الجمعة، 17 فبراير 2017

قصة وعبرة


الجمعة 17 فبراير 2017م

خاطرة الجمعة/ ٧١
(قصة وعبرة)

كان يا ما كان، في قديم العصر والزمان، كان هناك ملك يعيش في أمان، مع ابنته الوحيدة في قصر كبير يحيط به بستان، وكان باله دائماً مشغولاً بابنته فقد كان يحبها حباً شديداً، وعندما وصلت الأميرة سن الزواج، أخذ يفكر الملك كل ليلة: لمن سيزوج ابنته الأميرة الجميلة فيصبح زوجها أميراً وولياً للعهد يجلس علي العرش من بعده؟ كان الملك مشغولاً كثيراً بمستقبل ابنته وبالشاب المناسب لها الذي يسعدها ويحافظ عليها ويكون صهره الوفي العزيز.
وفي ليلة من الليالي نادى الملك أحد وزرائه وطلب منه الذهاب ليلاً إلى المسجد الكبير بالمدينة ليبحث بين المصلين عن شابٍ يصلح لأن يكون زوجاً لابنته، شابٍ فضل الدعاء والمناجاة والتقرب إلي الله عز وجل على النوم، فهذا هو أمير المستقبل الجدير بالزواج من ابنته. خرج الوزير من القصر متجهاً إلى المسجد ليبحث عن شابٍ بهذه المواصفات التي ذكرها له مولاه الملك ليكون زوج المستقبل لابنته الأميرة. في هذه الليلة تحديداً، قرر لصٌ أن يدخل إلى المسجد حتى يتمكن من سرقة المصلين أثناء انشغالهم بالصلاة، فوصل إلى المسجد قبل وصول الوزير وجنوده، لكنه وجد باب المسجد مغلقاً، فتسلق الجدران وقفز داخل المسجد، وبدأ يبحث عن أي شيءٍ ثمينٍ من محتويات المسجد يبيعه ويستفيد بثمنه، وخلال ذلك سمع صوتاً وكأن أحداً يحاول فتح باب المسجد، تحير كثيراً حينها أين يذهب؟ وكيف يتصرف؟ فكر سريعاً وقرر أن يمثل كأنه يصلي. في هذه اللحظة فتح الجنود الباب ووجدوا هذا الشاب يصلي، فقال الوزير في تعجبٍ شديد: "سبحان الله، من شدة شوق هذا الشاب للصلاة ورغبته في المحافظة عليها، دخل المسجد متسلقاً الجدران عندما وجد الباب مقفلاً ليؤدي صلاته!"، وأمر الجنود أن يحضروه بمجرد أن ينتهي من صلاته، كان اللص من شدة خوفه ما إن ينتهي من صلاةٍ حتى يبدأ أخرى كي لا يمسكون به، والجنود ينظرون إليه في تعجب من شدة تقواه وإيمانه وتعبده لله تعالى!، عندما طال انتظارهم أمرهم الوزير أن ينتظروا لانتهائه من صلاته ويمسكوا به بسرعة قبل البدء بصلاة جديدة، وبالفعل هذا ما حصل. أحضر الوزير والجنود اللص إلى قصر الملك، وعندما سمع الملك عن صلواته ومناجاته وعبادته المتواصلة قال له في فخر: "لعلك الشخص الذي أبحث عنه منذ مدة، ولتقواك وإيمانك سأزوجك ابنتي الوحيدة لتصبح أميراً!"، بُهت الشاب ولم يُجب من شدة المفاجأة وهو لا يصدق ما تسمعه أذناه. عندما انتهى الملك من كلامه عن إعجابه به وبإيمانه الشديد وصفاته الرائعة، أنزل اللص رأسه في خجل وهو يقول في نفسه: "إلهي، جعلتني أمیراً وزوجتني ابنة الملك لصلاةٍ مزيفةٍ تصنعتها .. فكيف كانت هديتك لي لو أني عبدتك مؤمناً مخلصاً؟"، ومن لحظتها عاهد الله سبحانه وتعالى على أن يعبده مؤمناً مخلصاً ويؤدي جميع العبادات على أتم وجه، شكراً وعرفاناً، وطمعاً في أن يغفر الله له ذنوبه وسيئاته. وَفَّىَ الشاب التائب بعهده وصار من الصالحين، وتزوج الأميرة الجميلة وعاشوا في سعادة.

هذه قصةٌ من القصص التي تُروى للأطفال قبل النوم، فيها عناصر التشويق المعهودة: ملك، أميرة، وزير، جنود، لص، أمير، ثم انتهاء القصة بزواج الأمير والأميرة. حبكة القصة محببةٌ للأطفال وهم يتصورون بخيالهم البكر هؤلاء الأشخاص الذين تتحدث القصة عنهم، فتراهم يستمعون منصتين كأن على رؤوسهم الطير، يعيشون القصة بتفاصيلها مشدودين إلى وقائعها، وفي ذهن كلٍ منهم ملامح وملابس خاصة بكل شخصٍ من شخوص القصة، ويذهب خيالهم إلى تصور مكان هذه الوقائع والأحداث، ويسعدون بالخاتمة السعيدة للقصة، ويستفيدون مما فيها من عبرة التوبة إلى الله؛ فهي (قصة وعبرة) في ذات الوقت.

أحبتي في الله .. بعد أن انتهيت من حكاية هذه القصة على أحفادي كي يناموا، وأنهيتها كما نُنهي حواديت قبل النوم بالعبارة المشهورة: "وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات"، نام الأحفاد سعداء بهذه الخاتمة، أما أنا فقد وجدت نفسي أفكر في تلك القصة من منظورٍ آخر مختلف، منظور الكبار:
فهذا رجلٌ أتاه الله الملك، فاتقى الله وكان صالحاً، لا نزكيه على الله، لكن أن يختار لابنته زوجاً مؤمناً فيشترط أن يكون من عُمَّار المساجد المصلين الورعين، فكأني به وقد التزم بحديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام [إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ...]، بل إنه لم ينتظر أن يأتي إليه الخاطب فاتبع نهج سيدنا شعيب رضي الله عنه بأن بادر بعرض ابنته للزواج من الشاب الصالح؛ يقول تعالى على لسان نبيه شعيب: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ﴾. كما أن هذا الملك الذي نحسبه صالحاً لم يسعَ لتزويج ابنته كما جرت العادة من ابن ملك آخر أو وزير أو من شخص ذي جاه أو مال وإنما اختار لابنته الشاب ذا الدين، وكأن هذا الملك قد اتخذ من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوةً حسنةً عندما كان يعس [يتفقد أحوال الرعية] بالمدينة؛ فإذا به يسمع امرأة تقول لابنتها: "يا بنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه [اخلطيه] بالماء"، قالت: "يا أماه! أَوَ ما علمتِ بما كان من عزمة [أمر] أمير المؤمنين؟"، قالت: "وما كان من عزمته يا بنية؟"، قالت: "إنه أمر مناديه فنادى: لا يُشاب اللبن بالماء"، فقالت لها: "يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء؛ فإنك بموضعٍ لا يراك عمر ولا منادي عمر"، فقالت الصبية: "والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء". وكان عمر رضي الله عنه يسمع كل ذلك، فقال لمرافقه أسلم: "يا أسلم! عَلِّم الباب، واعرف الموضع"، ثم مضى في عسسه. فلما أصبح قال: "يا أسلم امضِ إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها، وهل لهم بعل؟"، فأتى أسلم الموضع فنظر فإذا الجارية أيِّمٌ لا بعل لها، وإذا هاتيك أمها ليس لها رجل، فأتى عمر فأخبره. وكأني بعمر رضي الله عنه يتذكر حينئذ حديث النبي عليه الصلاة والسلام: [تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ]؛ فها هو قد دعى أبناءه فقال لهم: "هل فيكم من يحتاج إلى امرأة فأزوِّجه؟ ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحدٌ إلى هذه الجارية". فقال عبد الله: "لي زوجة"، وقال عبد الرحمن: "لي زوجة"، وقال عاصم: "يا أبتاه لا زوجة لي، فزوجني". فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فأنجبا ليلى.
أتدرون أحبتي مَن هي ليلى؟
إنها أم خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز!
انظروا إلى معيار الاختيار، إنه الدين، إنه ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ*تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾، انظروا إلى ثمرة هذا الزواج المبارك: عمر بن عبد العزيز، الذي كانت سيرته مثالاً عظيماً، ومضرباً للمثل، في عدله، وزهده، وحُسن خلقه. قالت عنه زوجته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان: "دخلتُ يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعاً خدَّه على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت: مالك؟ فقال: ويحك يا فاطمة، قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمداً صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي، فبكيت"!. وقالت: "ما رأيتُ أحداً أكثر صلاة وصياماً منه، ولا أحد أشد فرقاً من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه، قالت: ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينتفض العصفور في الماء، ويجلس يبكي، فأطرح عليه اللحاف رحمة له، وأنا أقول: يا ليت كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين، فوالله ما رأينا سروراً منذ دخلنا فيها"!.
وهذا وزيرٌ أمين، لم ينتهز فرصة أمر الملك له للبحث عن شابٍ يصاهره فطمع في تزويج الأميرة بأحد أبنائه أو أقاربه أو معارفه، وإنما كان أميناً والتزم بالمواصفات التي حددها له الملك في صهره؛ وكأني بهذا الوزير يتمثل قول الله فيما يتعلق بالأمانة: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾، وقوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.
وهؤلاء جندٌ مخلصون مطيعون لأولي الأمر، ملتزمين بالأمر الرباني: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾، ينفذون أوامر قائدهم فيما لا معصية فيه للخالق سبحانه، منفذين أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله: [لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق].
وهذا شابٌ دخل المسجد سارقاً وخرج منه أميراً، قادته فطرته النقية الصادقة إلى التوبة، وجعلته يشكر الله سبحانه وتعالى ويعاهده على الاستقامة. لقد استدرك ما فات في حياته من سيئات وأراد أن تكون توبته عن ذنوبه توبةً نصوحاً فاستجاب له المولى عز وجل، كأني به وقد فعل مثل ما فعل كثيرٌ من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام حينما كانوا قبل الرسالة في جاهليةٍ تجعل ارتكابهم للذنوب والخطايا أمراً عادياً فلما أن هداهم الله للإسلام تابوا عن كل ذنب وأقلعوا عن كل معصية وتحولوا في لحظات صدق مع النفس إلى مصلحين مجاهدين نشروا دين الإسلام في جميع أنحاء الأرض تاركين ملذات الدنيا وراء ظهورهم فنفعوا أنفسهم ودينهم وانتفعنا نحن من سيرهم العطرة وتعلمنا منهم الدروس والعبر.
وهذه ابنةٌ وثقت بأبيها ورضيت بمن اختاره لها زوجاً، وكأنها في ذلك تتمثل سلوك بنات الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. حرصت على طاعة والدها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد]. لقد أنعم الله عليها بالأب الصالح، وصلاح الأب سببٌ للخير لأبنائه كما تخبرنا الآية الكريمة: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾، ولأنها كانت ابنةً طيبةً أطاعت والدها الصالح أنعم الله عليها بزوجٍ طيبٍ يرعى الله فيها؛ مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾.
وهذا مسجدٌ، هو بيتُ الله، مكانُ الخير، يدخله العاصي فيخرج منه تائباً، ويدخله المذنب فيخرج منه وقد غُفرت له ذنوبه. إنه مكانٌ يُبحث فيه عن الناس الصالحين، فهم من يعمرون تلك المساجد، وهم الذين قلوبهم معلقةٌ بها، هم المؤمنون، وهم المتطهرون، فهي أحب الأماكن إلى الله سبحانه وتعالى؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: [أحب البقاع إلى الله مساجدها ...]، فهي أول الأماكن التي يبحث فيها أولو الأمر عن الشباب الصالحين ويسعون إلى مصاهرتهم.

أحبتي .. كانت تلك (قصة وعبرة)، العبرة منها أنه لو أن كل بلد من بلادنا الإسلامية وُجد فيها الحاكم الصالح، والوزير الأمين، والجنود المخلصون، والعصاة الذين يبادرون بالتوبة ويتحولون إلى رجالٍ صالحين، والبنات اللاتي يثقن في آبائهن ولا يخالفونهن، والمساجد التي يعمرها ﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّه﴾، لصلح الحال، وسعد الناس، حين يسيرون على نور الله وهدي شريعته الغراء، ولأهدوا البشرية جمعاء النموذج الذي يُقتدى به والمثال الذي يُحتذى لدولة الحق والعدل والسلام.
ومن العبر كذلك أحبتي ألا نتسرع في الحكم على العصاة منا؛ بل علينا أن نساعدهم على التوبة ونأخذ بأيديهم، ففي قلب كلٍ منهم بذرة خير، لنبحث عنها معهم ونساعدهم على أن يرْونها بدموع الندم والتوبة الصادقة ويرعونها بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى ويتعهدونها بالعمل الصالح لتثمر إيماناً قد يكون في ميزان المولى أفضل من إيماننا نحن، فالله سبحانه وتعالى يفرح بعودة التائب كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح]. وما أجمل شعور الإنسان المسلم حينما يوفقه الله سبحانه وتعالى في أن يكون سبباً في هداية عاصٍ؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: [لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُـمر النعم]. ثم إن علينا أن نتذكر دائماً الآية الكريمة: ﴿كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾.
أحبتي .. لم تكن هذه مجرد (قصة وعبرة)، بل كانت قصةً واحدةً وعدة عبر ..
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، واهدنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى، وتقبل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرة جديدة، إن أذن الله وأمد في أعمارنا.
تقبل الله منا ومنكم.


https://goo.gl/8YpYAv