الجمعة، 10 فبراير 2017

الصحة

الجمعة 10 فبراير 2017م

خاطرة الجمعة/ ٧٠
(الصحة)

"أين أنتِ؟ لماذا تأخرتِ؟ أخبريني متى الوصول؟"، كانت هذه أسئلة وجهتها بلهفةٍ إلى (الصحة)!
نعم وجهت هذه الأسئلة إلى (الصحة) التي يبدو إما أنها قد ضلت طريقها إليّ أو أنها تسير ببطء لا أعلم له سبباً؛ لهذا كنت أسألها.
إنها (الصحة) التي كان يسأل عنها كل من يتصل بي خلال الشهر الأخير حيث أُصبت بنزلة بردٍ كانت شديدةً في أعراضها، تركت لدي إحساساً بأن لها رغبةً في أن تكون نزلةَ بردٍ متفردةً مبدعةً حين أصرت على أن تترك بصمةً خاصةً في إنهاك بدني بكل ما تستطيع من حِيَل، ثم أسلمت الراية لسعالٍ  أبىَ إلا أن يرافقني لأسبوعين كاملين مستهزئاً بجميع أنواع الأدوية التي كنت أتناولها للتخفيف من حدته، رغم أنه سلم في النهاية ورفع الراية البيضاء أمام مشروب ورق الجوافة الساخن المُحَلىَ بعسل النحل، مسلماً عهدته إلى نوعٍ من عِرق النَسا والتهابٍ شديدٍ في العضلات ما زال يقاوم حتى الآن جميع الحقن والحبوب التي أوصى بها الطبيب الاستشاري.
طوال هذه الفترة لم أكن أفكر سوى في شيءٍ واحدٍ فقط هو متي يَمُّن الله عليّ بالعافية و(الصحة)، وكان كل من يتصل بي يسألني عن (الصحة)، فكان من الطبيعي أن أحلم بها.
هكذا، وفي غفوةٍ من غفوات الظهيرة كانت بداية الحُلْم، حين سألت (الصحة) تلك الأسئلة: "أين أنتِ؟ لماذا تأخرتِ؟ أخبريني متى الوصول؟!".
ردت (الصحة) قائلةً بخبث: "لم العجلة؟"، قلت: "لو تبادلنا الأدوار لكنتِ أحسستِ بما أحس به الآن، المهم متى تأتين يا عزيزتي؟ أنا وجميع أحبتي في انتظارك"، قالت: "لكل شيء سبب، فهل أخذت بالأسباب؟"، قلت: "نعم"، سألتني: "هل أنت متأكد من إجابتك؟"، قلت بثقة: "نعم، هل لديك شكٌ في ذلك؟"، قالت: "لعلك تركت الأمر في بدايته بغير تداوٍ، ثم لما اشتد عليك المرض سألت أصدقاء لك عن العلاج المناسب ولم تذهب إلى طبيبٍ متخصص"، قلت وأنا مُحْرَج: "هذا بالفعل ما حدث"، تابعت كلامها: "وكلُ واحدٍ منهم أعطاك وصفةً مختلفة"، سكت ولم أعلق، استمرت تقول: "ثم بدأت تأخذ هذا العلاج مرةً وذلك العلاج مرةً ثم تعود فتجمع بين أكثر من علاج"، قلت بصوت منخفض: "صدقتِ"، قالت: "وتريد بعد كل هذا أن أصل إليك؟"، قلت: "أتمنى هذا"، قالت: "لقد اقتربتُ منك قليلاً عندما كنتُ أسمعك تدعو الله سبحانه وتعالى بالشفاء"، قلت مقاطعاً: "تقصدين عندما كنت أقول: {بسم الله} ثلاثاً، و{أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر} سبع مرّات؟"، قالت: "نعم، ولو أنك كنت قد أخذت مع الدعاء بالأسباب وذهبت من البداية إلى طبيبٍ متخصص لكانت سرعة وصولي إليك أكبر. ألا تعلم أن على المريض أن يبحث عن العلاج لدى أهل الاختصاص؟ انظر ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة عندما سألوه: يا رسول الله، هل علينا جُناحٌ أن لا نتداوى؟ قال: [تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً إلا الهرم]، فالمريض عليه أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله لأنه هو وحده الشافي، ولا يجوز للمريض أن يهمل التداوي باسم التوكل، لأن التوكل يعني الأخذ بالأسباب لقوله عليه الصلاة السلام: [اعقلها وتوكل]، والله سبحانه وتعالى يأمر بسؤال أهل الاختصاص في كل علم؛ قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، إن إهمال العلاج أو التداوي حرامٌ شرعاً وخطرُه عظيمٌ على المريض نفسه؛ فقد يؤدي بنفسه إلى الهلاك، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾". قلت في نفسي لماذا لا أسأل (الصحة) عن الحكمة من المرض؟ قالت كما لو كانت قد قرأت أفكاري: "يبدو لي عزيزي أنك لا تعرف حكمة الله سبحانه وتعالى من مرض الإنسان؛ دعني أوضح لك ذلك؛ الحكمة من ابتلاء الله عباده بالمرض: استخراج عبودية الضراّء وهي الصبر؛ إذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير، كما قال عليه الصلاة والسلام: [عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له]. وتكفير الذنوب والسيئات؛ فالمرض سببٌ في تكفير الخطايا التي يقترفها الإنسان بقلبه وسمعه وبصره ولسانه، وسائر جوارحه. كما أن المرض قد يكون عقوبةً على ذنبٍ وقع من العبد؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ما يصيب المؤمن من وَصبٍ، ولا نصبٍ، ولا سقَمٍ، ولا حزنٍ حتى الهمّ يهمه، إلا كفر الله به من سيئاته]. والصبر على المرض يُكسب العبد الحسنات ويرفع له الدرجات؛ فقد تكون للعبدِ منزلةٌ عظيمةٌ عند الله سبحانه وتعالى، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره، حتى يكون أهلاً لتلك المـنزلة ويصل إليها؛ قال عليه الصلاة والسلام: [إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلةٌ لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبّره على ذلك، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى]. والمرض سببٌ في دخول الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: [يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطىَ أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قُرِّضت بالمقاريض]. وهو سببٌ للنجاة من النار؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمريضٍ يعوده: [أبْشر فإن الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة]. وفي المرض ردٌّ للعبد إلى ربه وتذكيره بمعصيته وإيقاظه من غفلته؛ فمن فوائد المرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه، ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها. وأخيراً فإن البلاء يشتد بالمؤمنين بحسب إيمانهم؛ قال عليه الصلاة والسلام: [إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط]". قلت: "ومع الأخذ بالأسباب لابد من مواصلة الدعاء"، قالت: "هذا صحيح؛ على المريض أن يتسلح بالدعاء والتوجه إلى الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾، وكم من مريضٍ توجه إلى الله ودعاه في أوقاتٍ يُستجاب فيها الدعاء فشفاه الله تعالى، والقَصص في هذا المقام كثيرةٌ، فالله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾، وهو القائل: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾"، قلت: "لكن الصبر على آلام المرض وأوجاعه صعب، أليس كذلك؟"، قالت: "بلى، لكن الثواب كما تعلم بقدر المشقة، لا بد أن يتحلى المؤمن المبتلىَ بالمرض بالصبر؛ فقد ورد في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار امرأةً مريضةً فوجدها تلعن الداء وتسب الحمى فكره منها هذا المسلك وقال لها مواسياً: [إنها - أي الحمى - تُذهب خطايا بني آدم كما يُذهب الكير خبث الحديد]، فالمؤمن يصبر ويحتسب أجره عند الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: [ما من مسلمٍ يصيبه نصبٌ ولا همٌ حتى الشوكة يشاكها إلا كُتب له بها أجر]. ولو أنك تدبرت قصة أيوب عليه السلام لوجدته يشكو لربه يقول: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ فيستجيب له المولى عز وجل لأنه كان صابراً ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا﴾، وهذا نبي الله يعقوب عليه السلام قد ابيضت عيناه من الحزن على فقدانه ولده يوسف عليه السلام لكنه كان صابراً ولم يشكُ حاله إلا لله ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾، وهذا يونس عليه السلام يدعو الله وهو في بطن الحوت ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. ثم هذا المصطفى عليه الصلاة والسلام لما تُوفي عمه أبو طالب خرج إلى الطائف ماشياً على قدميه يدعو أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه ولقى الكثير من أذاهم وقد أرسلوا صبيانهم يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: [اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك]. هؤلاء يا عزيزي خير البشر قد تعرضوا للمرض وما هو أكثر من المرض فصبروا ودعوا الله فاستجاب لهم"، قلت: "ونعم بالله، لكن دعيني أسأل: هل يكون المرض عذراً لعدم أداء العبادات؟". قالت: "لقد جاءت التشريعات الاسلامية تراعي أحوال المريض في صلاته وصيامه ونحو ذلك؛ فمن مراعاة الشريعة في فريضة الصوم، قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾، وفي فريضة الصلاة، بإمكان المريض أن يصلي على الحالة التي يستطيعها لقوله عليه الصلاة والسلام: [صلِ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فصلِ على جنبك، فإن لم تستطع فمستلقياً]، ثم إن على المريض أن يقوم بواجباته الدينية قدر استطاعته، من تلاوة القرآن الكريم والذكر الحكيم، حيث ينشرح الصدر ويطمئن القلب، قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾". قلت منبهراً بما عرضته (الصحة) من معلومات مفيدة وما قدمته من نصائح قيمة: "زادك الله علماً"، ردت دون إبطاء: "إنما أنا أنقل لك ما قاله أهل العلم بارك الله فيهم".
قلت مستعطفاً: "المهم أن تأتي سريعاً، فقد تعبت. لم أعد أحتمل"، قالت: "لن آتي قبل موعدي ولا بعده، فأنا جندي من جنود ربك؛ لا آتي إلا بميعاد، ما عليك صديقي سوى الدعاء والأخذ بالأسباب مع الصبر والشكر"، سألتها راغباً في الاستزادة من علمها: "أأشكر على المرض؟"، قالت مستنكرةً سؤالي: "بالتأكيد! كأنك نسيت ما حدثتك به عن حكمة الله سبحانه وتعالى من ابتلاء العباد بالمرض. ثم إن عليك أن تشكر الله عز وجل أنك لم تُصَب بأكثر مما أُصبتَ به؛ انظر حولك أو قم بزيارة لأية مستشفى تعرف مدى رحمة ربك بك وتدرك كم كان رؤوفاً معك. ثم إنك لو تعلم ما يدخره لك ربك من ثوابٍ على دعائك له وعلى صبرك على ما ابتلاك به لطلبت مني أن أتأخر في الوصول إليك لا أن أسرع!". سكتت (الصحة) لحظة ثم قالت: "أنا عاتبةٌ عليكم معشر البشر، لا تتذكروني وأنا معكم، بل وقليلٌ منكم من يشكر الله سبحانه وتعالى على عدم مفارقتي له، لكن ما أن أغيب لفتراتٍ تقصر أو تطول إذا بكم تتذكروني وتلحون علي في العودة إليكم وتدَّعون أنكم تحبونني ولا تستطيعون الاستغناء عني أو العيش بدوني، هذا أمرٌ غريب. والأغرب منه، أني إذا جئتكم بعد غيابٍ تعودون لنسياني مرةً أخرى! أهكذا تتعاملون مع من تحبون؟!"، قلت وأنا أكاد أذوب خجلاً مما تقول: "معك كل الحق في عتابك، لكن هذه هي طبيعة الإنسان فُطر عليها؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾، ويقول عز وجل: ﴿فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ﴾، وفي ذات المعنى يقول النبي عليه الصلاة والسلام: [نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ] وقدم (الصحة) على الفراغ كما تَرَيْن، ثم هل نسيتِ القولة المشهورة: {(الصحة) تاجٌ فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى}".
أردت تغيير مجرى الحديث فسألتها عسى أن أسمع منها ما أتمنى سماعه: "المهم الآن عزيزتي، متى سوف تشرفينني بحضورك؛ فآلام المرض مبرحة؟"، قالت بدلال: "لن آتي إلا بشروطٍٍ ثلاثة"، قلت دون تردد: "موافقٌ عليها سلفاً؛ فلم أعد أطيق الانتظار"، قالت موضحةً شروطها: "أن تكون ثقتك كاملة وبلا أي شكٍ في أن الشفاء هو بيد الله سبحانه وتعالى وحده، وأن تستمر في الدعاء، وأن تأخذ بالأسباب من علاجٍ يصفه لك الطبيب المختص وراحةٍ لابد منها"، قلت: "أوافق على جميع شروطك، فقط دعيني أعود لسؤالي الأول: أخبريني متى الوصول؟"، قالت بتمهل وهي تحس لهفتي: "دعني أراجع مواعيدي وارتباطاتي!"، فتحت حقيبةً كانت في يدها، وأخرجت منها سجلاً، وبدأت تقلب صفحاته .. لحظاتٌ من الصمت مرت متثاقلةً .. ثم تابعَتْ ببطء وكأنها تتعمد حرق أعصابي: "حرف الميم .. حرف الميم .. ها هو حرف الميم .. وها قد وجدت اسمك .. دعني أنظر في خانة تاريخ الوصول"، قلت وقد أوشك صبري على النفاد: "هيا أسرعي، أخبريني، متى تاريخ الوصول؟ أقريبٌ هو أم بعيد؟ أرجوك .. أكاد أُجن"، قالت بأعصابٍ باردة: "طالما تلتزم بالشروط الثلاثة سأصل إليك عزيزي يوم ..."، لم تكمل الجملة الأخيرة، إلا وزوجتي توقظني من غفوتي وتسألني: "كيف هي (الصحة) الآن؟"، أجبتها: "كانت معي منذ لحظات"، نظرت زوجتي إليّ باستغرابٍ سائلةً: "من هي تلك التي كانت معك منذ لحظات؟"، قلت وأنا نصف نائم: "(الصحة)!"، وأضفت: "لو كنتِ تركتيني لثوانٍ لكنتُ عرفت الآن متى تصل وأُشفىَ من مرضي!"، قالت زوجتي وهي تنظر إليّ أريد النزول من سريري ولا أستطيع: "سلامة عقلك! يبدو أن الغطاء قد انكشف عنك وأنت نائم، أو أنك بدأت تعاني من آثار حمى أصابتك!".

أحبتي في الله ..  كان هذا حُلم ليلةٍ من ليالي المرض .. أبعده الله عنا وعنكم وعافانا وعافاكم من كل أشكاله وألوانه .. فقد كنت أحلم ب(الصحة) وأنا مريضٌ كما يحلم الجائع برغيف الخبز!

أحبتي .. فلندعو الله سبحانه وتعالى لأنفسنا وأهلينا وأحبائنا بالشفاء من كل داءٍ نعلمه أو لا نعلمه: "اللهم اذهب البأس ربَ الناس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً. بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفينا وتمدنا ب(الصحة) والعافية. ربنا لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، إنك على كل شيء قدير".

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرة جديدة، إن أذن الله وأمد في أعمارنا.

تقبل الله منا ومنكم.


https://goo.gl/HpxMAk