الجمعة، 12 يناير 2018

وصفة للسعادة

الجمعة 12 يناير 2018م

خاطرة الجمعة /١١٧
(وصفة للسعادة)

صديقٌ عزيزٌ انقطع لفترةٍ طويلةٍ عن التواصل معي، ظننته قد سافر إلى بلد طالما حلم أن يهاجر إليه ويعيش فيه، ثم فوجئت رسالةٍ منه يخبرني فيها أنه على مدى عدة أشهر وما زال حتى الآن يعاني من حالة اكتئابٍ لا تريد أن تفارقه، ولا يعرف طريقاً للخروج من هذه الحالة.  كتبت له: " إذا كانت حالة الاكتئاب لا تريد أن تفارقك، ففارقها أنت!"
وامتد الحوار بيننا حول هذا الموضوع، قال لي في نهايته: "ما قلته لي ليس طريقاً للخروج من حالة الاكتئاب كما طلبت منك، وإنما هي (وصفة للسعادة)!

أحبتي في الله .. يقول المختصون أن الدنيا مجبولةٌ على الكدر ، هكذا خلقها بارئها، وجعلها دار محنٍ وابتلاءات وجسر عبورٍ للآخرة، لم تصفُ حتى للأنبياء خيرة الخلق، ولم تعطِ عهدها لصغيرٍ ولا لكبير، تفرحك يوماً لتحزنك أياماً؛ ولا يزال ذلك دأبها أبداً، ودأب الناس فيها:
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنْتَ تُريدُها ...
صَفْواً مِنَ الأقْذاءِ والأكْدارِ
ومُكَلّفُ الأيّامِ ضِدَّ طِباعِها ...
مُتطَلّبٌ في الماءِ جُذْوةَ نارِ
فمن منا لم تحدث عنده حالة من الحزن إثر ما نراه من البلايا، يوماً بعد يومٍ؟ ومن منا لم تعزف نفسه عن الدنيا بما فيها، لما نسمعه أو نراه؟
لكن حينما يستمر هذا الشعور بالحزن والوحدة، أو اعتلال المزاج فيمنعنا من استمرار الحياة بشكل طبيعي، أو القيام بما يجب علينا من الواجبات، أو أداء الحقوق لأصحاب الحقوق، أو الغفلة عن نعم الله علينا، وما يجب علينا من شكره عليها، حينها ينتقل الحزن من الحال الطبيعي إلى حال الضعف، والمرض الذي يحتاج إلى علاج.
يشعر الكثير منا بحالات اكتئابٍ أو إحباطٍ من وقتٍ لآخر؛ لحدوث حالة وفاةٍ في العائلة، أو فشلٍ في الحب، أو فقدان وظيفة، أو خسارة مال، أو حالة مرضٍ خطيرٍ.  أزمات الحياة المختلفة قد تسبب الشعور بالحزن أو الوحدة أو الإحباط لمعظم الناس لفترةٍ من الوقت؛ فحدوث حالةٍ من الحزن ردُ فعلٍ طبيعيٍ في مثل هذه الأحداث. وقد نشعر بحالةٍ من الوجوم لبعض الوقت بدون سببٍ محددٍ ثم نستعيد قوتنا مرةً أخرى ونشعر بتحسنٍ ونعود إلي حالتنا الطبيعية بعد فترة. لكن عندما يستمر هذا الشعور بالحزن أو الوحدة أو الإحباط مع اعتلال المزاج، ويمنعنا هذا الشعور من استمرار الحياة بشكلٍ طبيعيٍ فنحن إذن نعاني من اضطراب في الحالة المزاجية، وهذا هو الذي يُسمىَ اكتئاباً.
يقول المتخصصون في علم النفس أن الاكتئاب هو اضطراب في الحالة المزاجية للشخص، وهو حالةٌ متواصلةٌ من الخلل الذي يحدث في المشاعر الطبيعية لأي شخص، كما قد يزيد ليصبح حالة اعتلالٍ جسديٍ كاملٍ يؤثر على الصحة العامة للشخص وسلوكه تجاه الآخرين؛ فيعاني المكتئب مشاكل في النوم والأكل والعمل والتعامل مع الآخرين.
ويُعرّف الاكتئاب بأنه اعتلالٌ نفسيٌ يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفتراتٍ طويلةٍ، وفقدان الحماس وعدم الاكتراث، تصاحبه مشاعر القلق والحزن والتشاؤم والإحساس بالذنب مع انعدام وجود هدف للحياة، مما يجعل الفرد يفتقد الحماس الطبيعي لمعايشة الواقع.
والاكتئاب أمرٌ شائعٌ؛ فهو يصيب واحداً من كل عشرةٍ منا في مرحلةٍ ما من مراحل العمر، وهو يؤثر على الرجال والنساء، وعلى الصغار والكبار، إنه أكثر من مجرد الشعور بالحزن أو السأم لبضعة أيام. يؤثر الاكتئاب على الأشخاص بطرقٍ مختلفة، ويمكن أن يسبب مجموعةً متنوعةً من الأعراض تتراوح بين مشاعر دائمةٍ من الحزن واليأس، إلى فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنا نستمتع بها، والشعور بالرغبة في البكاء.
ومن بين أهم علاجات الاكتئاب العلاج الديني الروحي الذي يلعب دوراً مهماً وحاسماً في نقل الإنسان من حالة المرض والتدهور في متاهات التفكير والمشكلات النفسية إلى طريق الهداية والعودة بالعقل إلى الاستغفار والتوبة من خلال ذكر عظمة الخالق وتمتين الصلة بالله عن طريق الصلاة والدعاء.

يرى الإمام الشيرازي أن الإيمان بالله هو العامل الوحيد الذي يمكن به تعديل الصفات والعواطف والأعمال، وهو يُعد العامل المعنوي القوي المحرك للمسلم المؤمن. والإرادة هي المحرك الأساسي للإيمان تتخلق من خلال سلوك المسلم المؤمن في مجاهدة الحياة وملذاتها في حالتي السواء والمرض؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام سمى هذا النوع بالجهاد الأكبر، أي معالجة النفس وانتزاع صفاتها الذميمة وغرائزها المستحكمة فيها والمطبوعة عليها.
إن مجاهدة النفس وإيقافها عن غِيها من أولى مسلمات قوة الإيمان لدى المسلم المؤمن، لا تجعله ينحدر بتدهورها إلى أسفل السافلين. فعندما تتراكم الهموم وتزدحم المشاكل ولا يجد لها الإنسان حلاً فإنها تسبب ضغوطاً نفسيةً تزداد يوماً بعد يوم حتى تؤدي إلى مرضٍ مزمنٍ هو الاكتئاب.
لكن المؤمن لديه لكل مشكلةٍ حلٌ، ولكل مرضٍ علاجٌ، وعلاج الاكتئاب يكون من خلال الوصفة القرآنية النبوية التالية، وهي في الحقيقة (وصفة للسعادة)، استخلصناها من آراء أهل العلم:
الاعتصام بالله تعالى؛ فالاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه، والتحصن بحصنه الحصين، والأمل في فضله، والرجاء في رحمته، هو مفتاح العلاج، فلا يأس أبداً مع الاعتصام بالله؛ قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وقال سبحانه: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾. لقد كشف سبحانه غُمة يعقوب عليه السلام حين قال: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾، وحين قال: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾. كما كشف الضُر عن أيوب عليه السلام حين قال: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾. والاعتصام بالله سبيله الأول المداومة على قراءة القرآن الكريم، ومدارسته تلاوةً وحفظاً وتحفيظاً؛ قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه].
والصلاة زادٌ روحيٌ من أهم ما يلجأ إليه المسلم في شدته وكربه واكتئابه، فهي عدة الإنسان المؤمن في معركة الحياة، تمده بروح القوة، وتمنحه طاقةً نفسيةً متجددةً تعينه على مواجهة الشدائد؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ، أي اشتد عليه، فزع إلى الصلاة. وعندما يحرص المسلم على أن يتم ركوعها وسجودها وخشوعها، ويستحضر فيها جلال الله تعالى ومعيته له وهو يقول في كل ركعة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ فهو يستعين برب العالمين، الذي يجيب دعاء المضطرين، ويكشف حزن المحزونين، وينبغي له أن ينتهز فرصة السجود ليدعوه تعالى بما يحب، ففي الحديث: [أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فاجتهدوا في الدعاء].
والصلاة فيها السجود الذي هو راحة قلب المؤمن؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.
وعَنْ حُذَيفَةَ قَالَ: "كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى".
ومساعدة الضعفاء كالفقراء والمساكين واليتامى والأرامل والمعوقين وأصحاب الحاجات، وإغاثة الملهوفين من أعمال الخير التي تساعد المسلم على الخروج من حالة الاكتئاب، فإلى جانب ما تكسبه من ثوابٍ، فإنها تخرجه من سجن الوحدة الذي فرضه على نفسه.
والنظر فيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجات، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ]. فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمِّ لا يذهب سدى بل هو مفيدٌ في تكثير حسناته وتكفير سيئاته.
ومعرفة حقيقة الدنيا؛ فإذا علم المؤمن أن الدنيا فانيةٌ، ومتاعها قليلٌ، وما فيها من لذةٍ فهي مكدَّرة ولا تصفو لأحد، وإن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً، وإن أعطت يسيراً منعت كثيراً، والمؤمن فيها محبوسٌ كما قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: [الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ]. فإن هذه الدنيا هي دار ابتلاء ودار محنةٍ جعلها الله عز وجل دار عبورٍ إلى الآخرة فيقع فيها الابتلاء للمؤمن؛ قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾، وقال: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾. وقد يكون الابتلاء شديداً على النفس، وقد يجد الإنسان منه ألماً ومشقةً ظاهرةً، وربما شعر بصعوبة الصبر، لكنه بتصبره وتوكله على الله جل وعلا ينال رزق الله من الصبر وينال رزق الله من الفرج أيضاً، فيا للعجب، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: [ومن يتصبر يصبره الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً أوسع من الصبر] . وقال صلوات الله وسلامه عليه: [واعلم بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً] فالفرج قرين الكرب، واليسر يأتي بعد العسر. مع أهمية الرضا وعدم السخط؛ قال صلوات الله وسلامه عليه: [إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط].
وأن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسراً، وأن بعد الضِّيق فرجاً؛ فليُحسن الظنَّ بالله فإنه جاعلٌ له فرجاً ومخرجاً، وكلما استحكم الضِّيق وازدادت الكُربة قرب الفرج والمخرج. وقد قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، فذكر عسراً واحداً ويسرين، لأن العسرَ المقترن بأل في الآية الأولى هو نفس العسر في الآية الثانية، أما اليسر في الآية الثانية فهو يسرٌ آخر غير الذي في الآية الأولى.
والإكثارُ من ذكر الله؛ فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته، وزوال همِّه وغمِّه، قال الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
ثم الإكثار من الدعاء؛ بالأدعية النبوية لعلاج الكرب؛ ومنها:
[لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم]، و[يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث]، و[اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت].
وعن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ألا أعلمكِ كلمات تقوليهنَّ عند الكرب، أو في الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئًا].
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: "اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي"، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرحاً]. كما قال صلى الله عليه وسلم: [دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قط إلا اُستجيب له].
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجلٍ من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: [يا أبا أمامة مالي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة؟] فقال: همومٌ لزمتني، وديونٌ يا رسول الله، فقال: [ألا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى دينك؟] قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: [قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"]، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني.

أحبتي .. من اهتدى بهدي الإسلام فإنه يجد علاج الاكتئاب والهم والحزن والكرب والغم فيما أتى من لدن العليم الخبير الذي خلق الخلقَ وهو أعلم بما يصلحهم ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾؛ الإسلام أعطانا تعاليم رائعة جداً لإبعاد الاكتئاب عنا ومنحنا السعادة والسرور والحياة المطمئنة.
تعاليم الإسلام رائعة جداً في علاج الاكتئاب، فالمؤمن لا يحزن ولا يعرف اليأس وبالتالي لا يعرف الاكتئاب، المسلم ليس بضعيفٍ لأن إيمانه جعله من أقوى الأقوياء وبزيادة الإيمان يزيد ارتباط العبد بربه، وعندها يجد في قلبه القوة التي يستطيع أن يتغلب بها على كل الصعاب، لذلك إذا شعر العبد بالاكتئاب ليس عليه إلا أن يعود إلى ربه وأن يقوي إيمانه ويراجع حساباته. ويبحث عن كل ما باعد بينه وبين ربه، ويطرق الباب بالدعاء والمناجاة وصلاة الليل والخلوة به سبحانه فسوف يجد في قلبه الراحة التي يبحث عنها بعد الضيق والسعادة بعد الحزن بإذن الله.

وقانا الله وإياكم شر الاكتئاب، وكتب لنا ولكم باتباع هذه ال(وصفة للسعادة) السعادة في الدارين: الدنيا والآخرة.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرةٍ جديدةٍ، إنْ أَذِنَ الله وأمَّدَ في أعمارنا.
هدانا الله وإياكم إلى صالح الأعمال وتقبلها منا.


http://goo.gl/T5NAkW