الجمعة، 19 مايو 2017

ألم يأنِ لنا أن تخشع قلوبنا؟

الجمعة 19 مايو 2017م

خاطرة الجمعة /٨٤
(ألم يأنِ لنا أن تخشع قلوبنا؟)

مال علي وفي عينيه دموعٌ يغالب نفسه حتى لا تظهر، وقال بصوتٍ خافتٍ مع نبرة انكسارٍ مشوبةٍ بقلق: "لا أحس بالخشوع في صلاتي، ماذا أفعل؟"، قلت له محاولاً التخفيف عنه: "كلنا مثلك، إلا من رحم الله، ادعُ الله عسى أن نكون من الخاشعين"، هدأ قليلاً، ثم أردف قائلاً: "هزني ما قرأته لابن مسعود رضي الله عنه قال عن الآية الكريمة: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾ إنها نزلت بعد أربع سنوات من إسلامنا، وكانت عتاباً لنا من الله عز وجل بسبب قلة خشوعنا، فكان الرجال يعاتبون بعضهم بعضاً قائلين: "ألم تسمع قول الله تعالي: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾؟"، فيسقط الرجل باكياً لعتاب الله عز وجل .. هذا كان حال سلفنا الصالح فكيف بحالنا الآن؟ وكم منا من يشعر بعتاب الله عز وجل عندما يقرأ هذه الآية؟ .. والله إني لأسأل نفسي:(ألم يأنِ لنا أن تخشع قلوبنا؟)"، قلت له: "بعض الناس، هدانا وهداهم الله، يؤدون الصلاة باعتبارها عادة ولو أنهم انتبهوا إلى حقيقة أنها عبادة لأحسنوا أداءها وخشعوا فيها"، مؤكداً على ما سمع مني قال: "معك حق، كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يقول: [أرحنا بها يا بلال]، وبعض الناس هذه الأيام لسان حالهم يقول: أرحنا منها يا بلال، إنها قلة الخشوع في الصلاة". استمر الحديث بيننا عن الخشوع في الصلاة وأهميته وأدلة مشروعيته والأساليب التي تساعدنا على الخشوع في صلاتنا.

أحبتي في الله .. يقول أحد الصالحين لو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله، وإظهار الذل والمسكنة له، لكفى بذلك فضلاً، ذلك أن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل فهما سرها ولبها، ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .
جعل الله سبحانه وتعالى الخشوع من صفات أهل الفلاح من المؤمنين فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾. وامتدح الخاشعين في آيات كثيرة: قال تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً﴾. وقال سبحانه: ﴿إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾. وقال: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾.
يقول النبي عليه الصّلاة والسّلام: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ]. ويقول صلى الله عليه وسلم: [سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ] وذكر منهم: [وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ]. ووجه الدلالة من الحديث أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها، فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.
يقول عليه الصلاة والسلام: [عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ].
يقول أهل العلم أن الخُشوع يأتي بمعنى استحضارُ المُصلِّي عظمة اللهِ عزَّ وجلَّ وهيبتُهُ وأنَّهُ لا يُعبد ولا يُلجأ إلى سِواهُ سبحانهُ.
ويكون الخشوعُ في الصلاةِ بالسكون فيها، وعلى المصلِّي أن يُظهر التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، وذلك بحضورِ القلبِ وانكسارهِ بين يدي اللهِ تعالى، والجوارحُ سكونها وسكوتها ذليلةً لله سبحانهُ.
أمّا كمالُ الخشوعِ فإنّه يتحقّقُ بتصفيةِ القلبِ من الرياءِ للخلقِ في الصلاةِ.
وعلى المصلي استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند ركوعهِ وسجودهِ، وأن يمتلئَ قلبهُ بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، وأن يبتعد في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، ويُعرض عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ.
والخشوع في الصلاةِ يُكثرُ ثوابها بقدر ما يعقل المصلّي من صلاتهِ.

ومن الأسبابِ التي تُساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصّلاةِ يقول العارفون:
من ذلك تقديمِ السننِ على الفرائضِ؛ فإن النفسَ تأنسُ بالعبادةِ، وتتكيّفُ بالخشوعِ، فيدخلُ في الفريضةِ بحالةٍ أفضل ممّا لو دخلَ الفريضةَ من غير تقديمِ السُنّةِ. ومن ذلك بدء الصلاة بدعاء الاستفتاح، وهي سُنةٌ يهملها أو يجهلها كثيرٌ من الناس، وهي تساعد على تهيئة نفس المصلي للخشوع في صلاته. ومن ذلك غضُّ البصرِ عما يُلهي وعدم الالتفاتِ ورفعُ البصرِ إلى السماءِ، فيُستحَبُّ للمصلي النظر في القيام إلى موضع السجود، وفي الركوع إلى موضع القدمين، وفي السجود إلى موضع أنفه، وفي القعود إلى حجره.
كما أن من أهم أسباب الخشوع في الصلاة تدبر معاني ما يُقرأ من قرآنٍ وما تشتمل عليه الآيات من الوعد والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء والرسل وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. ولذلك استنكر الله عز وجل على الغافلين عن التدبر غفلتهم فقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، وقال تعالي أيضاً:﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾.
وتعظيم قدر الصلاة إنما يحصل إذا عَظَّم المسلم قدر ربه واستشعر في قلبه وفكره جلال وجهه وعظيم سلطانه، واستحضر إقبال الله عليه وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقفٌ بين يدي الله وأن وجه الله منصوبٌ لوجهه، ويا له من مشهدٍ رهيب، حُق للجوارح فيه أن تخشع، وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ]. وقال عليه الصلاة والسلام: [مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ].
وهناكَ أفعالٌ تُكرهُ في الصلاةِ لأنها تُذهبُ الخشوعََ، على المصلِّي أن يبتعدَ عنها ويتجنّبها، كالعبثِ باللحيةِ أو الساعةِ، أو فرقعة الأصابعِ، أو ترك الهاتف المحمول مفتوحاً فيرن أثناء الصلاة ويقطع خشوع المصلين. كما يُكرهُ للمصلِّي دخول الصلاةِ وهناك ما يشغلهُ عنها، كاحتباسِ البولِ، أو الغائطِ، أو الريحِ، أو الجوعِ أو العطشِ، أو حضورِ طعامٍ يشتهيهِ؛ لقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾. والخشوع الواجب في الصلاة يتضمّن السكينة في جميع أجزاء الصلاة، ولهذا كان الرسول عليه الصّلاة والسّلام يقول في ركوعه: [اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وعَصَبِي].
فإذا كان الخشوع في الصلاة يُعتَبر عند بعض العلماء واجباً، فمن نقر في صلاته نقر الغراب لم يخشع في صلاته، وكذلك من رفع رأسه من الركوع ولم يستقرّ قبل أن ينخفض لم يسكن بفعله هذا، ولم يخشع في ركوعه، ومن لم يخشع في صلاته يُعتَبر آثماً عاصياً كأنه لم يُصلِ؛ فهذا رجلٌ دَخَلَ الْمَسْجِدَ والنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فيه، فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: [ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ] . فَرَجَعَ فَصَلَّى كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: [ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ] - ثَلاثاً - فَقَالَ: وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: [إذَا قُمْتَ إلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ معك مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اُسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً. وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا].

وعن الخشوع في الصلاة يقول الشاعر:
خشوعي لربي لا لسواه
فلست أسيرُ بغيرِ هداه
ويخشعُ غيري لعبدٍ ضعيفٍ
ويعبدُ غيري ضلالاً هواه

أحبتي .. (ألم يأنِ لنا أن تخشع قلوبنا؟) .. ألا يكفينا كي نخشع في صلاتنا أن نتدبر معاني فاتحة الكتاب ونحن نقرأها في كل ركعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قَاَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾،  قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ].
كما أن استحضار القرب من الله في السجود من أسباب الخشوع والاستكانة والتذلل لله؛ فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله العلي القدير. إذا سجدنا نكون أقرب إلى الله، ومتى استشعرت قلوبنا معنى القرب من خالق ومبدع الكون خضعت وخشعت. تصوروا أحبتي حال أحدنا إذا كان في حضرة ملكٍ من ملوك الدنيا أو أميرٍ أو رئيسٍ أو وزيرٍ، ألا تغشاه الرهبة ويركن إلى السكون فإذا أراد الكلام تلعثم وارتبك، وأحس بقلبه يخفق بشدة، وسمع دقات قلبه كما لو كانت طبولاً، وإذا عيناه زائغتان، وكفاه باردان، ورجلاه تخزلانه لا تكادان تحملانه؟ فكيف والعبد منا في حضرة ربه الخالق العظيم؟ كيف وهو أقرب في حالة سجوده إلى الله مالك الملك والملكوت صاحب العز والجبروت خالق هذا الكون وخالق هؤلاء البشر؟ وكيف به وهو يعلم أن السجود أقرب موضعٍ لإجابة الدعاء، ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات؛ قال الله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: [أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه]؟

أحبتي .. (ألم يأنِ لنا أن تخشع قلوبنا؟) .. فلنخشع في صلاتنا ونصلي كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم والتابعون يصلون. سُئل أحد الصالحين كيف تخشع فى صلاتك؟ أجاب أنه عندما يقوم فيكبر للصلاة، يتخيل الكعبة من أمامه، والصراط تحت قدميه، والجنة عن يمينه، والنار عن شماله، وملك الموت من ورائه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأمل صلاته، ويظنها ستكون آخر صلاةٍ له، فيكبر الله عز وجل بتعظيم، ويقرأ بتدبرٍ وخشوعٍ وتأنٍ، ويسجد بخضوعٍ، ويجعل صلاته خوفاً من الله ورجاءً في رحمته، ثم يسلم، ولا يدري هل قُبلت صلاته أم لا؟ .. ليتنا نصلي جميعاً مثل صلاته .. جعلنا الله وإياكم من ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.. وتقبل الله منا ومنكم.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرة جديدة، إن أذن الله وأمد في أعمارنا.

تقبل الله منا ومنكم.
http://goo.gl/LShlaK