الجمعة، 16 مايو 2025

تأثير القرآن

 

خاطرة الجمعة /499

الجمعة 16 مايو 2025م

(تأثير القرآن)

مُسلمٌ جديدٌ كان نصرانياً بروستانتياً من «كندا»، وكانت عائلته تعيش على هواها؛ فهي غير مُتدينةٍ، لكنه كان شغوفاً جداً بمعرفة مَن خلقه؟ وما هو الدين الحق؟ ومَن هو الإله الذي خلقه؟ يروي قصته فيقول:

قررتُ شراء جميع الكُتب العقائدية لدراستها، لكن بالطبع إلا القرآن الخاص بالمُسلمين؛ فهُم -كما يُصورهم الإعلام الغربي وكما يقول عنهم أعداؤهم- إرهابيون. قرأتُ كل تلك الكُتب، وخرجتُ بنتيجةٍ واحدةٍ هي أن جميع هذه العقائد لا يُمكن أن تكون من لَدُن الله خالق هذا الكون الرهيب. كنتُ مُتفوقاً في دراستي، ولدَيّ ولعٌ كبيرٌ جداً بالثقافة والعُلوم، فحكيتُ لزملائي في الجامعة مُشكلتي التي تؤرقني ليل نهار؛ فأهداني زميلٌ فلسطينيٌ كتاباً أخبرني بأنه نسخةٌ من القرآن الكريم مُترجَماً إلى اللغة الإنجليزية، وقال لي: "اقرأ هذا؛ وأؤكد لك أنك ستجد فيه حتماً ما تبحث عنه"، لم أشأ أن أُحرجه أمام الزملاء خصوصاً أنه لم يكن صديقاً بل كنتُ في الأصل أنفر منه، فاستلمتُ منه الكتاب الذي أعطاني إياه، ثم عندما عُدتُ إلى المنزل ألقيته على الأريكة وقلتُ: "لن أقرأ هذا الشيء"!

وفي أحد الأيام كان عندي فراغٌ في الوقت، وأنا أجلس على الأريكة لمحتُ الكتاب بجواري فتذكرته، وقلتُ أُسلّي نفسي فقط بعض الدقائق؛ لأستمتع بما أتوقعه فيه من أوامر القتل والاغتصاب والغوغاء و..و..و..، فتحته فوقعت عيناي مُباشرةً على الآيتين: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾، ضحكتُ وقلتُ: "حدودٌ بين البحار؟! هذا كلامٌ خطأٌ تماماً" فأغلقتُ الكتاب وألقيتُ به مرةً أُخرى، ثم فتحتُ التليفزيون أمامي فوجدتُ برنامجاً لاثنين من أكبر عُلماء «كندا» يشرحان تجربة غوصهم في «خليج هدسون» الشهير بشمال شرق البلاد، ويوضحون ما لا يعرفه الناس أن المياه بينها حواجز تفصلها عن بعضها البعض؛ لأن المياه أجناسٌ مُختلفةٌ، وكل جنس مياهٍ مُختلفٌ عن الجنس الآخر؛ حيث كل مياهٍ لها خصائص مُحددةٌ مُختلفةٌ عن غيرها، وليس كما نعتقد أن المياه كلها واحدةٌ مُتداخلةٌ في بعضها، بمجرد النظر السطحي دون دراساتٍ مُتعمقةٍ وتحليلاتٍ بالأجهزة؛ فكل مياهٍ لها كثافةٌ ودرجة حرارةٍ وعناصر ومُلوحةٌ وضغطٌ وأحياءٌ غليظةٌ وأحياءٌ دقيقةٌ تختلف عن غيرها من المياه الأخرى، ولو انتقلت الأحياء من مياهٍ لأخرى تهلك وتموت، فوجدنا أن هناك حواجز تمنع انتقال الأحياء من مياهٍ لأخرى، وتلك الحواجز موجودةٌ بصورةٍ أُفقيةٍ بين مُختلف البحار والأنهار والمُحيطات، وموجودةٌ أيضاً رأسياً في نفس المياه، فقد غُصنا 20 متراً في نوعية مياهٍ حسب قياساتنا بالأجهزة، ثم وجدنا طبقةً ثانيةً مُختلفةً، سُمكها مترين فقط، فانتبهنا لذلك واهتممنا ثم هبطنا إلى طبقةٍ ثالثةٍ عميقةٍ سُمكها يمتد حتى القاع، وفي الحقيقة هذه الطبقة الثانية ما هي إلا حاجزٌ بين الطبقتين العُليا والسُفلي، وليست طبقةً بحد ذاتها! فتذكرتُ ما قرأته للتو في القرآن -بقَدَر الله بالطبع- وقفزتُ من على الأريكة وكأن شيئاً ما دفعني وحرَّكني! نظرتُ إلى القرآن باندهاشٍ وبتعجبٍ شديدين، وسألتُ نفسي: "ما هذا؟ كيف يكون مذكوراً في كتابٍ منذ 14 قرناً أن بين المياه حواجز تفصلها؟!". اقشعّر جلدي كاملاً، ووقف شعر جسمي، وقلتُ: "هل هذا فعلاً كتاب الله وليس من تأليف مُحمد؟"، هل هذا توفيقٌ من الله بأن أقرأ تلكما الآيتين ثم أُشاهد البرنامج التلفزيوني بعد ذلك مباشرةً؟! هل تلك مُجرد صُدفة؟". شعرتُ أن الله معي تماماً، بل ويُخاطبني، ويُريد أن يهديني لأنني بحثتُ عنه طويلاً بصدقٍ؛ فقررتُ قراءة القرآن بالكامل بتركيزٍ تامٍ وتمعنٍ واحترامٍ شديد. أول ما لفت نظري أن هذا الكتاب يتحدث عن جميع العلوم: فلكٌ وفيزياء وكيمياء وجغرافيا وطبٌ وعلوم الأجنة ووو ... إلخ. كيف هذا؟ كيف لرجلٍ أُميٍ عاش حياته كلها في الصحراء منذ 14 قرناً من الزمان أن يخوض في كل شيءٍ؟ بالتأكيد سيقع في أخطاء وسيفضح نفسه، ما كُل تلك الجُرأة؟ شخصٌ غير سيدنا مُحمدٍ كان شغل نفسه بتحليل وتسهيل جميع المُحرَّمات لجذب الناس، وليس أن يخوض في كل العلوم ويفرض أقسى شريعةٍ بين العقائد؛ فواضحٌ أنه فعلاً رسولٌ مُبّلِغٌ لما أُنزل إليه من الله سُبحانه وتعالى. والعجيب أنه بمراجعة تلك العلوم وُجد أنها كُلها صحيحةٌ 100% بل وتسبق علومنا في كثيرٍ من الأحيان، فكيف لكتابٍ منذ 14 قرناً من الزمان أن يكون بهذه الجُرأة وتلك الصحة؟ لا محالة، إنه كتاب الله عزَّ وجلَّ نزل إلينا من خارج كوكب الأرض، الفارق بينه وبين الكُتب الأخرى شاسعٌ، بل لا مُقارنة أصلاً من الأساس؛ فأعلنتُ إسلامي وحاولتُ إقناع أُسرتي لكنهم رفضوا؛ فالله ليس في قُلوبهم مثلي، بل الدُنيا فقط هي التي في قُلوبهم!".

 

أحبتي في الله.. إنه (تأثير القرآن) على نفوسٍ صدقت مع نفسها، وأخلصت النية لله سُبحانه وتعالى أن تبحث عن الحق لاتباعه، فلما عرفته لم تنكث، ولم تحنث بوعدها، ولم تتكبر، ولم تجحد، بل سلَّمت وأسلَّمت وخشعت.

مثالٌ آخر نرى فيه (تأثير القرآن) العظيم في نفس واحدٍ من الذين حازوا الشُهرة والمال، وجمعوا مُتع هذه الحياة الدنيا الزائلة، حتى ظنَّوا أنهم أسعد الناس، إلى أن استمع للقرآن الكريم؛ فعلِم أنه لم يعرف للسَّعادة طريقاً، ولم يذق لها طعماً يُقارب السعادة واللذة التي شعر بها عند استماعه للقرآن العظيم، فأعلن إسلامه وأصبح من الدُعاة إلى هذا الدِّين، هذا الرجل هو المُطرب السابق البريطاني المشهور «كات ستيفنز» الذي قال: "في تلك الفترة من حياتي -يعني قبل إسلامه- بدا لي وكأنني فعلتُ كلَّ شيءٍ، وحقَّقتُ لنفسي النجاح، ونلتُ المال والشُهرة وكل شيءٍ، ولكني كنتُ مثل القرد أقفز من شجرةٍ إلى أخرى، ولم أكن قانعاً أبداً، حتى كانت قراءتي القرآن؛ كانت لحظةً فارقةً؛ إذ كانت بمثابة توكيدٍ لكل شيءٍ بداخلي كنتُ أراه حقاً، وكان الوضع مثل مواجهة شخصيتي الحقيقية".

وهذا عالِمٌ ألمانيٌ كانت الآيتان الكريمتان ﴿أَيَحْسَبُ الإِِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ . بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ سبباً في أن أسلم وأعلن إسلامه على ملأٍ من العُلماء، ولمَّا سُئل عن سبب إسلامه قال: هذه الآية ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾؛ فإن الكشف عن أمر بصمات الأنامل لم تعرفه أوروبا -فضلاً عن العرب- إلاَّ في زماننا هذا؛ إذن فهو كلام الله لا كلام البشر".

وأحد الذين كان (تأثير القرآن) سبباً في إسلامهم قال حين سُئِلَ عن ذلك: "لقد تتبَّعتُ كلَّ الآيات القرآنية التي لها ارتباطٌ بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية، والتي درستها من صِغري وأعلمها جيداً، فوجدتُ هذه الآيات مُنطبقةً كل الانطباق على معارفنا الحديثة فأسلمتُ؛ لأنني تيقنتُ أن مُحمداً -صلى الله عليه وسلم- أتى بالحقِّ الصُّراح قبل ألف سنةٍ، مِنْ قَبْلِ أن يكون هناك مُعلَّمٌ أو مُدرسٌ من البشر، ولو أن كل صاحب فنٍ من الفنون، أو علمٍ من العُلوم، قارن كل الآيات القرآنية المُرتبطة بما تعلَّم -كما قارنتُ أنا- لأسلم بلا شكٍ، إنْ كان عاقلاً خالياً من الأغراض".

وعن (تأثير القرآن) في النفوس يقول أحدهم عن سبب إسلامه: "حضرتُ مُناظرةً بين مُسلمٍ ومسيحيٍ، واقتنعتُ أثناءها بما سمعته من سورةِ مريم؛ إذ أدركتُ أن الإسلام هو دين الحق".

أما هذا -وقد كان يهودياً قبل أن يُسلم- فيقول: "حينما شرعتُ في مُطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى وَلِعْتُ به وَلَعَاً شديداً، ولا أظن أن ثَمَّةَ شيئاً يؤثر في المرء الذي أدرك حقيقة الديانة الإسلامية وروحيتها بقدر تأثير تلاوة آيات القرآن المجيد على مشاعره، فيغمره الإحساس الفيَّاض باتصاله الرُّوحاني، وتجتذِبُه مَهَابةُ الإله جلَّ جلالُهُ، فيقرّ بكل خشوعٍ بعجزه وضعفه أمام كلام ربه العظيم".

و(تأثير القرآن) كان واضحاً على هذه الشابة البريطانية التي تحدثت عن تجربتها الذاتية مع القرآن العظيم فقالت: "لن أستطيعَ مهما حاولتُ، أن أَصِفَ الأثر الذي تركه القرآن في قلبي، فلم أكد أنتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن حتى وجدتني ساجدةً لخالق هذا الكون، كانت هذه أول صلاةٍ لي في الإسلام".

 

إنه (تأثير القرآن) الذي وصفه الله عزَّ وجلَّ بالعديد من الصفات منها: ﴿هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ﴾، ﴿وَهُوَ الْحَقُّ﴾، ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾، ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾، ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾، ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾، ﴿هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ﴾، ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ﴾، ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾، ﴿أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾، ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾، ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾، ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ﴾، ﴿أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا﴾، و﴿جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

 

إنه (تأثير القرآن) كتاب الله العظيم، الذي قيل في وصفه أجمل وأفضل وأشمل وصف: "فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الألْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ، هُوَ الّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتّى قالُوا: ﴿إِنّا سَمِعْنَا قُرْآنَا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرّشْدِ فَآمَنّا بِهِ﴾، مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".

بل ووصفه أحد عُتاة الكُفار من «قُريش» بقوله: "واللَّهِ إنَّ لهُ لحلاوةً، وإنَّ عليهِ لطلاوةً، وإنَّ أعلاهُ لمُثمرٌ، وإنَّ أسفلَهُ لمُغدقٌ، وإنَّهُ ليعلو وما يُعلَى عليه".

 

أحبتي.. هذه لمحاتٌ بسيطةٌ مما أثرَّ به القرآن في نفوس غير المُسلمين فأسلَموا، فما هو (تأثير القرآن) في نفوسنا نحن الذين وُلدنا مُسلمين؟ هل نواظب على قراءته بالأساس؟ هل لنا وِردٌ يوميٌ منه؟ هل نؤْثره بأفضل أوقاتنا أم نُفضِّل عليه ما هو دونه فلا يبقى له إلا فضلة أوقاتنا؟ هل نُحْسِن تلاوته؟ هل تعلمنا تجويده؟ هل نفهم ما أشكل علينا من كلماته؟ هل عَقِلنا معانيه؟ هل اطلعنا على تفسيره؟ هل تدَّبرنا مقاصد آياته؟ هل عرفنا أحكامه؟ هل نفذَّنا ما به من أوامر؟ هل تجنَّبنا كل ما نهانا عنه؟ هل تحاكمنا به؟ هل ارتضيناه منهج حياةٍ لنا ولأُسرنا ومُجتمعاتنا؟ هل علَّمناه لأبنائنا؟ أم اكتفينا بأن اتخذناه زينةً في منازلنا؟ وتبركنا به في سياراتنا؟ ووزعناه هدايا في مُناسبات عزاء أحبابنا؟ وجعلنا منه أحجبةً وتمائم لأبنائنا؟ وصنعنا نماذج منه من الذهب تُزين به نساؤنا صدورهن؟!

على كلٍ منا أن يسأل نفسه هذه الأسئلة، ويُجيب عنها بصدقٍ ويعمل بجدٍ حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً له، وهو الذي وصفته السيدة عائشة بقولها: "كان خُلُقُه القُرآنَ".

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هُم أهلك وخاصتك، واجعل القرآن لنا في الدنيا قريناً، وفي القيامة شفيعاً، وعن النار سِتراً وحجاباً، وإلى الجنة قائداً، وإلى الخير دليلاً وإماماً، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا ممن يُحل حلاله، ويُحرِّم حرامه، ويعمل بمُحْكَمِه، ويؤمن بمُتشابهه، ويتلوه حق تلاوته، اللهم اجعلنا ممن يُقيم حُروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يُقيم حُروفه ويُضيِّع حدوده، اللهم ألبسنا به الحُلَل، وأسكنِّا به الظُلَل، وادفع عنا به النِقم، وزدنا به من النِعم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شاهداً لنا لا شاهداً علينا.

https://bit.ly/4mjKg9j