الجمعة، 25 أكتوبر 2019

العدالة الإلهية


الجمعة 25 أكتوبر 2019م

خاطرة الجمعة /٢١٠
(العدالة الإلهية)

قصةٌ حقيقةٌ وقعت أحداثها بدمشق منذ زمنٍ بعيد؛ امرأةٌ كان والدها مِنَ الوُجهاء الأثرياء، وتزوجها ابن أحد الولاة العثمانيين، من ذَوي الإقطاع والثراء، وكانتِ المرأة وحيدة أبويها، وكذا زوجها. تُوفِّي والدها فورثته، وتُوفِّي والد زوجها فورثه، ثم تُوفِّي زوجها دون أن يكونَ لها منه ولد، فورثتِه هو الآخر؛ فصار عندها أراضٍ، وإقطاعاتٌ شاسعة. ولما لم يكنْ لها مورد رزقٍ من عملٍ كانت تبيع جزءاً من أراضيها كل مدةٍ لتنفق على نفسها، وعندما يقلُّ ما في يدها تبيع أرضاً أخرى، وهكذا. ونظراً لوَحْدتها، وعدم وجود ذريةٍ تؤنسها، فقد قامتْ بكفالة إحدى الفتيات اليتيمات مدَّةً منَ الزمن، حتى تزوجت. كبرت المرأة وكان جيرانها يخدمونها في حاجياتها، وكان أسفل شقتها صاحب محل بقالةٍ تشتري منه، ويوصِّل لبيتها الأغراض. وذات يومٍ طلبتْ منَ المحل بعض الأغراض، فجاءَها صاحبُ المحل، ودخل بالأغراض، فقالتْ له: "اجلس حتى أُضَيّفَك فنجاناً منَ القهوة"، وقامتِ العجوز -وهي على عتبة التسعين منَ العمر - للمطبخ تُعِدُّ القهوة له، فلعب الشيطان بعقل البائع، ووسوس له أن ينتهزَ الفرصة ليسرقَ أموالها؛ فلحقها إلى المطبخ، وخنقها بطوق الذهب الذي ترتديه دون مقاوَمة، وفتَّش البيت، ولم يجدْ إلا مبلغاً زهيداً جدّاً مِنَ المال، فأخَذَهُ وانصرف. بعد يومٍ أو أكثر افتقد الجيران جارتهم العجوز، واستغربوا عدم إجابتها وفتحها الباب، وكان ذلك سبباً لكشف الجريمة، وتمَّ التحقيق مع الجيران، ولم يلبثْ أنِ انكشف المجرم، وتطابقتْ عليه الأدلة، واعترف. لكنه وكَّل أحد شياطين المحامين، فاستطاع تدبير تقريرٍ طبيٍّ للمجرم بأنَّه مختلٌّ عقليّاً بدرجةٍ خطيرة، وبعد جلساتٍ في المحكمة أُطلق سراحه؛ لكونه غير مسؤولٍ عن فعله؛ فرجع المجرم لحياته المعتادَة حرّاً طليقاً، وبقيَ على ذلك سنواتٍ. وعلمتْ بالقصة تلك اليتيمة التي ربَّتها المغدور بها، فتبنَّتِ الموضوع، وأعادت رفع القضيَّة على المجرِم بعد أنِ اطمأنَّ تلك المدة الطويلة، وكانت حجتها القوية: إن كان المجرمُ مجنوناً بتلك الدَّرجة المثبتة في التقرير، فمكانه ليس بين الناس العقلاء؛ حتى لا يرتكب الجرائم؛ بل في مستشفى المجانين، وإن كان عاقلاً فلا بُدَّ منَ القصاص، وفعلاً لم يكن أمام المجرم إلاَّ التشبُّث بالخيار الأول؛ فراراً منَ العقوبة، فتمَّ إيداعه مستشفى الأمراض العقلية.
وهناك كان المجانين باستقبال النَّزيل الجديد، وتحلَّقوا حوله يسألونه: "ما الذي أتى بك إلى هنا؟"، فقاللهم بكل صراحة: "أنا قتلتُ امرأةً عجوزاً، وقلتُ عن نفسي إنني مجنون؛ لأهرب من العقوبة، وبسبب ذلك جاؤوا بي عندكم، هذه قصتي". فاستغرب المجانين، واجتمعوا فيما بينهم، وإذا بهم يحيطون به، ويقولون: "أنت مجرمٌ قاتلٌ، ولا بد من محاكمتكَ، سنحاكمك الآن"؛ فشَكَّلُوا محكمةً فيما بينهم، وحكموا عليه بالإعدام شنقاً، وربطوا عنقه بالملابس، وهو لا يقدر على الفرار منهم، ولم يُجْدِ الصراخ والاستنجاد، وشنقوه. وفي اليوم التالي، لَمَّا أراد الممرضون توزيع الطعام، وجدوه مشنوقاً، فسألوا: "مَن قتله؟"، قال المجانين: "نحن شنقناه؛ لأنه مجرمٌ قاتلٌ"، فسألوا الحارس المناوب فقال: "لَمْ أميزْ صراخه عن الصراخ المعتاد لباقي المجانين".
وهكذا جاء للقاتل القصاص العادل من حيث لم يحتسبْ، ونشرت الجرائد خبره وقصته العجيبة.

أحبتي في الله .. إنها (العدالة الإلهية) لا تغيب حينما تغيب عدالة البشر. إنه الله سبحانه وتعالى العدل الذي لا يقبل الظلم على نفسه، والذي جعله بين الناس مُحَرَّماً؛ يقول تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾، ويقول: ﴿وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾، ويقول: ﴿لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾، ويقول: ﴿فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾، ويقول: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾، ويقول: ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ﴾، ويقول: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾، ويقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾، ويقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾، ويقول: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾، ويقول: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً﴾، ويقول: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.
وعَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: {يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا}.
إنها (العدالة الإلهية)، عدالةٌ لكل البشر حتى إنه يُقال: "لو كان المظلوم كافراً وظُلم ثم دعا الله؛ فإن الله يستجيب دُعاءه، لا حباً للكافر ولكن حباً للعدل".

يقول العلماء إنه لا شك أن ما يحدث من أنواع المظالم العامة والخاصة لا يخفى على الله منها شيءٌ، ولا شك أيضاً أن الله تعالى لا يرضى بالظلم والعدوان. والناس بين ظالمٍ ومظلوم، فأما الظالم فإن الله تعالى إنما يُملي له ليزداد إثماً، ويؤخره ليومٍ تشخص فيه الأبصار، قال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾، وهذا وعيدٌ شديدٌ للظالمين؛ يمهلهم الله، ويدرُّ عليهم الأرزاق، ويتركهم يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين، يُملي لهم ليزدادوا إثماً، حتى إذا أخذهم لم يُفلتهم: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾.
وأما المظلوم فإن الله تعالى يمتحنه تمييزاً وتمحيصاً، فإن آمن بالله واتقاه جُوزي على ذلك بالثواب الجزيل؛ يقول تعالى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، ويقول: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾. والدنيا ليست بدار جزاءٍ ووفاء، وإنما هي دار محنةٍ وبلاء، وهي لم تُخلق للدوام والبقاء، بل للزوال والفناء؛ فإن الله تعالى لم يخلقها إلا ليبتلي بها عباده ويمتحنهم فيها فينظر كيف يعملون. وإقامة العدل المطلق لا تكون في الدنيا بل تكون في الآخرة.
وحَريٌ بالمظلوم أن يقول: "حسبي الله ونعم الوكيل" فلا يمسسه بإذن الله سوءٌ من الظالم؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾. صدق من قال: ﺃﺗدﺭون ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻝ ﺍﻟﻤﻡ "ﺣﺴﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌ ﺍﻟﻛﻴﻞ"؟ معنى ذلك أﻧﻪ ﻧﻘﻞ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣ قاضي ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟسماء، وهناك لمحكمة الآخرة قوانين أخرى غير محكمة الأرض: فالملفات معلنةٌ غير سرية؛ يقول تعالى: ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾، والحضور تحت حراسةٍ مشددة؛ يقول تعالى: ﴿وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾، والظلم مستحيل؛ يقول تعالى: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾، وليس هناك محامٍ يدافع عنك؛ يقول تعالى: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾، والرشوة والواسطة مستحيلة؛ يقول تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾، ولا يوجد تشابه أسماء أو التباس وقائع؛ يقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾،واستلام نتيجة الحكم باليد؛ يقول تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾، ولا يوجد حكمٌ غيابي؛ يقول تعالى: ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾، ولا يوجد نقضٌ أو استئناف؛ يقول تعالى: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾، ولا يوجد شهود زور؛ يقول تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، ولا توجد ملفاتٌ منسية؛ يقول تعالى: ﴿أحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾، وأما الأعمال فلها ميزانٌ دقيقٌ؛ يقول تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسبين﴾. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال الشاعر:
أمَا واللهِ إنَّ الظُّلمَ لؤمٌ
وما زالَ المسيءُ هو الظَّلومُ
إلىَ دياَّنِ يومِ الدّينِ نَمضي
وعندَ اللهِ تجتمعُ الخُصومُ
ستعلمُ في الحسابِ إذا التقينا
غداً عند الإلهِ مَنْ الملومُ
وقال آخر:
إذا جارَ الأميرُ وكاتباه
وقاضي الأرضِ داهنٌ في القضاء
فويلٌ ثمَّ ويلٌ ثمَّ ويلٌ
لقاضي الأرضِ مِنْ قاضي السماء

كلمتي إلى كل ظالمٍ .. اتقِ الله، ولا تأخذك العزة بالإثم. توقف فوراً عن الظلم. تُب إلى الله توبةً نصوحاً. أعد الحقوق إلى أصحابها فهذا أهون لك من أن تُحاسَب عليها في الآخرة. اعترف بما اقترفت يداك منظلمٍ، واطلب القصاص من نفسك في الدنيا، وسارع إلى التخلص من وزر ظلمٍ عقابه عند الله عظيمٌ، واستحضر في نفسك معنى الخلود في العذاب، أو اطلب العفو من أصحاب الحقوق الذين ظلمتهم.
أما من يَظلِم أو يشارك في الظلم ثم يقول إنه "عبد المأمور" فأقول له: اعلم أنك عبد الله وحده، لستَ عبداً لغيره، واعلم أن هذا القول يُدخِلك في دائرة الشرك والعياذ بالله، ثم إنه لن يُعفيك من المسئولية والحساب يوم تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى أن تقول: "قتلتُ أو عذبتُ أو اغتصبتُ أو سرقتُ أو شهدتُ بالزور أو كذبتُ وافتريتُ أو حكمتُ بغير الحق لأن رئيسي طلب مني ذلك"؛ فأنت تعلم أنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. صحيحٌ أنت مأمورٌ بطاعة رئيسك، لأنها من طاعة ولي الأمر، إلا في ظلم غيرك؛ فالظلم معصيةٌ لله، إذا ساعدك آمرك في الإفلات من عقابها في الدنيا فلن يساعدك في التخفيف من العقاب عليها في الآخرة. انتبه لنفسك، واقلع فوراً عن ظلم غيرك، وارجع إلى ربك بتوبةٍ صادقةٍ، وأنقذ نفسك من عذاب الآخرة فهو شديدٌ أليمٌ غليظٌ تظل خالداً فيه مُهانا.
أقول لكل ظالمٍ، ولكل من شارك في ظلمٍ، ولكل من أيَّد ظالماً أو أعانه، ولكل من مالَ إلى ظالمٍ ولو بقلبه: تذكر (العدالة الإلهية) وبادر بالتوبة والعمل الصالح، وأبشر بوعد ربك لك عندما تتوب؛ إنه لا يغفر لك ذنوبك وحسب، بل ويبدل لك سيئاتك حسنات؛ يقول تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.
وأما المظلوم فأقول له: أنت مخيرٌ بين أن تقتص لنفسك في الدنيا؛ يقول تعالى: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾، أو أن تعفو وتصفح فيغفر الله لك؛ يقول تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، أو أن تصبر وتحتسب فيكون لك الأجر العظيم؛ يقول تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ﴾.

أحبتي .. فلنستعِّد جميعاً لوقفةٍ بين يدي الله سبحانه وتعالى في يومٍ عظيمٍ، يوم (العدالة الإلهية) المطلقة ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾، لنقابل المولى عزَّ وجلَّ بقلوبٍ صافيةٍ ونفوسٍ راضيةٍ، وأعمالٍ صالحة.
اللهم إنا نعوذ بك أن نَذِل أو نُذَل، أو نَضِل أو نُضَل، أو نَظلِم أو نُظلَم، أو نَجهَل أو يُجهَل علينا.
نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرةٍ جديدةٍ، إنْ أَذِنَ الله وأمَّدَ في أعمارنا.
هدانا الله وإياكم إلى صالح الأعمال وتقبلها منا.

http://bit.ly/32MEuUz