الجمعة، 14 مارس 2025

هجر القرآن

 

خاطرة الجمعة /490

الجمعة 14 مارس 2025م

(هجر القرآن)

 

في إحدى ليالي رمضان، دعت عائلةٌ إمامَ مسجد الحي إلى الإفطار معهم، فلبّى الدعوة بسرور. وبعد أن فرغوا من الطعام، ودَّعهم الإمام وانصرف، وبينما كانت الزوجة تُرتب المائدة، لاحظت اختفاء مبلغٍ من المال كانت قد تركته عليها؛ أخبرت زوجها بذلك، وأكدت له أن الإمام كان الشخص الوحيد الذي دخل المنزل، فساورها الشك فيه، رفض الزوج في البداية اتهام الإمام دون دليلٍ، لكنه مع مرور الأيام قرر التوقف عن الصلاة خلفه وقطع العلاقة به، مُتأثِّراً بكلام زوجته.

مرَّت الشهور، وجاء رمضان من جديد، شعر الزوج بالندم؛ فقال لزوجته: "هذا شهر التسامح، ولا ينبغي أن نُبقي في قلوبنا ضغينةً، لنَدعُ الإمام إلى الإفطار مُجدداً"، وافقت الزوجة، لكنها اشترطت أن يُصارحه الزوج بما حدث في العام الماضي.

عندما انتهوا من الإفطار، جلس الزوج بجانب الإمام وقال له مُعتذراً: "وقعت في قلوبنا شُبهةٌ العام الماضي، وها نحن اليوم نُريد أن نوضح لك الأمر ونتبيّن الحقيقة"، ابتسم الإمام بهدوءٍ، ثم نظر إليهم بحزنٍ وقال: "أعلم ما تُفكرون فيه، ولقد آلمني سوء الظن، لكنني التمستُ لكم العُذر؛ عندما رأيتُ المال على المائدة في ذلك اليوم، خفتُ أن يتعرض للضياع، فوضعتُه بين صفحات مُصحفكم، عند أول سورةٍ، وكنتُ واثقاً أنكم ستجدونه سريعاً مع أول فتحٍ لكم للمُصحف". أسرع الزوج إلى المُصحف، ففتحه ليجد المال كما قال الإمام، عند أولى صفحات المُصحف، عند سورة الفاتحة، نظرت الزوجة إلى الإمام وعيناها تملؤهما الدموع، ثم قالت: "سامِحنا، لقد أخطأنا بحقك"، أجابها الإمام بابتسامةٍ: "المغفرة تُطلب من الله، فهو الذي هجرتم كتابه عاماً كاملاً، ولو كُنتم تقرأونه بانتظامٍ لوجدتم المال في أول يوم".

 

أحبتي في الله.. إن الله سُبحانه وتعالى أنزلَ لَنا خيرَ كُتُبهِ على خَيْرِ رُسُلِهِ في خيرِ الشُّهور وخيرِ الليالي؛ يقول تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، ويقول سُبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾،وأَمَرَنا اللهُ أنْ نتمسَّكَ به لنهتدي؛ يقول علا شأنه: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.

والقُرآنُ الكريمُ هو حَبْلُ اللهِ الممدودِ مِن السَّماء إلى الأرض؛ قال صلى الله عليه وسلم: [أَلا وإنِّي تَارِكٌ فيكُمْ ثَقَلَيْنِ؛ أَحَدُهُما كتابُ اللهِ عزَّ وجَلَّ، ‌هُوَ ‌حَبْلُ ‌اللهِ، ‌مَنِ اتَّبَعَهُ كانَ على الْهُدَى، ومَنْ تَرَكَهُ كانَ على ضَلالَةٍ].

 

وعن (هجر القرآن) يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾، يقول المفسرون لهذه الآية: لَمَّا هَجَرَ القومُ كتاب الله شَكَاهُم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم إلى ربِّه؛ فقد جعلوا القرآن الكريم متروكاً، وأعرَضوا عنه، ولم يسمعوا له، وفي هذه الشِّكاية تخويفٌ وترهيبٌ عظيمٌ لكلِّ مَن كان هاجراً للقُرآن؛ ففي حِكاية القرآن لهذه الشَّكوى وعيدٌ كبيرٌ للهاجرين بإنزالِ العِقاب بهم إجابةً لشكوى نبيِّهِ. لقد حذَّر الله تعالى مِن الإعراض عن كتابهِ فقال: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾، وتوعَّد مَن فَعَلَ ذلكَ فقالَ: ﴿وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا . مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا . خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا﴾.

 قال رسول الله ﷺ: [إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب].

 

يقول أهل العلم إنَّ (هجر القرآن) أنواعٌ منها: هَجْرُ تِلاوتِه؛ فاللهُ أمرَ بتلاوةِ كتابهِ فقال: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾، وقال حاكياً قول نبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾. وحثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قِراءةِ القُرآنِ فقال: [اقْرَؤُوا القُرآنَ فإنهُ يَأْتِي ‌يومَ ‌القِيامَةِ ‌شَفِيعاً‌ لأصحابهِ]، وأوصى نبيُّنا عليه الصلاة والسلام بتلاوة القرآن؛ فقالَ: [عليكَ ‌بتِلاوَةِ ‌القُرآنِ وذِكْرِ اللهِ، فإنهُ نُورٌ لَكَ في الأرضِ، وذُخْرٌ لَكَ في السَّمَاءِ]، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: [إنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ] قالُوا: يا رسولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قالَ: [هُمْ أَهْلُ القُرآنِ، ‌أَهْلُ ‌اللهِ ‌وخَاصَّتُهُ]، وقالَ عليهِ الصلاة والسلام: [إنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: [يُقالُ -يَعْني لصاحِبِ القُرآنِ-: ‌اقْرَأْ ‌وارْتَقِ ورَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بها]. ومن (هجر القرآن) هَجْرُ استماعِه والإصغاءِ إليه؛ فاللهُ أَمَرَنا بالاستماع لآياتِ كتابهِ حين تُتلى؛ يقول تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، والاستماع يكون بحضور القلب الَّذي يحصل معه التَّدَبُّر. ومن (هجر القرآن) هَجْر تَدبُّرِه وتَفهُّمِه؛ فإنَّ تدبُّرَ آياتِ القرآنِ وتأمُّلَ معانيهِ وأحكامهِ هو المقصودُ الأعظمُ مِن إنزالهِ؛ يقول تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقد وبَّخ الله تعالى مَن تركَ التَّدبُّرَ في القرآنِ؛ يقول سُبحانه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، لذا فإن هجر معاني القرآن أعظم مِن هجر ألفاظه، وقراءةُ ما تيسَّر مِن آيات القرآن بتدبُّرٍ وتَمَعُّنٍ أفضلُ مِن قراءته كلِّه مِن غير فهْم؛ فتدبر القرآن أنفعُ للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذَوْقِ حلاوة القرآن. كما أن من (هجر القرآن) هَجْرُ العَمَلِ به؛ فإنَّ الغاية العُظمى مِن إنزال القرآن هي العمل به، والعمل به سببٌ لنيل رحمة الله في الدُّنيا والآخرة؛ يقول تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. من هجره كذلك هَجْرُ الاستشفاءِ به والتَّداوي؛ فإنَّ القرآن الكريم شِفاءٌ لجميع أمراض القُلوب والأبدان؛ يقول تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾، وحرفُ الْجَرِّ ﴿مِن﴾: لبيان الجنس، لا للتَّبعيض، أي أنَّ القُرآنَ كُلَّه شِفَاءٌ؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ويقول سُبحانه: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ فالقُرآنُ ‌هوَ ‌الشِّفاءُ ‌التَّامُّ ‌مِن ‌جميعِ ‌الأدواءِ القلْبيَّةِ والبَدَنيَّةِ، وأَدْواءِ الدُّنيا والآخِرَةِ. ومن (هجر القرآن) أيضاً هَجْرُ تحكيمِهِ والتَّحاكُمِ إليه؛ فاللهُ عزَّ وجل َّأنزلَ القرآنَ ليحكم بينَ النَّاسِ فيما اختلفوا فيه، ونهاهم عن تحكيم غيره، أو التَّحاكم إلى سواه مِن القوانين الوضعيَّة، يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾، ويقول تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، ولَمَّا أعرضَ كثيرٌ من النَّاس عن تحكيم كتاب الله وحَكَمُوا بغيرِ ما أنزلَ الله، استحقُّوا عُقوبة اللهِ، وحَلَّ بهم سَخَطَهُ، وأذاقهم اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وظَهَرَ فيهم الفقر؛ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: [ما نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إلاَّ سُلِّطَ عليْهِمْ عَدُوُّهُمْ، وما حَكَمُوا بغيرِ ما أَنزلَ اللهُ إلاَّ فَشَا فيهِمُ الفَقْرُ]. ومِن آثارِ هَجْرِ التَّحاكُمِ إلى القُرآنِ وُقوعُ التَّنازع بين النَّاس، حتَّى يُصبح بعضُهم عَدُوَّاً لبعض؛ يقول صلى الله عليه وسلم: [وما لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بكتابِ اللهِ ويَتَخَيَّرُوا مِمَّا أنزلَ اللهُ إلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ].

 

في المقابل يقول تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾، قال المُفسرون: إن القرآن شفاءٌ للنفوس من الأمراض القلبية كالحسد والطمع والهوى ونزغات الشيطان والانحراف عن طريق الحق، وشفاءٌ من الوسوسة والقلق والحيرة والاضطراب، لأنه يصل القلب بالله، فيسكن ويطمئن.

 

والمشروع في حق المسلم أن يُحافظ على تلاوة القرآن، ويُكثر من ذلك حسب استطاعته؛ امتثالاً لعموم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾، وقوله: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾.

 

أحبتي.. من غير اللائق بالمسلم، الذي أكرمه الله بهذا الدين العظيم وأنزل إليه القرآن الكريم مكرمةً إلهيةً فيها الهداية والنور، أن يُخلي أيامه من التأمل فيه، والتفكر في معانيه، وتلاوة آياته، والمرور على مواعظه، وألا حرم نفسه من خيرٍ كثير. إن (هجر القرآن) أمرٌ عظيمٌ وخطرٌ كبيرٌ؛ فالقرآن ليس كتاباً يوضع على الرف، أو تُزين به المكتبات، إنما هو نورٌ يُضيء القلوب، ورفيقٌ لا يُهجَر؛ فمن جعل القرآن صاحباً، والتزم بتلاوته والإنصات إليه وفهمه وتدبره وجعله منهج حياةٍ له وجد فيه الأمان والهداية.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك، وإلى جنات النعيم. اللهم ألبسنا به الحُلل، وأسكنا به الظلل، وأسبغ عليه به من النعم، وادفع عنا به من النقم. اللهم اجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته، على الوجه الذي يُرضيك عنا. اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا جلاءً، ولأبصارنا ضياءً، ولقلوبنا نوراً، ولأسقامنا دواءً، ومن الذنوب مُمحصاً، وعن النار مُخلصاً، وإلى أعلى جناتك قائداً يا رب العالمين. اللهم ذَكِّرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يُقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يُقيم حروفه ويُضيِّع حدوده يا رب العالمين. اللهم ارزقنا العمل بكتابك، واجعل تلاوتنا له حجةً لنا لا حجةً علينا. نسألك اللهم أن تُعيننا على تلاوة كتابك وحفظه وفهمه، والعمل بأحكامه، والالتزام به منهج حياةٍ. اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا ودعاءنا وتلاوتنا لقرآنك يا رب العالمين.

https://bit.ly/41PrehJ