الجمعة، 20 مارس 2020

لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا


الجمعة 20 مارس 2020م

خاطرة الجمعة /٢٣١
(لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)

تصارعني نفسي بين هاتفي ومصحفي، ﺃﺷﺘﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻓﺄﺭﻛ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻧﺤ ﺍﻟﻘﺁﻥ، ﻓﻴﺄﺗﻴﻨﻲ على هاتفي ﺇﺷﻌﺎﺭٌ ﺑﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺍﺗ آب ﻭﺍﻟﻔﻴ بوك ﻭﺍﻻﻧﺴﺘﺠﺍم؛ ﻓﺘﺼﺎﺭﻋﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﻟﺘﻘط ﻫﺎﺗﻔﻲ، ﻭﺃﻧﻈﺮ ﻟﻤﺼﺤﻔﻲ ﻗﺎئلاً: "ﻟﺤﺎﺕ ﻭﺃﻋﺩ ﺇﻟﻴ"!! أضع مصحفي على رفٍ بعيدٍ بكل إجلالٍ مُمنياً نفسي بأن أعود إليه بعد دقائق قليلة. أفتح هاتفي فإذا هذه ﺭﺳﺎﻟﺔٌ أقرأها، ﻭهذا ﺗﻌﻠﻴقٌ أكتبه، ﻭتلك ﻣﺸﺎﺭﻛﺔٌ في مجموعة، ﻭبعدها ﻣﻨﺸﺭٌ أُعممه وﺻﺭﺓٌ أرفعها. تمضي الدقائق مسرعةً، وتستطيل وتتمادى، ﺳﺎﻋﺔٌ تمر، وﺳﺎﻋﺔٌ أخرى تنقضي، ثم ساعةٌ ثالثةٌ تلحق بأختيها، وما يزال ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﻳﻱ، عيناي لا تفارقان شاشته، ﻭﻣﺼﺤﻔﻲ ﻓﻕ ﺍﻟﻑ ﻳﻨﺘﻈﺮ. أخجل من نفسي؛ فأتناول مصحفي من ذلك الرف البعيد، وأُمسكه بكلتا يديّ، وأقبله وكأني أعتذر له، وما كدتُ أفتحه حتى وصلني من هاتفي إشعارٌ جديدٌ بوصول رسالة، أتجاهل الإشعار، وأفتح المصحف على صفحةٍ كنتُ قد وضعتُ عليها علامةً منذ آخر مرةٍ فتحتُه فيها قبل أسبوع، أهمُ بالقراءة، فإذا هاتفٌ بداخلي يطلب مني فتح الهاتف للاطلاع على الرسالة؛ ربما تكون هامةً، ولن يستغرق الأمر سوى ثوانٍ معدودة؛ أترك المصحف وأفتح الهاتف وأقرأ الرسالة ثم أنتقل -دون أشعر- إلى رسالةٍ أخرى، ثم يأخذني الفضول لمعرفة تفاصيل هذا الخبر، فإذا بمنشورٍ من أحدهم يستفزني فأُسرع بالتعليق عليه. وهكذا يمضي الوقت وأنا على هذه الحال؛ هاتفي في يدي يشغلني، ومصحفي قريبٌ مني ينتظرني!
غفوتُ لثوانٍ معدودةٍ فرأيتُ -فيما يرى النائم- جسدي مسجىً لا حراك فيه، وأهلي حولي يبكون وينتحبون، فأدركتُ أني قد مُت، ووجدتُ نفسي أصرخ في هلع: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾، فيأتيني الرد حاسماً: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. أفقتُ من غفوتي مفزوعاً أتحسس جسمي لأتأكد إن كان ما رأيته حقيقةً أم خيالاً، أنفاسي لاهثةٌ، عيناي زائغتان، صوت خفقان قلبي كأنه طبولٌ تدق من حولي، حاولتُ النهوض، فإذا بقوايّ خائرة، قدمايّ غير قادرتين على حملي، ويدايّ ترتعشان. لا أدري كم مرَّ عليّ من وقتٍ، لكني تبينتُ في نهاية الأمر أني ما زلتُ حياً ولم أمت! يا لها من لحظات رعبٍ، كيف لو كانت حقيقةً، وكان آخر ما فعلته في دنيايّ ترك مصحفي من أجل بعض تفاهاتٍ في هاتفي؟ أهكذا تكون نهايتي؟ ﻭﻳﺤ ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﺫﺍ ﻫﺠ ﻋﻠﻴ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﺍﺕ، ﻭﻧﻉ ﻣﻨ ﺍﻟﻭﺡ، وفات وقت التوبة، وآن أوان الحسرة والندم. ﻭﻳﺤ ﻳﺎ نفسي ﺣﻴ ﻏﻴﻙ ﻳﻌﺒ ﺍﻟﺼﺍﻁ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼ ﻧﺤ ﺟﻨﺔٍ ﻋﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻧ ﺗﺴﻴين ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺒﺍً.
الحمد لله أنني ماﺯﻟُ إلى ﺍلآﻥ أتنفس، وما تزال أمامي فرصةٌ لمراجعة النفس والتوبة إلى الله. آهٍ لو كان موتي حقيقياً وأنا ممسكٌ بمصحفي أقرأ فيه، يا لها من موتةٍ أتمناها لنفسي.
ﻭأﻧ ﻳﺎ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺍﻟﻤﺸﻭﻡ: ﺑُﻌﺍً ﻟ، ﺇﻥْ ﻛﻨَ ﺃﻭ ﺳﺘﻜﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺷﻘﺎﺋﻲ. تساءلت بيني وبين نفسي: هل أستطيع أن أترك الهاتف وأتخلى عنه بعد أن صرتُ مدمناً عليه؟ أجد نفسي -وقد تجاوبَتْ معي- تُذكرني بيوم قررتُ الإقلاع عن التدخين، وكيف كان الأمر في بدايته صعباً، لكنه أصبح الآن جزءاً من الماضي، أسعد كلما تذكرته، وأتباهى به مع أصدقائي، وأجني ثماره اليوم صحةً وعافيةً في جسدي، أفلا أستطيع نفس الشيئ لأجني لروحي ما جنيته لجسدي؟ هل سيكون الأمر صعباً؟ نعم سيكون، لكني على يقينٍ تامٍ أن الله سبحانه وتعالى سيعينني ويساعدني. قررتُ أن أفتح المصحف بشكلٍ عشوائيٍ وأنظر ما هي أول آيةٍ ستقع عليها عيناي؛ فإذا هي الآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾، تفاءلت كثيراً بهذه الآية، وأحسستُ أن ربي مطلعٌ على ما في قلبي ويعلم إخلاصي، وأن هذه الآية الكريمة رسالةٌ خاصةٌ لي فتحت أمامي باب الأمل وأرشدتني إلى درب السعادة!
منذ تلك اللحظة لم أترك مصحفي يوماً؛ جعلتُ لنفسي وِرداً يومياً، واخترتُ لنفسي أن أجمع بين الحسنيين: قيام الليل وقراءة القرآن؛ فكنتُ وما زلتُ - وأدعو لنفسي بالثبات- أُصلي قيام الليل ركعتين أو أربع، وأقرأ بالتتابع ما تيسر من القرآن صفحتين أو أكثر، حتى أنني أنهيتُ قراءة القرآن الكريم كاملاً لأول مرةٍ في حياتي في فترةٍ لم تتجاوز ثلاثة أشهر، وشعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ لم أشعر بمثلها أبداً من قبل.
وها أنا أحتفل اليوم بمرور سنتين على هذا الحال. أما هاتفي فقد خصصتُ له ساعتين فقط في اليوم لا أتجاوزهما أبداً.

أحبتي في الله .. هذه ليست كلماتي، إنها كلماتٌ كتبها واحدٌ منا، عانى مما يعاني منه الكثيرون، ثم أفاق بعد سُبات ٍعلى وعد الله (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، وتدارك أمره قبل فوات الأوان، وأراد أن ينقل تجربته لنا عسى أن نستفيد منها.
ختم ما كتب بقوله: أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله، قبل أن تأتي لحظةٌ -في أقل من لمح البصر وطرفة العين- لا يعود لنا بعدها من الأمر شيء.

من المؤسف والمؤلم أن يكون من المسلمين من لا يقرأ القرآن، وإذا قرأه لا يقرأه إلا في شهر رمضان فقط، ويمر به العمر، ويشيخ، ويقترب أجله، وربما مات ولم يقرأ المصحف كاملاً في حياته ولا مرةً واحدة! وبعضهم لا يستمع إلى القرآن إلا عرضاً بغير قصدٍ، أو عند قيامه بواجب عزاءٍ، وكأن القرآن أُنزل للموتى وليس للأحياء! لقد هجروا القرآن، كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.

يقول أهل العلم عن هذه الآية إنها تبين شكوى الرسول عليه الصلاة والسلام من قومه حين جعلوا القرآن مهجوراً بإعراضهم عنه وتركهم له. وإن الله سبحانه وتعالى، كما جعل الإنسان يحيا بالإسلام، جعل القلوب تحيا بالقرآن؛ يقول تعالى: ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾، ووصف سبحانه القرآن بالنور الذي ينير لنا الطريق ويبعدنا عن الظلمات، وشبَّه سبحانه مَن أحيا القرآنُ قلبَه بعد مواتٍ بالأرض يحييها بعد موتها؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ . اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾. يقول المفسرون إن في ذلك إشارةً إلى أنه تعالى يُلَيِّن القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلالتهم، ويفرج الكروب بعد شدتها، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الوابل المنهمر، كذلك يهدي القلوب القاسية بالقرآن الكريم، ويولج إليها النور بعدما كانت مقفلةً مظلمةً لا يصل إليها نور الهداية.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أي: هلّا يتدبر المعرضون كتاب الله، ويتأملونه حق التأمل؛ فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم بالإيمان، وأفئدتهم من اليقين.
إن الإسلام جعل صلاح القلوب وشفاءها ويقظتها في مدارسة القرآن وتدبره؛ يقول تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

يقول أحد الصالحين: القرآن معنا، لكن القليل مَن يُقبل عليه، وأقل مِن القليل مَن يتدبر معانيه، فكيف نحيا وقلوبنا لا تستمد الحياة من مصدر الحياة ومنبع النور؟ وكيف نقضي على الداء ونحن نُعرض عن الدواء؟ والعجب أنّ دواءنا معنا، وداءنا يكاد يقضي علينا؛ وكأننا كما يقول الشاعر:
كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظما
والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
{"العيس": الإبل، "البيداء": الصحراء}

وقد سمى الله القرآن روحاً في قوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ لأنه تحيا به القلوب، كما أن الروح يحيا بها البدن.
وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾، لأن القرآن الكريم هو للذين آمنوا هدىً إذا لم تعتريهم الأسقام من البدع والمعاصي والشبهات، فإذا اعترتهم تلك الأسقام، فالقرآن لها شفاء، فهو يحيينا ثم يهدينا ثم يشفينا.
وعن فضل القرآن يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: [يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها].

وقيل عن القرآن الكريم:
"كثرة قراءة القرآن تربي صاحبها دون أن يشعر فيزيد إيمانُه، ويطمئن قلبُه، ويهنأ بحياته، ويقنعُ برزقه، وتظهرُ الفصاحة في حديثِه، ويخلُو حديثه من الألفاظ التي لا تليقُ بمثله، ويترك مجالس اللّغو، ويترك أموراً كان يفعلها؛ لأن قلبه قد أضاء واستنار".
"الناس تُجمع في مقامٍ واحدٍ يوم القيامة إلا حافظ القرآن فهو مع الملائكة السفرة الكرام البررة".
"لو علم المقصر مع القرآن ما الذي ينتظره من نعيمٍ حين يشرع في التلاوة ما أضاع واللهِ لحظةً واحدةً لا يقرأ فيها القرآن".
"ما رأيتُ شيئاً يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى".
"اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا".
"أحسنُ ما يُوصَى به لعلاج القلب وقسوته العناية بالقرآن الكريم، وتدبره، والإكثار من تلاوته".
"إنّ القرآن عزيزٌ؛ لا يعطيك أسراره حتى تعطيه أعز أوقاتك، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك؛ ومَن رام أمراً عظيماً ضحى بعظيم".
"بقدر حظك من القرآن بقدر حظك من العزة؛ لأن الله وصف كتابه بأنه عزيز، فٙخُذْ حظك من القرآن تلاوةً وحفظاً وتدبراً وعملاً، وهو خير أنيسٍ وجليس".
"لا تُعطوا القرآن فضلٙ أوقاتكم، بل اعطوه أفضلَ أوقاتكم".

أحبتي .. لينظر كلٌ منا إلى حاله، ويسأل نفسه ليعرف مكانته من القرآن، ومدى قربه منه أو هجره له؛ فلتسأل نفسك: كم أقرأ من القرآن يومياً؟ كم أحفظ من القرآن؟ إلى أي مدىً أتدبر القرآن وأفهم معاني ألفاظه وأعلم أسباب نزول آياته وأُلِم بتفسيره؟ إلى أي مدىً أنا ملتزمٌ بأحكامه وآدابه، عاملاً بما أمرني الله به في محكم آياته، تاركاً ما نهاني عنه؟
لتكن أحبتي أسئلتنا واضحةً، وإجاباتنا عنها صادقةً، لنبدأ -بغير توانٍ- صفحةً جديدةً مع كتاب الله الكريم، بنيةٍ خالصةٍ، وعزمٍ أكيدٍ، موقنين بأن الله سبحانه وتعالى سيجعلنا من المحسنين ويفي بوعده لنا بالهداية: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) حين نكون بالفعل ممن قال عنهم: ﴿الَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾؛ فلنجاهد في الله ونبعد أنفسنا عن الشهوات ونغالب الهوى، ونلتزم الصراط المستقيم الذي يُرشدنا إليه كتاب الله؛ ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.
نسأل الله تعالى أن يحيي بالقرآن قلوبنا، وينير به طريقنا، ويشفينا به من كل داء، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.

https://bit.ly/3a7WfS6