الجمعة، 9 أكتوبر 2015

أذان بدون إقامة، وإقامة بغير أذان

 9 أكتوبر، 2015م
خاطرة الجمعة /١

(أذان بدون إقامة، وإقامة بغير أذان)

لماذا نؤذن في أذن المولود لحظة ولادته، أذان لا تعقبه إقامة كجميع الصلوات .. وبعد عمر طال أو قصر نصلي عليه صلاة الجنازة بإقامة من غير أذان؟
أعتقد - من وجهة نظري - أن الحكمة من ذلك بيان أن معيشتنا في الحياة الدنيا لا تساوي مقارنًة بحياة الخلود في الآخرة إلا كما تساوي أربعة تكبيرات وبعض دعوات من زمن .. أو قل مقدار ما بين الأذان والإقامة لأي صلاة .. دقائق معدودات ..
فمهما طالت معيشتنا في الدنيا، ولسنا بخالدين فيها، فمآلنا إلى الحياة الحقيقية وهي في الآخرة: خلود في الجنة نتمناه، أو خلود في النار نعوذ بالله منه ..
وما يؤكد أن حياتنا الحقيقية هي التي في الآخرة قوله تعالى: "يا ليتني قدمت لحياتي" ..
فالدنيا مزرعة الآخرة .. نزرع فيها لنحصد في الآخرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" .. "وما ربك بظلام للعبيد" ..
فمن يتفكر في ذلك لا يسعه إلا أن يسارع إلى فعل الخيرات ويعين كل من يفعلها .. ويبادر إلى البعد عن عمل السيئات والتوبة عن إعانة من يفعلها .. فكل ذلك نحن مسئولون عنه ومحاسبون عليه ..
قال أحدهم: الحياة الدنيا مثل لجنة امتحان .. عمرك هو زمن الإجابة .. فإذا انتهى زمن الإجابة سحبت ورقتك .. وليس أمامك سوى انتظار النتيجة إما ناجح والحمد لله أو راسب والعياذ بالله .. لا يوجد تمديد لزمن الإجابة .. ولا يوجد امتحان دور ثانٍ ..
وأقول في نفسي كل صباح عندما أستيقظ: لقد وهبني الله زمناً إضافياً فضلاً منه ورحمة عسى أستطيع أن أستغله في المزيد من عمل الخير، وعسى أن أبادر لمراجعة النفس والتوبة والبعد عن عمل السيئات ..
كل يوم جديد هو فرصة جديدة .. وهو منحة متجددة من عطاء ربٍ كريم ..
فأقول: "الحمد لله الذي عافني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره" .. وأقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور"..
أحبتي في الله ..
الدنيا ساعة .. فاجعلوها طاعة ..
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال.

https://goo.gl/k39oAC