الجمعة، 26 مايو 2017

استقيموا يرحمكم الله

الجمعة 26 مايو 2017م

خاطرة الجمعة /٨٥
(استقيموا يرحمكم الله)

أقيمت الصلاة فتقدم إمامُنا ووقف أمامَنا، نظر إلينا كقائدٍ ينظم صفوف جنوده، أشار للبعض من المصلين بالتقدم، وللبعض الآخر بالاقتراب من بعضهم وسد الخُلل، وطلب من الأطفال أن يصلوا في أطراف الصف الأول أو في الصفوف الخلفية، ولما اطمأن إلى انتظام الصفوف قال عبارته المشهورة (استقيموا يرحمكم الله)، ثم أعطانا ظهره وبصوتٍ عالٍ كبر تكبيرة الإحرام: "الله أكبر".
يتكرر هذا الموقف كثيراً في مسجدنا، ويتكرر بصورٍ مشابهةٍ في المساجد الأخرى، وفي بعض المرات عندما أسمع عبارة (استقيموا يرحمكم الله) يتملكني خاطرٌ قويٌ يستحوذ على تفكيري، يضيع عليّ شيئاً من الخشوع في الصلاة؛ فقلت في نفسي: "لو كتبت عن هذا الخاطر لخفت وطأة سيطرته على أفكاري ولو قليلاً"، وها أنا ذا أفعل .. أكتب لكم ما يدور في خاطري ويشغل فكري عندما أسمع عبارة (استقيموا يرحمكم الله).
أتساءل دوماً عن الأمر بالاستقامة في كلمة (استقيموا) هل المقصود منه استقامة الصف أثناء الصلاة فحسب؟ أم يا تُرى يتسع مفهوم هذا الأمر ليشمل الاستقامة في كل مجالات الحياة؟ وأجيب في نفسي عن السؤالين بأن المقصود المباشر لا شك هو استقامة الصفوف في الصلاة، بحيث يكون الكتف بالكتف هو التطبيق العملي لمفهومي: التكاتف، ورص الصفوف.
لكن المعنى الأعم والأوسع والأكثر شمولاً، لا يغيب أبداً عن ذهني كلما سمعت عبارة (استقيموا يرحمكم الله) حيث تستمر التساؤلات في نفسي، تُرى ما هو الأهم: أن نصطف للصلاة داخل المسجد بغير استقامةٍ واستواءٍ؟ أم نستقيم في تعاملنا بعضنا مع بعضٍ بعد انتهاء الصلاة وخارج المسجد؟ لماذا نحرص كل الحرص على الاستقامة للصلاة، ولا نحرص بنفس القدر على أن نكون مستقيمين في تعاملاتنا اليومية ومعاملاتنا وسلوكنا وتصرفاتنا خارج المسجد في غير أوقات الصلاة؟ ويستمر الحوار الداخلي بيني وبين نفسي؛ فأرد على هذين السؤالين بأن ديننا الإسلامي الحنيف لا يقدم أبداً المظهر على الجوهر؛ قال عليه الصلاة والسلام: [إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ]، فالجوهر هو الأهم، ومع ذلك فإن الاهتمام بالمظهر مطلوب؛ قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، وقال: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ﴾. إنها فلسفةٌ بسيطةٌ وواضحة: الجمع بين الحسنيين: الجوهر والمظهر، كلما أمكن ذلك، كلاهما مهم، بل ويكمل أحدهما الآخر. ما إن أصل إلى هذه القناعة حتى أجد سؤالاً آخر ينتظر الإجابة: ماذا لو خُيرنا بين الأمرين: إما الجوهر أو المظهر، أيهما نختار؟ وهل الأمر متروكٌ لهوى كل شخص أم أن هناك قاعدةً فقهيةً يتم الاحتكام إليها؟ أجد نفسي مرةً أخرى أجيب عن تساؤلات نفسي بأن لا شك أن تقديم الجوهر أهم من الالتزام بالمظهر في حالة عدم القدرة على الجمع بين الحسنيين لأمرٍ خارجٍ عن الإرادة.
أعود فأتذكر التوجيه الرباني لنبينا الكريم في قوله تعالى في سورة هود: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ وأظل أتصور كيف تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر، وهل هذا هو سبب حديثه المشهور: [شيَّبَتني هود]؟ ربما، رغم أن ذات الآية ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ نزلت وبنفس الكلمات في سورة الشورى، لا فرق بين الآيتين إلا في حرفي العطف الفاء والواو.
ثم أجد نفسي وقد بدأت أحسب كم مرةً في اليوم الواحد ندعو الله سبحانه وتعالى في كل ركعةٍ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾؟ وهل هذا الصراط الذي ندعو الله أن يهدينا إليه هو الصراط الذي نمر عليه يوم الحساب، أم هو صراطنا وطريقنا في الحياة الدنيا؟
وهكذا ما إن أسمع عبارة (استقيموا يرحمكم الله) إلا وتتوالى هذه الأسئلة والأفكار وغيرها في خاطري تشغلني عن التركيز في الصلاة والخشوع فيها.

أحبتي في الله .. لا شك أن ما عرضته عليكم من أفكارٍ تتزاحم على عقلي عندما أسمع فيها الإمام، وهو يقف أمام المصلين وجهه لهم، يقول عبارته المعهودة (استقيموا يرحمكم الله)، رغم أنها أفكارٌ دينيةٌ وتساؤلاتٌ مشروعةٌ إلا أنها مدخل إبليس اللعين لإفساد صلاتي وحرماني من الخشوع فيها، لأن تلك الأسئلة والإجابات تكون قد استنفدت جزءاً كبيراً من الوقت المخصص للصلاة، فأجد نفسي ربما في الركعة الثانية ولم أدرِ ما قرأت أو قرأ الإمام في الركعة الأولى!
أحذركم أحبتي .. أن تمكنوا إبليس من أن ينجح معكم بهذا الأسلوب الخبيث.
عودةً إلى موضوع الاستقامة .. يقول المولى عز وجل ملقناً رسوله الكريم: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ﴾، ويبين الله سبحانه وتعالى لنا المقصود من الصراط المستقيم؛ فيقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾، ويقول: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾. ويوضح سبحانه وتعالى أن الصراط المستقيم هو هدايةٌ منه لمن اتبعوا سبيله يخرجهم به من الظلمات إلى النور؛ فيقول: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾. ثم يبين عز وجل ثمرة الاستقامة؛ فيقول تعالى: ﴿إن الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾، ويقول كذلك: ﴿إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ويقول عز من قائل: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا﴾. أما من بَعُدَ عن طريق الاستقامة فتكفيه هذه الآية يتأمل معناها: ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، ويحذرنا العزيز الحكيم من الفُرقة والبعد عن صراطه المستقيم؛ فيقول: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ويبين لنا على لسان الشيطان الرجيم أن هدفه هو أن يصدنا عن الصراط المستقيم: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
أما عن الاستقامة في السنة المشرفة فمن ذلك ما ورد عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: "يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك"، وفي رواية "بعدك"، قال صلى الله عليه وسلم: [قل آمنت بالله ثم استقم]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه]. وقال عليه الصلاة والسلام: [استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن]. كما قال: [إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكفر اللسان، فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا].
تتناول الاستقامة جميع جوانب الدين وكل مجالات الحياة: الإخلاص، التقوى، التوبة، جهاد النفس، الرِّضا، الصَّبر، التوكل، القناعة، الزُّهد، الخوف، الرَّجاء، التمسك بكتاب الله، اتباع السنة، الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكر، التفكر في خلق الله، دوام الشُّكر، فعل الخيرات، عدم المجاهرة بالمعصية، وعدم استصغار المُحقرات من الذنوب، الصِّدق، الحياء، حفظ اللسان، حسنُ الخُلُق، العفو، التواضع، غض البصر، السَّخاء، الرحمة بالعباد، ترك الجدال، النَّصيحة، إدخال السرور على المسلمين، صلة الرَّحِم، الإحسان إلى الجار، الرِّفق في كلِّ شيء، مداراة الناس، قضاء حوائج المسلمين، الأمانة، اتقاء الشُّبهات، محاسبة النَّفس، الاستغناء عن سؤال الناس، اجتناب الآثام وعقوق الوالدين وقول الزُّور والكذب والغش والخيانة والزِّنا وشرب الخمر والسَّرقة واللعن والفحش والظلم والرِّياء والعُجب والكِبر والغضب، وغير ذلك من الأوامر والنواهي التي تنظم حياة البشر.
وعن الآية الكريمة ﴿إنّ الّذين قالوا رَبُّنا اللّهُ ثُمّ استقاموا تَتَنَزّلُ عَليهمُ المَلائِكَةُ أن لا تَخافوا ولا تَحزَنوا وأبشِروا بالجَنَّةِ الّتي كُنتُم توعَدون﴾ يقول أحد الصالحين: مضى المسلمون بشطر هذه الآية؛ حيث قالوا ﴿رَبُّنا اللّهُ﴾ فأقروا بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله، أما الشطر الثاني فمعظمهم بعيدٌ عنه، لقد وَعَدَهم الله، ووَعْدُ الله حق، إذا ما استقاموا أن ﴿تَتَنَزّلُ عَليهمُ المَلائِكَةُ﴾ وهي تنادي ﴿أن لا تَخافوا ولا تَحزَنوا وأبشِروا بالجَنَّةِ الّتي كُنتُم توعَدون﴾، فالحزن بعيدٌ عمن استقام، والخوف بعيدٌ عنه، وله البشرى، وله الرزق الحسن ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا﴾، وما الطريقة التي تريد الآية الاستقامة عليها سوى الطريقة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو قدوة هذه الأمة مستجيباً لأمر الله تعالى: ﴿فاستَقِم كَما أُمِرتَ﴾ وليس ذلك له وحده، بل وللصحابة والتابعين ومن تبعهم منا بإخلاصٍ إلى يوم الدين؛ قال تعالى، والأمر لنا جميعاً معشر المسلمين: ﴿ومَن تابَ مَعَكَ﴾.
إن الاستقامة بهذا المعنى الواسع تمتد لتشمل كل الدين، لو اتبعناها بصدقٍ وإخلاصٍ لانتظمت لنا كل الدنيا؛ ولظفرنا بسعادة الدارين: الدنيا والآخرة.
ومن أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها: الإخلاص لله تعالى ومتابعة سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار والتوبة، ومحاسبة النفس، والمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة، وطلب العلم، واختيار الصحبة الصالحة، وحفظ الجوارح عن المحرمات، ومعرفة خطوات الشيطان للحذر منها.

أحبتي .. يقول علماؤنا أن الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القيم، من غير ميلٍ عنه يُمنةً ولا يُسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها، الظاهرة والباطنة. والاستقامة هي سبيلٌ وسطٌ بين الإفراط والتفريط، بين الغلو والتقصير، وكلاهما منهيٌ عنه شرعاً، فالاستقامة تعبيرٌ واضحٌ عن الوسطية الإسلامية. قال أحد العارفين عن الاستقامة بأنها الزهد في الفانية، والرغبة في الباقية. وقِيل: أعظم الكرامة، لزوم الاستقامة.
ولا تكون الاستقامة إلا بطاعة الله ورسوله، تلك الطاعة التي قال عنها الشاعر:
تعصي الإلهَ وأنت تزعمُ حبَهُ
لعمري إن ذا في القياسِ شنيعُ
لو كان حبُك صادقاً لأطعتَهُ
إن المحبَ لمن يحبُ مُطيعُ
أحبتي .. (استقيموا يرحمكم الله) داخل المساجد وخارجها، والمهم خارجها .. الإسلام مستهدف .. فلا تكونوا الثغرة التي ينفذ منها أعداء الدين .. لا يهتم إعلامهم بمن يسرق المليارات وبمن يخالف القانون ممن يرتدون البدل وأربطة العنق، لكنه يهتم بمن يسرق القليل أو يرتشي أو يخرج عن جادة الصواب إذا كان ملتحياً أو قصير الثوب أو إذا كانت منتقبةً أو محجبة، فتكون فرصتهم للتشهير ليس بالشخص وإنما بدينه، وهو هنا الإسلام بالطبع .. استقيموا في تعاملاتكم كلها تكونوا قدوةً لغيركم وتكونوا خير سفراء لإسلامنا الذين ارتضاه الله ديناً لنا .. إنها أمانةٌ، والأمانة ثقيلة، لكننا لها.
كم هو جميلٌ أن تكون الاستقامة سبيلاً لجَسر الفجوة بين العقيدة والعبادات من ناحية وبين المعاملات من ناحيةٍ أخرى، فلا يحدث ما نراه من فصامٍ بينهما لدى البعض منا؛ فنجد من المسلمين من يصلي ويصوم ثم يقتل أو يزني أو يسرق أو يقبل رشوةً تحت أي مسمى أو يكذب أو ينصب على غيره أو يغش أو يتهاون في خدمة الناس أو حتى يعبس في وجوههم.
وكم هو رائعٌ أن يستقيم الموظف والعامل والمهندس والمزارع والضابط والمحامي والمستشار والتاجر والصحفي والطبيب والمحاسب والطالب وغيرهم؛ فتستقيم حياتنا في جميع المجالات على الوجه الذي يرضاه لنا ربنا سبحانه وتعالى.
فليتذكر كلٌ منا عندما يسمع عبارة (استقيموا يرحمكم الله) أن الاستقامة ليست فقط لرص الصفوف للصلاة وإنما هي أيضاً لتزكية النفوس والارتقاء بمستوى المعاملات بين المسلمين بعضهم وبعض وبينهم وبين غيرهم من البشر إلى أعلى درجة يمكن الوصول إليها، إنها الاستقامة التي أُمرنا باتباعها يا عباد الله لنكون بحق ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾.
اللهم اجعلنا من المستقيمين وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرة جديدة، إن أذن الله وأمد في أعمارنا.
تقبل الله منا ومنكم.

http://goo.gl/Pcc5u0