الجمعة، 4 مايو 2018

إعجاز إلهي، وعجز بشري


الجمعة 4 مايو 2018م

خاطرة الجمعة /١٣٣
(إعجاز إلهي، وعجز بشري)

يبدو أن شهر إبريل الماضي كان مُصِّراً على أن يترك بصماته قبل أن يغادر ويسلم الراية إلى شهر مايو؛ فلم تكد تمضي ساعاتٌ على انتهاء أعنف موجةٍ شهدتها البلاد من الأمطار الرعدية والسيول المصحوبة بقطعٍ من البَرَد جرفت أمامها كل شيءٍ وخلفت وراءها خسائر بشريةً محدودةً وخسائر ماديةً فادحةً، إلا والأرصاد الجوية تحذر من موجةٍ جديدةٍ من عدم استقرار الأجواء حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بشكلٍ كبير، ويسود البلاد طقسٌ متقلبٌ نتيجةً لعاصفةٍ ترابيةٍ قادمةٍ من جهة الغرب. لأكثر من ثلاثة أيامٍ لم يكن لأحدٍ في بلدي من حديثٍ إلا عن العاصفة الترابية المتوقعة. انتشرت بكثافةٍ غير مسبوقةٍ أخبار العاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تناقل الناس منشورات تحذيرٍ تحدد اتجاه الرياح والأماكن التي يُعتقد أنها ستكون الأكثر تضرراً، فضلاً عن التعليمات والإجراءات التي ينبغي اتخاذها لتخفيض الآثار السلبية لتلك العاصفة إلى الحد الأدنى الممكن. كثرت الصور ومقاطع الفيديو التي رصدت بداية العاصفة والتي تبين شدتها وضراوتها، وصار الناس مستعدين للأمر استعدادهم لحربٍ قادمةٍ، حتى أن بعض من أعرف سارع لشراء كمامات أنفٍ له ولجميع أفراد أسرته! وأثَّرَت أنباء العاصفة على جميع مظاهر الحياة؛ حتى كادت العاصمة أن تتحول إلى مدينة أشباح!
ورغم أن العاصفة لم تكن قد بدأت بعد، فقد اُستنفرت جميع أجهزة الدولة: أُلغيت رحلات طيرانٍ، قُفلت موانئ بحرية، أُغلقت طرقٌ صحراويةٌ رئيسيةٌ حيويةٌ. واستعد الناس للأسوأ فظلوا في حالة ترقبٍ، واتخذوا الاحتياطات المناسبة: أجلوا الكثير من المواعيد، ألغوا خطط السفر، أحكموا إغلاق أبواب ونوافذ مساكنهم، ومنعوا أطفالهم من اللعب في الشوارع أو أمام البيوت.
إذن فقد حُبست الأنفاس انتظاراً للعاصفة العاتية القادمة. كنت أنظر لشوارع عاصمة بلدي ذلك اليوم فأحس أن الأشباح تسكنها، فلم يعد يمشي في الشارع إلا صاحب حاجةٍ مضطرٍ أو مغامرٍ أهوج!
لا يكاد ينقطع رنين أجهزة الهاتف من كثرة ما استخدمها الناس للتواصل والسؤال عن أخبار العاصفة والاطمئنان على الأهل والأحباب.
يمر الوقت ولا تصل العاصفة! الناس يتابعون أخبارها من خلال شاشات التلفاز التي تسمرت أعينهم أمامها، ومحطات الإذاعة التي تتابعها آذانهم، ثم عندما لا يجدون ما يُشبع فضولهم ويروي تعطشهم للمعرفة ينتقلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، فتسمع صوت لمسات أناملهم على لوحات مفاتيح الحاسوب والهواتف الذكية يكسر حاجز الصمت، حين تتواصل الكتابة لمعرفة آخر الأخبار والاطمئنان على الأحبة.
تمر ساعات الترقب بحذرٍ، تمضي ثقيلةً بطيئةً. الهدوء التام هو سيد الموقف، هدوءٌ ممزوجٌ بإحساس أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، ليس كمثلٍ يُقال، وإنما كواقعٍ يعيشه الجميع أو يتعايشون معه، والجميع مستسلمٌ لا يملك من أمر نفسه شيئاً سوى الانتظار والدعاء! إننا حقاً أمام حالة (إعجاز إلهي، وعجز بشري).
انتهى اليوم ولم تصل العاصفة بعد، تُرى هل غيرت اتجاهها؟ أم أجلت موعد وصولها، أم ضعفت قوتها وتحولت إلى ريحٍ عاديةٍ؟
خرج على شاشات التلفاز التي تعلقت عيون الناس بها من يطمئنهم أن الأمر بالنسبة لوصول العاصفة إلى العاصمة قد انتهى، وأن العاصفة في طريقها الآن إلى مواقع ومحافظاتٍ أخرى! تنفس سكان العاصمة الصُعداء، وبدأت مظاهر الحياة العادية للعودة تدريجياً كما في أحوالها العادية! وعاد الناس، كطبيعتهم، بعضهم يشكر الله سبحانه وتعالى أن كشف الضُر عنهم، وبعضهم ساخطٌ لما سببه الاستعداد لاستقبال العاصفة من إهدار الوقت وضياع الفرص وتأجيل المواعيد وتعطل الأعمال!

أحبتي في الله .. تلك كانت ليلة رعبٍ وصفتها بدقةٍ قدر ما استطعت. لكن أهم ما استوقفني حقاً هو حقيقة أن هذه الريح هي جنديٌ من جنود الله، يستبشر الناس بها تارةً، ويتخوفون منها تارةً أخرى! وأن هذه الريح آيةٌ يثبت لنا في كل مرةٍ تهب فيها بشدةٍ أنها (إعجاز إلهي، وعجز بشري).
سبحان الله فيما خلق، والريح خلقٌ مما خلق، مأمورةٌ مجندةٌ، مثلها مثل الملائكة ﴿لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

يقول العلماء عن الريح أنها آيةٌ من آيات الله؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾. قال المفسرون في قوله تعالى: ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾: باردةً وحارةً، وجنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً وبين ذلك، تارةً تثير السحاب، وتارةً تؤلف بينه، وتارةً تلقحه، وتارةً تدره، وتارةً تمزقه وتزيل ضرره، وتارةً تكون رحمةً، وتارةً تُرسَل بالعذاب؛ فتصريفها تقلُّبها بين هذه الأمور. والرياح من الآيات التي تُدخل السرور على النفس، ويُستبشر بها، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا﴾، وقال تعالى: ﴿أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، وقال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. يقول ابن الجوزي عند تأويل هذه الآية أنّ هذه الجُمَل كلها تتعلق بالرياح: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ﴾ فتفرح النفوس بالرياح، ﴿وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ﴾ بالمطر الذي تحمله الرياح، ﴿وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ﴾ والفلك تحركها الرياح، ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ﴾ بتجارة البحار التي تحرك الرياح بواخرها، ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ تشكرون الله على نعمة الرياح.
الريح من جند الله، يعز الله بها أولياءه، ويذل بها أعداءه؛ أكرم الله تعالى بها سليمان عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾، وقال: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ِ﴾.
كما نصر الله سبحانه وتعالى نبينا صلى الله عليه وسلم بالريح؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾.
والريح عذابٌ يسلطه الله على من شاء من أعدائه، توعد بها الكافرين؛ فقال:﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ . أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾. وتوعد بها سبحانه المعرضين، الذين يعرفونه في الشدة دون الرَّخاء، أن يُسلِّط عليهم الريح فيغرقهم بها، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا . أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً . أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا﴾، قاصفاً: الريح الشديدة تقصف ما تأتي عليه. وأهلك الله بها عاداً قوم هودٍ عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾، عقيمٌ أي لا خَير فيها ولا بَرَكة، لا تُلْقِح شجراً ولا تَحْمِل مطراً، وإنما هي للإهلاك. وقال تعالى عنهم: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ﴾، والصرصر: الشديدة العاتية، ويوم نحسٍ: شديد الشقاء. وقال سبحانه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ﴾، أي كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض. وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾. حقاً ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾، وصدقاً ﴿مَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾.

أحبتي .. أختم بما قرأته لأحد العلماء كتب يقول إن الله عز وجل أمرنا بالتفكر في آياته الكونية التي يجريها سبحانه وتعالى بقدرته لتحقيق مراده في كونه، ومن آيات الله تعالى في الكون، الريح، وهي من الآيات التي تتجلى فيها طلاقة القدرة الإلهية، ويقف الإنسان مهما أُوتى من علمٍ، أمامها مشدوهاً مذهولاً عاجزاً عن الوصول إلى حقيقة هذه الآيات من حيث طبيعتها وتكوينها وقوتها وآثارها وتوقيت حدوثها ومكان حدوثها، وكلها أمورٌ تترك أسئلةً واستفساراتٍ لدى الإنسان تجعله دائماً في حالة تفكرٍ وتدبرٍ للوصول إلى حقيقة هذه الآيات ومقصودها؛ وهذه هي قمة الإعجاز في الخلق والكون، وقمة العجز العقلي أمام هذا الإعجاز لأنه سيظل إلى أن تقوم الساعة يسمع قول الله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...﴾. وكلما بحث واجتهد وفكر ووصل إلى بعض الحقائق وظن أنه قد وصل إلى مبتغاه ينتبه على قول الله تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾. وهذه الآية الكريمة ستظل تدفع العقل البشري إلى البحث والنظر والاجتهاد للوصول إلى حقيقة ما يحدث في الكون العظيم، كما أنها ستظل واقفةً موقف التحدي الأبدي لتؤكد للإنسان أنه مهما بلغ من العلم وحقق من اكتشافاتٍ، فإنه ما جمع ولا وعى إلا قليلاً من علم الله الذي ﴿لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ﴾.

إذا عصفت الريح فلا نقول إلا كما كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ]، فهذه الريح آيةٌ ربانيةٌ وجنديٌ من جنود الله سبحانه وتعالى؛ نُسَلِّم جميعاً بأنها، هي والسيول من قبلها وغيرهما، (إعجاز إلهي، وعجز بشري) يستوجب الحمد والشكر، فاللهم لك الحمد والشكر على جميع نعمك وأفضالك.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرةٍ جديدةٍ، إنْ أَذِنَ الله وأمَّدَ في أعمارنا.
هدانا الله وإياكم إلى صالح الأعمال وتقبلها منا.  

https://t.co/3H3jVKLAwk