سترين"!
رجعنا إلى البيت قُبيل العصر، ولم يكن أمامنا إلا أن ننام لبعض الوقت، لكننا استيقظنا على صوت طرقٍ مزعجٍ لباب البيت؛ فتحنا الباب، فإذا بولدٍ ممن يبيعون في السوق يسأل جدتي: "هل هذا هو كيس نقودك يا حاجة؟"، كان سقط منها أمام محله، ولما حاول اللحاق بها تاهت منه في زحمة السوق، ولأنه أمينٌ فقد سأل الباعة حوله عمن يعرف بيت السيدة التي مواصفاتها كذا وكذا والتي تأتينا كل أسبوع؛ فأرشدته إحدى البائعات إلى منزلنا. ولم تمضِ ساعةٌ حتى سمعنا صوت طارقٍ آخر؛ فإذا بصديقٍ لخالي عاد من سفرٍ جاء ليرد دَيْناً عليه لخالي، اقترضه قبل السفر، مع هدايا وحلويات.
يومها قالت جدتي: "يا ابنتي.. اللُقمة تزيح النِقمة.. كلما أحسستِ بضيقٍ أطعمي فقيراً أو محروماً"، قلتُ لها ضاحكةً: "ألم يكن هناك طعامٌ أفضل من العدس؟"، قالت: "العدس من الأطعمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، كما أني أحبه؛ وأفضل الصدقات أن تتصدقي بما تحبينه من الطعام، قدمي للناس ما تحبينه من طعامٍ فيجعل الله البركة في طعامك".
كبرتُ، وعرفتُ فيما بعد التأصيل الشرعي لثقافة جدتي؛ عرفتُ الحديث القدسي: {أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ}، وتعلمتُ قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
لم تكن جدتي تحفظ هذه النصوص، لكن هذا اليقين يسري في كيانها كله.
كانت في أيام الشتاء الباردة تسلق البيض وتوزعه على الجنود الواقفين في الشارع لتنظيم المرور، أو تعمل شطائر فولٍ وتعطيها لعمال النظافة.
كبرتُ وقرأتُ الكثير عن فضائل الإنفاق في سبيل الله وآثاره على العبد في الدنيا والآخرة، فاستقبلتُها في يقينِ مَن عاين كل هذا بأم عينيه، ورأى كيف يستر الله أسرةً بسيطةً كبيرة العدد قليلة الرزق عبر سنواتٍ، ويعبر بهم نهر الحياة في بساطةٍ وبركةٍ ويسر. تعلمتُ أنَّ التعامل مع الله تجارةٌ رابحةٌ، وأنَّ مَن تعامل مع الله عرف كرمه ولطفه ورحمته، فقط حين نتعامل معه -سبحانه- بيقين.

أحبتي في الله .. يظن بعض الناس أن الإنفاق في سبيل الله يقتصر فقط على الجهاد والإعداد له، ولا يعلمون أن (إطعام الطعام) هو أحد أهم مجالات الإنفاق في سبيل الله، ولأهميته جعله الله سبحانه وتعالى من مصارف الزكاة، وجعله زكاةً للفطر، ورضي أن يُنذَر به، وأن يكون به الهَدي، وأن تُذبح له الأضاحي، وأن يكون من الكفارات.
وما يزال بعضنا يظن أن الإطعام تفضلٌ من الإنسان المسلم؛ له الخيار أن يفعله أو ألا يفعله، ولا يعلم أن (إطعام الطعام) للفقراء والمساكين والمحتاجين هو واجبٌ وفرضٌ، وهو سببٌ لنيل رضا الله وثوابه.

يحثنا المولى عزَّ وجلَّ على (إطعام الطعام)؛ يقول تعالى: ﴿وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾، ويقول تعالى: ﴿وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾.
والإطعام من أسباب النجاة من أهوال يوم القيامة؛ يقول تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾، وهو من صفات الأبرار؛ يقول تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا . عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا . يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا . وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾، كما أن (إطعام الطعام) من صفات أصحاب الميمنة؛ يقول تعالى: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ . أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ . ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ . أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾.
وفي الحديث القدسي؛ يقول تعالى: {يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟}.
وفى السُنة المشرفة؛ قال صلى الله عليه وسلم: [أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ]. "الْعَانِيَ": أي الأسير.
و(إطعام الطعام) من أسباب دخول الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: [وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ]، وقال: [إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا، تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا]. فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: [لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ].

و(إطعام الطعام) له فضائل كثيرةٌ، منها: إنه خير الأعمال؛ فقد سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: [تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ]. وقال صلى الله عليه وسلم: [أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا]. وقال عليه الصلاة والسلام: [خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ]. وقال: [إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ]. "الفَلُو" هو المُهر. "الفَصِيل" هو ﻭﻟ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻓﺼﻞ ﻣ ﺭﺿﺎﻉ ﺃﻣﻪ.
و(إطعام الطعام) حرزٌ ووقايةٌ للمسلم من النار؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: [اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة].
والجار المحتاج هو أولى الناس بالإطعام؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ]، وقال عليه الصلاة والسلام: [مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ].

يقول أحد العلماء إن من ثمرات (إطعام الطعام) كسب الكثير من الأجر والثواب، وشُكر الله تعالى على نعمة المال، وتطهير نفس المُطعِم من البُخل والشُح، وتطهير نفس الفقير أو الجائع من الحَسد والحِقد والغِل على غيره من ميسوري الحال، وتحقيق المودة والترابط بين أبناء المجتمع المسلم وانتشار الخير فيما بينهم.

وعن آداب (إطعام الطعام) يقول أهل العلم: لكي يؤدي الإنفاق تلك الثمار العظيمة لابد وأن يكون المُنفِق مستحضراً آداباً أهمها: الإخلاص؛ فيبتغي المُطعم الأجر من الله وحده، فمن أنفق رياءً أو سمعةً أخذ حظه من ثناء الناس في الدنيا، وليس له حظٌ في الآخرة. ثم عدم المن والأذى؛ إذ أن المن يخدش كرامة النفوس الكريمة ويجرح مشاعرها، ويستذلها بمنته، ويُشعرها بالصَغار والهوان. وكذلك الإنفاق من المال الطيب؛ لأن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً. وأيضاً الاعتدال في الإنفاق؛ لأن المال أمانةٌ عند صاحبه، فهو مال الله، رزقه هذا الإنسانَ ليتعامل به بما لا يتجاوز القصد والاعتدال، فلا يُبذِّر ويُسرف، ولا يقتُر فيشح ويبخل ويُمسك.

وورد الترهيب من عدم الحض على (إطعام الطعام) أو منعه؛ في قوله تعالى في صفات من أُوتي كتابه بشماله: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ . وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾، وفي قوله تعالى: ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ . عَنِ الْمُجْرِمِينَ . مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾.

أحبتي .. (إطعام الطعام) عملٌ عظيمٌ لا يقتصر على موائد الرحمن أو الإطعام أو توزيع حقائب المواد الغذائية والكراتين أو كفارة الإفطار أو زكاة الفطر في شهر رمضان المبارك فحسب، ولا مجرد نذرٍ نتطوع به نافلةً، ولا هو فقط كفارة الحنث في اليمين أو عدم الوفاء بالنذر، أو غير ذلك من كفارات. (إطعام الطعام) لا يكون فقط على وجه الاستحباب؛ إنما هو فرضٌ وواجبٌ على المسلم يترتب على تركه عذابٌ ووعيدٌ شديد. إنه من أوجه الخير التي ينبغي أن نقوم بها طوال العام؛ يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، كلٌ حسب استطاعته ومقدرته، ابتغاء وجه الله، ورغبةً في تحصيل أعظم الثواب. فلنعَوِّد أنفسنا وأبناءنا على (إطعام الطعام) للفقراء والمساكين والمحتاجين، ولنخصص لذلك مبلغاً محدداً، قلَّ أو كَثُر، المهم الاستمرارية بغير توقفٍ؛ فإن [أَحَبَّ الأَعْمَالِ إلىٰ اللهِ أَدْوَمُهَا وَإنْ قَلَّ] كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. ويكون الإطعام ﴿مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ حتى ﴿تَنَالُوا الْبِرَّ﴾، ويكون على الأقل ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ﴾. وأُذَكِّر نفسي وأُذَكِّرْكُم بما نهانا عنه المولى سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ فلا تطعموا إلا من أطيب الطعام. وأُذَكِّر نفسي وأُذَكِّرْكُم بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ فلا نطلب الدعاء ممن نطعمهم أو نتصدق عليهم؛ حتى يكون عملنا خالصاً لله عزَّ وجلَّ، ويكون ثوابه كاملاً، فإذا دعوا لنا من تلقاء أنفسهم فلندعو لهم بمثل ما دعوا لنا به. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

http://bit.ly/2T8jWnl