الجمعة، 22 يوليو 2022

مُعجزة

 

خاطرة الجمعة /353


الجمعة 22 يوليو 2022م

(مُعجزة)

 

توجّهت الطفلة ذات السنوات الست إلى غُرفة نومها، وتناولت حصالة نقودها من مخبئها السري في خزانتها، ثم أفرغتها مما فيها على الأرض، وأخذت تعد بعنايةٍ ما جمعته من نقودٍ خلال الأسابيع الفائتة، ثم أعادت عدها ثانيةً فثالثةً ورابعةً، ثم همست في سرها: "إنها بالتأكيد كافيةٌ، ولا مجال لأي خطأ". وبكل عنايةٍ أرجعت النقود إلى الحصالة، ثم لبست رداءها، وتسللت من الباب الخلفي لدارها، مُتجهةً إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيراً عن الدار.

كان الصيدلي مشغولاً للغاية فانتظرته صابرةً، ولكنه استمر مُنشغلاً عنها بالحديث مع شخصٍ معه؛ فحاولت لفت نظره دون جدوى، فما كان منها -بعد أن يئست- إلا أن أخرجت قطعة نقودٍ معدنيةٍ من فئة ربع دولارٍ من الحصالة، وألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي، عندئذٍ فقط انتبه إليها، فسألها بصوتٍ عبَّر فيه عن استيائه: "ماذا تريدين أيتها الطفلة؟ هذا الذي يجلس معي أخي الذي لم أره مُنذ زمنٍ طويل"، فأجابته بحدةٍ مُظهرةً بدورها انزعاجها من سلوكه: "أخي الصغير مريضٌ جداً، وبحاجةٍ إلى دواءٍ اسمه (مُعجزة) وأريد أن أشتري له هذا الدواء!"، أجابها الصيدلي بشيءٍ من الدهشة: "عفواً، ماذا قلتِ؟"، فاستأنفت كلامها قائلةً بكل جديةٍ: "أخي الصغير «أندرو» يشكو من مُشكلةٍ في غاية السوء؛ يقول والدي إن هناك ورماً في رأسه لا تُنقذه سوى (مُعجزة)، هل فهمتني؟ فكم هو ثمن (مُعجزة)؟ أرجوك أفدني حالاً!"، أجابها الصيدلي مُغيّراً لهجته إلى أسلوبٍ أكثر نعومةً: "أنا آسفٌ؛ فأنا لا أبيع (مُعجزة) في صيدليتي!"، أجابته الطفلة مُلحَّةً: "اسمعني جيداً؛ فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء فقط قل لي كم هو ثمن (مُعجزة)؟". كان شقيق الصيدلي يُصغي إلى الحديث فتقدم من الطفلة سائلاً: "ما نوع (معجزة) التي يحتاجها شقيقك «أندرو»؟"، أجابته الطفلة بعينين مغرورقتين بالدموع: "لا أدري؛ ولكن كل ما أعرفه أن أخي مريضٌ جداً، قالت أمي إنه بحاجةٍ إلى عمليةٍ جراحيةٍ، لكن أبي أجابها أنه لا يملك نقوداً تُغطي تكاليف هذه العملية، لذا قررتُ أن أستخدم نقودي!"، سألها شقيق الصيدلي مُبدياً اهتمامه: "كم لديك من النقود يا صغيرة؟"، فأجابته مزهوةً: "دولارٌ وأحد عشر سنتاً، ويُمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجتَ"، أجابها مُبتسماً: "يا لها من مُصادفةٍ! دولارٌ واحدٌ وأحد عشر سنتاً هو بالضبط ثمن (مُعجزة) من أجل شقيقك الصغير". ثم تناول منها المبلغ بيدٍ وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة طالباً منها أن تقوده إلى دارها ليُقابل والديها، وقال لها: "أريد رؤية شقيقك أيضاً".

لقد كان ذلك الرجل هو الدكتور «كارلتن أرمسترنغ» جرّاح الأعصاب المعروف، والذي قام بإجراء العملية للطفل «أندرو» مجاناً، وكانت عمليةً ناجحةً تعافى بعدها «أندرو» تماماً.

بعد بضعة أيامٍ جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث كيف تعرَّف الدكتور «كارلتون» على حالة ولدنا؟ وبعد نجاح العملية وعودة «أندرو» إلى حالته الطبيعية كان الوالدان يتحدثان وقد غمرتهما السعادة، شكراً لله أن جلب لنا الدكتور، وقالت الوالدة في سياق الحديث: "حقاً إنها (مُعجزة)!"،

ثم تساءل الوالدان: "يا تُرى كم كلفت هذه العملية؟"، رسمت الطفلة على شفتيها ابتسامةً عريضةً؛ فهي التي اشترت (مُعجزة)، وهي وحدها التي تعلم أن (مُعجزة) التي عالجت أخاها كلفت بالضبط دولاراً واحداً وأحد عشر سنتاً!!

 

أحبتي في الله.. تُمثل هذه القصة صورةً واضحةً وجليةً لبراءة الأطفال؛ يقول ناشر القصة: "عندما قرأتُ هذه القصة دخلتُ عالم الطفولة، وأحسستُ بإحساسٍ رائعٍ لا يوصف؛ فالطفولة صفحةٌ بيضاء وحياةٌ كلها صفاءٌ، وثغرٌ باسمٌ، وقلبٌ نقيٌّ، وروحٌ تتمتع بالبراءة، فما أحلى مشاعر الطفولة البريئة عندما يكون حب الآخرين صادقاً ونابعاً من القلب".

 

ولأن ديننا الإسلامي الحنيف لم يترك مجالاً من مجالات الحياة إلا واهتم به، فإن الاهتمام بالأطفال يبدو واضحاً وجلياً من خلال آيات القرآن الكريم، وفي سُنة نبينا المصطفى، عليه الصلاة والسلام.

فلفظ الطفل ومشتقاته ورد في أكثر من آيةٍ من آيات القرآن؛ كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ...﴾، وقوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ...﴾، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ ...﴾، وكذلك قوله تعالى: ﴿... التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ ...﴾.

وأولت السُنة النبوية المُشرفة اهتماماً بالغاً بالطفل، مما لا يتسع المقام لذِكره كله، لكني أوجز فيما يلي مُجرد لمحاتٍ مما أورده أهل العلم في هذا الشأن، إذ قالوا إن الاهتمام بالطفل، والحرص على صيانة حقوقه يبدأ من قبل أن يولد؛ فمن حقه أن تُختار له الأم الصالحة، ثم ومع الولادة يكون للمولود الحق في أن يُسمى باسمٍ حسنٍ، وأن يُماط عنه الأذى، وأن يُحنك، وأن يُدعى له، ويُبّرك عليه، وأن يُعق عنه.

وأوضح النبي عليه الصلاة والسلام أن كل طفلٍ يولد على الاستقامة والصدق والنقاء، وأن الانحراف يكون بتأثير البيئة المُحيطة؛ قال صلى الله عليه وسلم: [كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه].

وكان عليه الصلاة والسلام شديد الرحمة والشفقة بالصغار؛ يُحسن مُعاشرتهم، ويحملهم، ويضعهم في حجره، ويُعانقهم، ويمسح على رؤوسهم. وكان يُقبّلهم حتى أنه لما تعجب أحد الصحابة من ذلك وقال إنّ له عشرةً من الولد ما قبّل منهم أحداً، نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: [مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ]. ومن مزيد شفقته على الأطفال ورحمته بهم وحُبه لهم، أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يحمل أُمامة بنت ابنته زينب وهو في الصلاة، يضعها على الأرض إذا هوى للركوع، ويحملها مرةً ثانيةً إذا رفع من السجود. بل وكان يُخفف الصلاة والناس مؤتمون به إذا سمع بكاء صبيٍ؛ قال صلى الله عليه وسلم: [إنِّي لَأَدْخُلُ في الصَّلَاةِ وأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَهَا، فأسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ في صَلَاتي ممَّا أَعْلَمُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ مِن بُكَائِهِ]. وفي زمنٍ كان الناس فيه يئدون بناتهم ويدفنونهن أحياءً، حثّ نبي الرحمة على الاهتمام بالبنات فقال صلى الله عليه وسلم: [مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ].

ثم ها هو رسول الرحمة يرى ابنه إبراهيم يجود بنفسه فظلت عينا رسول الله عليه الصلاة والسلام تذرفان، فقيل له: وأنت يا رسول الله؟ فقال: [إنَّهَا رَحْمَةٌ]، ثم قال: [إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ].

وجَاءَهُ رَسولُ إحْدَى بَنَاتِهِ -قيل إنها زينب رضي الله عنها- يَدْعُوهُ للحضور حيث أن ابْنِهَا يحتضر، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: [ارْجِعْ إلَيْهَا فأخْبِرْهَا أنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وله ما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ]، فأرسَلتْ إليه تُقسِمُ عليه أنْ يَحضُرَ، فأبَرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَسَمَها وذهَبَ إليها، فلمَّا حضَر رفَعوا له الطِّفلَ ووضَعُوه في حجْرِه، ونفْسُ الطفل تَقَعْقَعُ، أي: تَضطرِبُ وتَتحرَّكُ ويُسمَعُ لها صَوتٌ، ففاضتْ عَينَا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالدَّمعِ رَحمةً بالصَّغير، فقيل له: يا رَسولَ اللَّهِ، ما هذا؟ قالَ: [هذِه رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ].

وكان النبي يُمازح الأطفال ويُداعبهم؛ فقد كان لطفلٍ صغيرٍ كُنيته أبو عُمير طائرٌ يُسمى نُغَيْر يلعب به فمات، فحزن عليه؛ فكان عليه الصلاة والسلام كلما رأى الطفل سأله: [يا أبا عُمَيرُ! ما فعل النُّغَيرُ؟].

ومن باب اهتمام النبي باليتامى من الأطفال قال صلى الله عليه وسلم: [مَنْ مَسَحَ رَأْسَ الْيَتِيمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَتِيمٌ أَوْ يَتِيمَةٌ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا]، وَنَصَبَ إِصْبَعَيْنِ وَقَرَنَهُمَا. واهتم كذلك بما يهيئ لهم حياةً كريمةً في المستقبل، فحرّم أكل أموالهم؛ قال عليه الصلاة والسلام: [اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ] وذكر منها [أكْلُ مالِ اليَتيمِ].

أما في مقام التربية فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلك سبيل التقريع أو التعنيف؛ قال أحد الصحابة: "كنتُ غلاماً في حجر رسول الله عليه الصلاة والسلام وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله: [يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ]". وقال أنس بن مالك الذي خدم رسول الله عشر سنين: "خَدَمْتُهُ -أي النبي صلى الله عليه وسلم- في السَّفَرِ والحَضَرِ، ما قالَ لي لِشَيءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذا هَكَذا؟ ولا لِشَيءٍ لَمْ أصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذا هَكَذا؟".

وكان عليه الصلاة والسلام يُشعر الأطفال بشخصيتهم، ويُربي فيهم روح الفُتوة والشباب؛ فكان يمر على الصبيان فيُسلم عليهم، ويمسح على رؤوسهم، ويدعو لهم. وكان الأطفال يُصّلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي، ويصِّفون خلف الرجال أمام صفوف النساء، وكانوا يشهدون الجماعات والجُمع والأعياد والجنائز. وفرض رسول الله عليه الصلاة والسلام على رب الأسرة أن يُخرج زكاة الفطر عنه وعن أطفاله، وفي ذلك تعويدٌ للطفل على التصدق، وأن صيامه لا يكون مقبولاً إلا بمواساة المساكين والمحتاجين. وكان أطفال الصحابة رضي الله عنهم يصومون، ويُصّلون، ويحفظون القرآن الكريم، وكانوا يحجون مع أهليهم.

 

يتضح مما سبق -وهو غيضٌ من فيضٍ-كيف أن الإسلام وضع منهجاً شاملاً مُتكاملاً لتربية الطفل وتنشئته وصيانة كرامته وحقوقه، أروع ما في هذا المنهج أنه ليس (مُعجزة)، بل هو سهل التطبيق، لم يكن نصوصاً نظريةً بقدر ما كان أسلوب حياةٍ، رباني المصدر، صاغه النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يكن ينطق عن الهوى. استمر تطبيق هذا المنهج الرباني طوال فترة حياة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن بعده في عصر الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم التزم به الصحابة والتابعون. منهجٌ جعل من الأطفال رجالاً عظاماً سادوا الدُنيا، ونشأت على أيديهم حضارةٌ لم يشهد التاريخ مثيلاً لها.

هو ذات المنهج الذي عندما تخلفنا عنه انتهت حضارتنا، وأفل نجمها، وضعف أهلها، وهانوا وذلوا. وفي إشارةٍ إلهيةٍ للخروج من هذا الوضع يقول تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، ويقول تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ وفي ذلك ربطٌ بين علو الشأن والإيمان، وتوضيحٌ بأن ليس كل مُسلمٍ مؤمناً؛ فلن يكون العلو إذاً إلا عندما يتحول كل مُسلمٍ منا إلى مؤمنٍ كامل الإيمان.

 

أحبتي.. لا أبالغ إذا قلتُ إنها ليست (مُعجزة) أن نستعيد حضارتنا الإسلامية، علينا فقط أن نُربي أطفالنا على قيم الإسلام ومبادئه، وعلى المنهج الذي حقق به المسلمون الأوائل حضارتنا الأولى، التي استمرت -لأكثر من ثمانية قرونٍ- تُشع ضياءها على العالم كله؛ فأخرجته من ظلمات الجهل والتخلف إلى نور الحق والعدل والسلام.

نصيحتي لكل أمٍ ولكل أبٍ: أطفالكم أمانةٌ بين أيديكم، ستُسألون عنهم؛ ربوهم على منهج رسول الله، اعطوا الدين الأولوية في تربية أطفالكم، علِّموهم صحيح الدين، حفِّظوهم القرآن الكريم، اغرسوا فيهم قيم الإسلام السامية، عوّدوهم على تقوى الله سبحانه وتعالى ومراقبة النفس وحسابها، شجِّعوهم على أن يعتزوا بدينهم، ويفخروا بأنهم مُسلمون، وعلِّموهم -في ذات الوقت لكن ليس على حساب الدين- علوم الحياة واللغات الأجنبية وتقنيات العصر، ونمّوا قُدراتهم في مُختلف المجالات: الرياضية والثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها؛ ليخرج لنا جيلٌ مُسلمٌ، مُتمسكٌ بدينه، قوي العقيدة، يملك ناصية العِلم، مُتفوقٌ في جميع المجالات، جيلٌ ينهض بالأُمة، يسترجع لها كرامتها، ويُعيد للعالم كله ما افتقده من قيم الحب والخير والوئام.

ليس الهدف بعيداً كما يتصور البعض، ولا يحتاج إلى (مُعجزة)، يحتاج فقط إلى إرادةٍ تجعلنا نبدأ بأنفسنا، ونأخذ بالأسباب ونلتزم بالمنهج الرباني الذي تعلمناه من نبينا الكريم في تربية أطفالنا.

اللهم رُدنا إلى دينك رداً جميلاً، وأصلح أحوالنا، واهدنا سبيل الرشاد.

https://bit.ly/3IWc7co