الجمعة، 5 مايو 2017

لباس التقوى

الجمعة 5 مايو 2017م

خاطرة الجمعة / ٨٢
(لباس التقوى)

كتبت لي تخبرني، وهي شديدة الانزعاج، أن ابنتها الهادئة المطيعة، وكانت من صغرها ملتزمةً بارتداء الحجاب، قد خلعت حجابها ولا تريد أن ترتديه مرةً أخرى. الأم غير قادرة على تصور أن هذا التصرف يصدر عن ابنتها الوديعة. كتبت لي تطلب النصيحة، وكيف تتصرف مع ابنتها.
قمت بالرد عليها، وكتبت لها ما يلي:
" فيما يتعلق بموضوع إقدام ابنتك العزيزة على خلع الحجاب، فهذا في تقديري سببه أنها بدأت مرحلةً عمريةً حساسةً هي مرحلة المراهقة وترغب في التعبير عن استقلاليتها وحقها في اتخاذ قراراتها بنفسها دون تدخلٍ ممن هم أكبر منها سناً خاصةً والديها اللذين دأبا على اتخاذ القرارات نيابةً عنها طوال سنوات طفولتها .. وهذا هو الجانب الإيجابي في الموقف؛ لأنه يوضح صحة النمو ويبين بدايات تكوين شخصيةٍ قويةٍ وناضجة بإذن الله، وإن ظهر التعبير عن ذلك في صورة تمردٍ على عرفٍ أو عادةٍ أو سلوكٍ معين، فكان التمرد على ما تعتقد أنه أمرٌ يخصها هي وحدها ولا يخص غيرها، ألا وهو مظهرها. كما أن لبسها الحجاب بدايةً لم يكن عبادةً قدر ما كان عادة، بالإضافة إلى أنه لم تتوفر لها ربما فرصة الاطلاع على رأي الدين في هذا الأمر. فأنصح بدايةً بالصبر والتعامل بحكمةٍ واحتواء الموقف وعدم تحويله لمشكلة، ثم أنصح باعتماد أسلوب الحوار الهادئ، الذي يبين رأي الدين في موضوع ارتداء الحجاب، ليس فقط ببيان الأدلة الشرعية التي توجبه، بل وشرح وإيضاح نظرة الإسلام بصفةٍ عامةٍ إلى المرأة واحترامه لها وحرصه على صيانتها وحفظها. شريطة أن يتم ذلك من خلال حوارٍ هادئٍ يسوده الحب يكون الهدف منه الشرح والتوضيح وإكساب المعلومات لا أن يكون الهدف منه إظهار أن ابنتك مخطئة أو التقليل من قيمة رأيها وإلا حقق الحوار نتيجةً عكسية. ويكون التركيز على توضيح أن ارتداء الحجاب فريضةٌ دينيةٌ، وأنه (لباس التقوى)، وعلى أنها الآن لم تعد طفلةً صغيرةً يتحمل مسئوليتها الكبار وإنما صارت كبيرةً تتحمل مسئولية نفسها وتُعامَل كامرأةٍ ناضجةٍ كاملة الأهلية فيما يتعلق بتصرفاتها وأفعالها، ولأن عقل الشابة الكبيرة الراشدة يختلف عن عقل الطفلة فعليها أن تعطي لنفسها فرصة التفكير قبل اتخاذ أي قرار. وفروا لها كتيباً صغيراً يوضح موقف الشرع من الحجاب، واعطوها فرصة الاطلاع على محتواه قبل بداية جولة حوارٍ جديدة. أعود للتأكيد على الصبر وطول البال والهدوء وإشعار الابنة طوال الوقت بالحب والتقدير. اتركوا لها حرية الاختيار وساعدوها على اتخاذ القرار السليم دون إجبار، واجعلوها تحس أنكم قريبون منها إذا احتاجت لأية مشورةٍ في أي وقت، لا تضغطوا عليها ولا تشعروها بأنكم في خصامٍ معها. أعلم أن الأمر صعب، لكن الموقف يحتاج إلى صبرٍ وحكمة. وأثق بأنها في نهاية الأمر ستعود لارتداء الحجاب، لكن بقرارٍ منها وبقناعةٍ تامة. تربية الأبناء ليست سهلة، أعانكم الله وسدد خطاكم وألهمكم طريق الرشاد ".

أحبتي في الله .. يقول أهل العلم أن الحجاب عبادةٌ من أعظم العبادات وفريضةٌ من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه الكريم، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي في سُنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه، لم يشذّ عن ذلك منهم أحد؛ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ﴾، ويقول عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾، ويقول تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾.
فرضية الحجاب للفتاة المسلمة أمرٌ لا شك فيه، لكن المهم هو تهيئة الفتاة نفسياً وفكرياً لتقبل هذا الأمر قبل أن يصبح واجباً عليها، تماماً كالصلاة؛ يقول عليه الصلاة والسلام: [مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ]، فالأولاد لم يبلغوا سن التكليف للصلاة وهم أبناء سبع، ولا حتى وهم أبناء عشر، لكنها فكرة التهيئة المتدرجة قبل سن التكليف، وهذا يستوجب الفطنة والحكمة وحسن التصرف من الوالدين. كما أن فترة التهيئة التي قد تطول لعدة سنوات هي فرصةٌ لنقل المعارف الشرعية للأولاد بشكلٍ متدرجٍ يتناسب مع أعمارهم، بحيث يصبح أبناؤنا على علمٍ تامٍ بما سيكونون مكلفين به مع بداية سن التكليف الشرعي وهو سن البلوغ.

أحبتي .. مما يساعد على إقناع فتياتنا بأهمية ارتداء الحجاب (لباس التقوى)، إلى جانب الأدلة الشرعية المشار إليها، استخدام المنطق للإقناع؛ انظروا معي ماذا فعل هذا الأب مع ابنته ليقنعها بأهمية الحجاب:
اﺷﺘت البنت هاتفاً جديداً ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤ، فسألها أبوها: "ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﻤِ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷ ﺑﻌﺍﺋ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ؟"، ﻗﺎﻟ: "ﻭﺿﻌتُ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺘﻪ ﺭقاقةً من البلاستيك الشفاف لوقايتها من ﺍﻟﺨَ، ﻭﻏَتُ الهاتف بغلافٍ جلديٍ ﻳﻘﻴﻪ ﻣ ﺍﻟﺼﻣﺎﺕ"، قال ﺍﻷﺏ: "ﻭﻫﻞ ﺃﺟﺒﻙِ ﺃﺣٌ ﻋﻠﻰ ﻫ؟"، قالت ﺍﻟﺒﻨ: "ﻛﻼ، ﻭﻟﻜ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻧﻔﻌﻞ ﻫ ﻟﻠحفاظ على سلاﻣﺔ الهاتف"، قال ﺍﻷﺏ: "وﻫﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺍلهاتف الآن ﻋ ﺍﻟﻔﺎﺋ ﻷﻧ ﻭﺿﻌِ ﻋﻠﻴﻪ ما يحميه؟"، قالت ﺍﻟﺒﻨ: "ﻻ ﻳﺎ ﺃﺑ ﺑﻞ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳ ﺃﻥ ﻳُﻜﺴ أو حتى يُخدش؛ ﻟﻜﻲ أحافظ عليه، وحتى ﻻ ﺗقل ﻗﻴﻤﺘﻪ"، قال ﺍﻷﺏ: "ﻭﻫﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺒﻴﺤﺎً ﻋﻨﻣﺎ ﻭﺿﻌِ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﻋﻠﻴﻪ؟"، ردت ﺍﻟﺒﻨ: "ﺑﻨﻈﺮ أصبح أكثر جمالاً وأناقة"، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺑﻫﺎٍ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: "ﻫ بالضبط ﻫ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻳﺎ ابنتي".
أحبتي .. أنقل لكم جانباً من حوارٍ عقليٍ منطقيٍ مقنع بين أحد الأساتذة الجامعيين وإحدى طالباته:
سألتني: "هل في القرآن آيةٌ تدل على إلزام المرأة بالحجاب؟ حسب معرفتي أن الحجاب لم يأمر الله به، ولهذا أنا غير محجبةٍ ولكني أصلي والحمد لله"، قلت: "دعيني أسألك سؤالاً، إذا كررت عليك معنىً واحداً ولكني عبرت عنه بثلاث كلماتٍ مختلفة فماذا تفهمين من ذلك؟"، قالت: "أفهم أن المقصود هو تأكيد المعنى"، قلت لها: "صحيح، وهذا ما قصدته بالضبط"، قالت: "وما علاقة هذا بالحجاب؟"، قلت لها: "إن الله تعالى استخدم ثلاثة مصطلحات في القرآن يعبر بها عن حجاب المرأة؛ لقد وصف الله اللبس الساتر للمرأة بالحجاب، والجلباب، والخمار؛ فاستخدم ثلاث كلمات لمعنىً واحد، ألا يدل هذا على ضرورة تستر المرأة؟"، قالت: "أفهم من هذا أني لا بد أن أتحجب"، قلت: "وينبغي أن تكوني حريصةً على التقرب إلى الله تعالى بطاعته، لأن العُري من أهداف الشيطان تجاه البشر وهو ما حققه مع أبينا آدم وأمنا حواء، لما أمر الله آدم وحواء بالأكل من أشجار الجنة عدا شجرةٍ واحدةٍ، وسوس لهما الشيطان ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾ أي الشيطان ﴿فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ فلما عصوا أمر الله بأكل الثمرة انكشفت عوراتهما، وهذا هو هدف الشيطان بأن يوصل الناس للعري التام، فلهذا آدم وحواء تابا وأسرعا في ستر عوراتهما بورق الشجر، فمسألة اللباس مسألة قديمة بدأت مع بداية خلق آدم عليه السلام". ثم بادرتها بسؤال: "قلتِ لي في بداية حديثنا إنك تحافظين على الصلاة، فهل تتحجبين أثناء الصلاة؟"، قالت: "طبعاً"، قلت: "لماذا؟"، سكتت فترة ثم قالت: "لا أعرف"، فابتسمت وقلت لها: "هل تعتقدين أن الإسلام يأمر المرأة بلباسٍ تقابل فيه ربها ولباسٍ أقل ستراً تقابل فيه الناس؟"، فاستغربت من سؤالي ثم قلت لها: "إن الصلاة عبادةٌ وهي جزءٌ من حياتنا، وحياتنا كذلك عبادةٌ نتعبد الله فيها، فلباس المرأة في صلاتها هو لباسها في حياتها"، وانتهى الحوار.
وعلى صلةٍ بالموضوع، انتشرت قصة واقعية حدثت عام 1979م، يقول راويها: قرر جدي أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت الترتيبات تقضي بأن يسافر هو أولاً في البداية ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك، كانت رحلتهم تتضمن النزول في نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة في كاليفورنيا. في نيويورك، كان قرار الجهات الأمنية يلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب "الغرين كارد" قبل السفر للمحطة التالية.
كانت عمّتي بذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترةٍ بسيطة، ولما طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورةٍ شخصيةٍ لها لإتمام المعاملة، رفضت !! ووضَّح الموظفون لها أكثر من مرة، أنها لن تحصل على "الغرين كارد" ولن تسافر إلى محطتها التالية إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس!! بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقد صبرها؛ فلم يبقَ إلا وقتٌ قليلٌ على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال، لذلك كانت تتوسل لابنتها أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، لكن عمّتي ظلت مُصرَّةً على موقفها. استدعى الموظفون بعض المسؤولين الكبار في المطار كمحاولةٍ لإقناعها، لكنها كانت ثابتةً على موقفها، وقالت لهم: "لا يهم مَن تستدعون، فلن أخلع حجابي". وبعد مرور عدة ساعاتٍ ساخنةٍ من الحوار والجدال مع مسؤولي الأمن، وافقوا أخيراً على التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب. ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الوقت وأقلعت طائرتهم المتجهة لشيكاغو، واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلةً كاملةً في نيويورك. بطبيعة الحال، كانت جدتي في تلك اللحظات تصبُّ جامَ غضبها على عمتي، وتتذمر مما فعلتْ ومن عنادها الذي كلفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي. في اليوم التالي، وصلت رحلتهم إلى كاليفورنيا وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدقٍ أنه يراهم أمامه أحياء!! كان يقول لهم وسط دموعه: "اللهم لك الحمد أنّكم على قيد الحياة" !! كانوا مستغربين من لهفته تلك وتعجبه من أنهم ما زالوا أحياء، فكان رده الصادم: "طائرتكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس، تحطمت نتيجة خللٍ في المحرك ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم 171 راكباً"! كانت الصدمة والدهشة والفرحة والبكاء والحمد والشكر لله سيدَ الموقف في تلك اللحظات لأن الله نجاهم بفضله وكرمه، ثم بسبب بركات حجاب عمتي!

وأختم أحبتي بهذا الموقف الذي حدث مع دكتورةٍ مسلمةٍ محجبةٍ كان قد عينها الرئيس الأميركي السابق أوباما مستشارةً له، سألها الصحافيون مستغربين أن لباسها لا يعكس مدى علمها ظناً منهم أن الحجاب رمزٌ للتخلف والرجعية، فأجابتهم ببساطةٍ وذكاء قائلةً: "إن الإنسان في العصور الأولى كان شبه عارٍ ومع تطور فكره عبر الزمن بدأ يرتدي الثياب، وما أنا عليه اليوم وما أرتديه هو قمة الفكر والرقي الذي وصل إليه الإنسان عبر العصور وليس تخلفاً. أما العُري فهو علامة التخلف والرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى، ولو كان العري دليل التقدم لكانت البهائم أكثر تقدماً من الإنسان!".

أحبتي .. (لباس التقوى) الظاهر منه هو الحجاب .. احرصوا على أن ترتديه بناتنا، حببهن فيه، وساعدهن على مواجهة تيارات التغريب ومحاولات طمس الهوية الإسلامية تحت مسمى الحرية الشخصية أو الليبرالية أو العلمانية أو التجديد أو أي مسمىً آخر، وعلموهن أن اللباس نوعان: الأول وهو الظاهر، ساترٌ للجسد وهو فرضٌ أمر الله ورسوله به، والثاني وهو الباطن، لباسٌ ساترٌ للروح والقلب، وهو خيرٌ من الأول كما قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾، لأن المرأة قد تكون محجبةً جسدياً ولكنها فاقدةٌ للباس الذي هو خير (لباس التقوى)، والصواب أن تلبس المرأة اللباسين معاً.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرة جديدة، إن أذن الله وأمد في أعمارنا.

تقبل الله منا ومنكم.


http://goo.gl/hrVpMf