الجمعة، 20 ديسمبر 2019

المال مال الله


الجمعة 20 ديسمبر 2019م 

 خاطرة الجمعة /٢١٨ 
(المال مال الله) 
 وقف صاحب أحد المطاعم الفاخرة وسط صالة الطعام شبه الفارغة، في توقيتٍ عُرف بأنه وقت الذروة، لم يكن الحال كذلك أبداً إلى أن تغير تدريجياً منذ بضعة أيام؛ الزبائن تنحسر عن المطعم بلا سببٍ واضحٍ، رغم أنه لم يُقَصِّر في جودة الطعام أو يزيد في الأسعار. خرج إلى الشارع الذي كان يزدحم بالمارة في هذا الحي الراقي التجاري، يبحث عن سببٍ لانحسار الزبائن عن مطعمه؛ مع أنه المطعم الوحيد الذي يقدم أصنافاً مختلفةً وأكثر تنوعاً من المطاعم الأخرى حوله، بل هذا ما يميزه عن غيره، بالإضافة إلى شهرته بحفاوة استقبال العملاء، وسرعة تلبية طلباتهم، الأمر الذي جعله مقصداً أساسياً للزبائن من كل طيف! عاد صاحب المطعم إلى مكتبه الصغير داخل المطعم يفكر في القيام بأي إجراءٍ يجذب به الزبائن مرةً أخرى؛ هل أقدم خصومات؟ أم وجباتٍ جديدةٍ بأسعار مخفضة؟، لا، بل سوف أقدم وجباتٍ مجانيةٍ للمحتاجين. توقف فجأةً عن التفكير عندما تذكر الوجبات المجانية، لينادي على كبير الطهاة بالمطعم، الذي حضر سريعاً فسأله: "هل حضرت «أم أمل» اليوم لتأخذ الطعام؟"، مطَّ كبير الطهاة شفتيه بلا مبالاةٍ وردَّ: "لا لم تأتِ، كما لم تأتِ في الأيام السابقة أيضاً"! اندهش صاحب المطعم من إجابة كبير الطهاة، فسأله مرةً أخرى: "منذ متى؟"، فأجابه: "منذ عدة أيامٍ حين كان المطعم مزدحماً، وأقبلتْ لتأخذ الطعام كعادتها، لكنك حينها صرختَ في وجهها ونهرتها وقلتَ لها أن هذا ليس الوقت المناسب للتسول!". بُهت وجه صاحب المطعم وهو يتذكر تلك الواقعة التي قد نساها تماماً، ولم يهتم منذ حدثت أن يسأل عن تلك السيدة المسنة التي ترمّلت وهي في الأربعين من عمرها، فاضطرت للعمل عدة أعمالٍ شاقةٍ حتى أعياها المرض وأصبحت لا تستطيع العمل كالسابق واكتفت بجلستها لتبيع الخضروات في السوق تتكسب قليلاً من المال لا يكاد يسد رمق أطفالها الثلاثة، وفي أحد الأيام مرَّ بها صاحب المطعم فدعته أن يشتري منها بعض الخضروات، فجلس أمامها بعد أن جذبته طيبة وجهها الصبوح المبتسم برغم الآلام التي تشعر بها، وحكت له قصتها، ومنذ ذلك الحين طلب منها أن تمر يومياً على مطعمه ليعطيها بعض الطعام لها ولأطفالها، وظلت على ذلك شهوراً طويلةً دون أن تنقطع يوماً واحداً. تذكر صاحب المطعم أنه منذ ذلك الوقت وأعمال مطعمه في رواجٍ ورخاءٍ، تذكر أيضاً دعوات «أم أمل» الصادقة وعيونها الشاكرة وهي تأخذ الطعام مغلفاً كما يُعامَل غيرها من الزبائن بالضبط. خرج صاحب المطعم من مطعمه قاصداً المكان الذي كانت تجلس فيه «أم أمل» في السوق، ليجد المكان مشغولاً بسيدةٍ أخرى، بحث عنها في الأماكن المجاورة في السوق فلم يعثر لها على أثر، فوقف شارداً يفكر كيف يجدها وهو لا يعلم أين تسكن، لينتبه على صوت إحدى البائعات تطلب منه أن يشتري منها، فاقترب في هدوءٍ وعلى وجهه ابتسامة بسيطةٌ سألها: "هل تعرفين «أم أمل» التي كانت تبيع الخضروات هنا في السوق؟"، ردت السيدة وهي ترفع يديها داعيةً: "اللهم خفف عنها واشفها يا رب، إنها حبيبتي وحبيبة الجميع هنا"، فزع صاحب المطعم عندما سمع الدعاء؛ فسألها بذعرٍ واضحٍ: "ماذا حدث لها؟"، ردت السيدة بعد أن زفرت الهواء بقوةٍ: "لقد عادت إلى منزلها في إحدى الليالي خاوية اليدين لا تحمل عشاءً لأطفالها كما اعتادت، فأصيبت بحزنٍ شديدٍ أفقدها وعيها وسقطت، لولا أن أنقذها بعض الناس الطيبين". كاد قلب صاحب المطعم أن ينخلع من مكانه؛ فهو يعرف أنه السبب فيما حدث، فعاد وسأل السيدة، والكلمات بالكاد تخرج من فمه: "هل تعرفين أين تسكن؟"، ردت السيدة بالإيجاب، ووصفت له مكان المنزل؛ فرجع مسرعاً إلى المطعم وأمر كبير الطهاة بتجهيز طلبٍ من أشهى مأكولات المطعم ليحمله ويذهب به إلى ذلك العنوان. لم تمر دقائق حتى كان صاحب المطعم يقف أمام بيت «أم أمل» في ذلك الحي العشوائي، وهو يسمع دقات قلبه تكاد تحطم ضلوعه، قبل أن يطرق الباب ويسمع صوت طفلةٍ تسأل من قبل أن يجيبها: "أنا صاحب المطعم .."، لم يُكمل كلماته لينفتح الباب ويرى تلك الطفلة، التي بعمر ابنته، وعلى وجهها ابتسامةٌ صافيةٌ تشبه ابتسامة أمها، وهي ترحب به وتدعوه للدخول. كان ظنه وهو يدلف من الباب أنه سيدخل أولاً إلى الصالة وتكون «أم أمل» في إحدى غرف البيت، لم يكن يعلم أن البيت هو غرفةٌ واحدةٌ بها كل شيءٍ، ليتفاجأ على يساره ب«أم أمل» تجلس على فراشٍ، تتطلع في عينيه بنظراتٍ ملأتها لوماً وعتاباً، وصبيين يجلسان بجوارها، عيونهما معلقةٌ باللفافة التي يحملها بعد أن ملأت روائح الطعام الغرفة. لم يعرف مِن أين يبدأ وكيف يعتذر، وهل هناك كلماتٌ تداوي جرح كلماتٍ؟ اقترب منها بخطواتٍ ثقيلةٍ حتى شعرت بمعاناته، وحنَّ قلبها الرحيم؛ فابتسمت وأشارت إليه ليجلس على طرف الفراش، فجلس وتطلع في وجهها الذي أشرق بابتسامة رضىً وترحيبٍ استقبلها باستحياءٍ قبل أن يبادرها بقوله: "أردتُ أن أتناول طعامي معكم، فهل تسمحين لي أن نتشارك الطعام؟"، هربت دمعةٌ من مقلتها كادت تحرق وجدانه الذي يئن من الإحساس بالذنب، لترد عنها ابنتها «أمل»: "أمي لا تتكلم منذ عدة أيام، ولا تكف عن البكاء". أحس بغُصةٍ في صدره قبل أن يحاول تصنع المرح وهو يفتح لفافات الطعام ويهتف: "دعونا إذاً نُطعمها ونحاول أن نسعدها". بدأوا في تناول الطعام وهو يحاول نشر البهجة في جنبات الغرفة الحزينة، ليبدأ أطفالها تبادل الضحكات، و«أمل» تطعم أمها التي ابتسمت في عدة مناسباتٍ قليلةٍ، وحين جاء وقت الانصراف وقف أمام «أم أمل» يستجديها: "سيدتي، لا أملك أن أستعيد كلمةً خرجت من لساني دون وعيٍ مني، ولكني أملك الشجاعة للاعتراف بالخطأ وطلب المغفرة، وأعرف أنك كبيرة القلب لن تبخلي عليّ بالصفح"، أشاحت بوجهها عنه وعادت تبكي بكاءً صامتاً، ليقف لثوانٍ طويلةٍ منتظراً عفوها دون جدوى، ليطرق رأسه حزناً ويلتفت ناحية الباب مغادراً، قبل أن يتوقف فجأةً على صوتها وهي تنطق بضعف: "أشكرك، ربنا يسعدك ويسترك وينور طريقك". كلماتٌ بسيطةٌ كانت - بالنسبة له - تساوي الدنيا وما فيها، السعادة والستر والهداية، فهو لا يحتاج أكثر من ذلك. غادرهم وهو مفعمٌ بالبهجة، ووعدهم أنه سوف يعودهم حتى تتعافى أمهم، بعد أن أعطاهم من مال الله قدراً، وفي الطريق عرج مرةً أخرى على المطعم، وما أن وصل هناك حتى هاله ما وجد؛ زحاماً شديداً بصالة الطعام، وزبائن على قائمة الانتظار، والعاملين كخلية النحل لا يكادون يستطيعون تلبية كافة الطلبات. اندفع إلى داخل المطعم، وما أن قابل كبير الطهاة حتى استفسر منه عن سبب ما حدث فرد عليه: "هل تعرف «فلاناً»؟"، "نعم، إنه أشهر ناقد طعامٍ في البلد"، "كان هنا، وطلب عدة أنواعٍ من الأطعمة، وصور تجربته مباشرةً على صفحته الخاصة على فيس بوك، ووصف تجربته بأنها رائعةٌ؛ مما دفع الزبائن للحضور كما ترى"، سأله بلهفة: "ومتى كان ذلك؟"، "كان منذ ساعتين تقريباً"، نظر في ساعته وعرف أنه نفس توقيت وصوله عند «أم أمل»، ليتعلم الدرس؛ ويعرف أن (المال مال الله) هو الرزاق العاطي يُعطيِنا من كرمه لنعطي نحن عباده، وأن الكلمة تُحيي وتميت، وأن لا مال ينقص من صدقةٍ، وأن الفقير هو من يتصدق على الغني حين يرضى ويقبل عطفه وإحسانه. 

 أحبتي في الله .. يقول العلماء إن الله سبحانه وتعالى جعل من نوافل الطاعات طريقاً لنيل رضاه ومحبته، ومن أعظم تلك النوافل: الصدقة؛ يقول الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾. وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن رب العزة: {إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ... يَا ابْنَ آدَمَ! اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ ...}. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلاَّ الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ]، "والفلو: المُهر"؛ فالصدقة تقع في يد الله، يحفظها وينميها لصاحبها؛ يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾. 
ولا طريق لتحصيل ثمار المال بعد الموت إلا بالصدقة؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مالِي - قَالَ - وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ]. نعم (المال مال الله)، وما يأكله ابن آدم يفنى، وما يلبسه يبلى، وما يتصدق به هو فقط ما يبقى؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّهم ذبحوا شاةً فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: [ما بَقَيَ مِنْها؟] قلتُ: ما بقيَ منْها إلَّا كتفُها. قالَ: [بَقَيَ كُلُّها غَيْرَ كَتِفِها]. ويقول صلى الله عليه وسلم: [مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ]. 

والمتصدق يستفيد من صدقته أكثر من الفقير؛ فثمار الصدقة التي يقطفها المتصدق كثيرةٌ: إنها تطفئ الخطيئة؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ]، وهي تقي صاحبها ميتة السوء؛ يقول الرسول الكريم: [إن الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ]، وهي ظلٌ لصاحبها يوم القيامة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: [كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ]، وفيها شفاءٌ للمرضى؛ يقول عليه الصلاة والسلام: [دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالْصَّدَقَةِ]، كما أنها تعالج قسوة القلب؛ قال صلى الله عليه وسلم: [إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِ الْيَتِيمِ]، وهي إلى جانب ذلك كله تطهر المال مما علق به من آثام؛ قال صلى الله عليه وسلم: [يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ]. فمن تمعّن في ثمار الصدقة يجد أن ما يجنيه المتصدق من صدقته أكثر وأكبر مما يجنيه الفقير من تلك الصدقة. وصدق من قال: لو علم الموسرون وأهل الدور والقصور والأرصدة والتجارات والثروات أنهم يكسبون أكثر وأعظم مما يعطون في الصدقات لكانوا أسرع إلى البحث عن الفقراء والمحتاجين من هؤلاء إليهم، ولكان الواحد منهم يتودد ويتوسل إلى الفقير لكي يقبل منه عوناً يعود على صاحبه بالخير والبركة ورضى الرزاق الكريم. وقد كان في الأمة رجالٌ يدفعون إلى الفقراء وكأنهم يأخذون منهم، رجالٌ كان أحدهم يتودد ويتوسل إلى الفقير: "يا أخي أكرمني وتصدق عليّ بقبول هذه الهدية البسيطة ولك الفضل"! ولا يسميها صدقة. قال شيخٌ لتجار مدينته: "أنتم السعداء حقاً إذا قبل الفقراء وتصدقوا عليكم بالأخذ"! وعلى المتصدق ألا يفسد صدقته بإتباعها بالمن والأذى أو بالرياء؛ يقول عزَّ وجلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ﴾. 

 أحبتي .. نخطئُ إن ظننا أن الفقير هو الذي يحتاج إلينا، ونخطئُ أكثر إذا سعى إلينا الفقير فأعرضنا عنه؛ فالصحيح أننا نحن من نحتاج إلى الفقير والمحتاج والمسكين والأرملة وابن السبيل والغارمين وغيرهم ممن تجوز عليهم الصدقات، ذلك أن ما يترتب على صدقاتنا لهم أكبر بكثيرٍ مما يتصور البعض منا؛ فثواب الصدقة نشاهده ونلمسه في الدنيا، أما في الآخرة فإن ربك يضاعف الثواب أضعافاً مضاعفة. ابحثوا أحبتي عن الفقراء والمساكين واسعوْا لهم وتوددوا إليهم حتى يقبلوا منكم هداياكم، فهم مفاتيح أبواب الرزق والسعادة وراحة البال في الدنيا، وهم أصحاب بابٍ من أبواب الجنة اسمه باب الصدقة. هيا أحبتي نخلع عن أنفسنا ثوب شُح النفس، ونتشح بثياب الكرم، ولنتذكر أن (المال مال الله) ما نحن إلا مستخلفين فيه، مسئولون عنه ومحاسَبون عليه، وأننا لسنا برازقين، ما نحن إلا ناقلي رزقٍ للآخرين، ومن رحمة الله بنا وتفضله علينا وكرمه أنه يُجازينا ويُثيبنا على مجرد أننا ننقل ماله ورزقه سبحانه وتعالى إلى غيرنا.

 http://bit.ly/35JzbGZ