الجمعة، 8 سبتمبر 2017

إلى متى الغفلة؟

الجمعة 8 سبتمبر 2017م

خاطرة الجمعة /١٠٠
(إلى متى الغفلة؟)

عاد من سفرةٍ قصيرةٍ لم تدم إلا لعدة أيام، بوجهٍ مشرقٍ ونورٍ يشع من محياه. حاولت أن أعرف سبب هذا البهاء الرباني الظاهر عليه. علمت منه أنه أمضى تلك الأيام في منتجعٍ على الساحل الشمالي، في الوقت الذي انشغل فيه معظم الناس بالاستعداد لعيد الأضحى المبارك بتجهيز الأضاحي وشراء مستلزمات العيد. سألته متعجباً: "الساحل الشمالي؟!"، أحس صديقي بحالة الاندهاش التي تعتريني فقال موضحاً: "منذ سنوات وأنا وأسرتي نفضل قضاء أيام العشر من ذي الحجة، خاصةً يوم عرفة، في خُلوةٍ في ذلك المكان الهادئ بعيداً عن مشاغل القاهرة التي لا تنتهي، منقطعين عن العالم من حولنا؛ لا هواتف، ولا تلفاز، ولا صحيفة يومية. متفرغين للعبادة والدعاء ونحن صائمون في هذه الأيام المباركة التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها أفضل أيام الدنيا". قلت له وقد غادرت علامات الاندهاش وجهي: "تقبل الله منكم صالح الأعمال"، رد بأدبه الجم وصوته الهادئ الرخيم: "منا ومنكم".
عدت إلى البيت بعدما تركت صديقي العزيز وأنا أفكر في كل كلمةٍ قالها. رحت أفكر في نفسي وكيف قضيت تلك الأيام العشر من ذي الحجة، وكيف كانت خصوصية يوم عرفة من بينها، وكم كنت في غفلةٍ عن كثيرٍ مما ينبغي عمله، وجدت أني أضعت كثيراً مما كان يمكنني عمله في أفضل أيام الدنيا، وقارنت بين ما قمت به وما قام به صديقي العزيز فكاد شعورٌ بالحسد يتسلل إلى قلبي لولا أن تغمدني الله برحمته فتحول هذا الشعور إلى شعورٍ بالغبطة. سألت نفسي (إلى متى الغفلة؟) فأحسست بالندم، لكني سرعان ما تغلبت على إحساسي بالندم، وهو طاقةٌ سلبيةٌ محبطةٌ، بإصرارٍ مفعمٍ بالأمل معاهداً نفسي بألا أسمح لها بعد اليوم بإضاعة مثل تلك الفرص الثمينة والأزمنة الطيبة المباركة؛ فهي منحٌ ربانيةٌ تنتظر من ينتهزها ويستثمرها فيكون من الفائزين، ومكرماتٌ إلهيةٌ لجميع المسلمين لا يُعرض عنها ويهملها إلا الغافلون.

أحبتي في الله .. الغفلة سببٌ لكل خسرانٍ، فهي كما يقول أحد العلماء مِن الأمراض الفتَّاكة التي تَعصِف بالفرد، والتي حذَّرنا منها ربُّنا عزَّ وجل في القرآن الكريم في مواضع متعددة، حتى نأخذ حِذرَنا، ونستيقظ قبل فوات الأوان.
فمن هم الغافلون؟ تجيب الآية الكريمة عن هذا التساؤل؛ قال تعالى عنهم: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾، هذا هو الوصف القرآني للغافلين. فأين نحن من هذا الوصف الواضح الجلي المبين؟ هل قلوبنا تفقه حقاً؟ وهل ظهر أثر ما فقهته قلوبنا في سلوكنا؟ هل عيوننا تبصر ما ينبغي أن نبصره من آيات الله سبحانه وتعالى نشاهدها في الكون وفي الخلق وفي أنفسنا فنكون من الحامدين الشاكرين؟ هل آذاننا تسمع حق السمع ما يجب أن تستمع وتنصت إليه من آيات الله تُتلى وقرآنٍ هو ذكرٌ لنا ونورٌ لأرواحنا؟ هل خشعت قلوبنا لما نستمع إليه؟ وهل زدنا إيماناً مع كل آيةٍ قرآنيةٍ نتلوها؟ هل ظهر أثر ذلك في أخلاقنا ومعاملاتنا؟ أم نحن من العافلين؟ وإذا كنا منهم والعياذ بالله فليسأل كلٌ منا نفسه (إلى متى الغفلة؟).
يقول المولى عز وجل في مُحكم آياته: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ إنه تنبيهٌ لنا لنفيق من سُباتنا، ولننتبه إلى ما نحن فيه. اقترب يوم الحساب لكلٍ منا فماذا أعددنا له؟ يزداد كل إنسانٍ منا كل يومٍ اقتراباً من نهاية الأجل الذي أجله الله لنا، فهل ازددنا كل يومٍ قُرباً من الله عز وجل؟ أم نحن من الغافلين الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ وهؤلاء يجازيهم الله من جنس عملهم؛ يقول سبحانه: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾.
إنها الغفلة وهي التسويف وهي التأجيل وهي الأمل الخادع الذي يسرق منا أوقاتنا وأيامنا وهي أعمارنا، ثم لا نفيق إلا وقت الندم لنعلم حقيقة أن الحياة الدنيا ليست إلا متاع الغرور؛ يقول تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾.
لقد حذرنا الله من الغفلة قبل اقتراب الأجل؛ قال سبحانه: ﴿ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾.

هذه قصة شاب كان في غفلةٍ حتى كاد أن ينتهي أجله لولا رحمة ربه؛ كتب يقول:
أنا شابٌ كان يظن بأن الحياة مالٌ وفيرٌ وفراشٌ وثيرٌ ومركبٌ مريحٌ ومأكلٌ ومشربٌ ولهوٌ ومرح ... كان يوم جمعةٍ، وذهبت للهو واللعب مع الأصدقاء على شاطئ البحر. سمعنا المؤذن في مسجدٍ قريبٍ ينادي للصلاة، لكنا أثناء الأذان كنا نجهز أنا ورفاقي عدة الغوص وأنابيب الهواء استعداداً لرحلة غوصٍ جميلةٍ تحت الماء، وكنت أرتب في عقلي برنامج باقي اليوم الذي لا يخلو لحظةً من المعاصي. نزلت إلى البحر بعدة الغوص، ثم وأنا في بطن البحر حصل مالم أتوقعه، تمزقت القطعة المطاطية التي أطبق عليها بأسناني وشفتاي لتحول دون دخول الماء إلى فمي ولتمدني بالهواء من أنبوب الأكسجين، تمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي فأغلقت قطرات الماء المالح مجرى التنفس، وبدأت أموت ... بدأت رئتاي تستغيثان وتنتفضان، تريدان الهواء ... بدأت أشهق وبدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيناي ... مع أول شهقةٍ عرفت كم أن الإنسان ضعيف، وكم أنا عاجزٌ عن مواجهة قطراتٍ مالحةٍ سلطها الله علي ليريني أنه هو الجبار المتكبر، وأنه لا ملجأ منه إلا إليه. ومع ثاني شهقةٍ تذكرت صلاة الجمعة التي ضيعتها، ولكن للأسف بعد فوات الأوان، كم ندمت على كل سجدة ضيعتها، وكم تحسرت على كل لحظة قضيتها في معصية الله. ومع ثالث شهقةٍ تذكرت أمي، والحزن الذي يمزق قلبها وأنا أتخيلها تبكي موت وحيدها وحبيبها وكيف سيكون حالها بعدي. ومع رابع شهقةٍ تذكرت ذنوبي وزلاتي وما أكثرها، تذكرت تكبري وغروري. وبدأت أحاول النجاة والظفر بآخر ثانية بقيت لي، حاولت أن أختم حياتي بأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فبدأت أحاول نطق الشهادتين ... فما أن قلت أشهـ... حتى غُص حلقي وكأن يداً خفيةً تُطبق على حلقي لتمنعني من نطقها، فعدت أحاول وأجاهد: أشهـ .... أشهـ ...، تمنيت وقتها لو مد الله في أجلي ساعةً واحدةً أو بضع دقائق أو حتى ثواني بمقدار ما أنطق الشهادتين، ولكن هيهات. بدأت أفقد الشعور بكل شيءٍ، وأحاطت بي ظلمةٌ غريبةٌ، وفقدت الوعي وأنا أعرف خاتمتي ... ووأسفاه على خاتمةٍ كهذه ... ولكن رحمة ربي وسعت كل شيءٍ: فجأةً، بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرةً أخرى، وانقشعت الظلمة، وفتحت عينيي لأجد مدرب الغوص يُمسك بي مثبتاً خرطوم الهواء في فمي محاولاً إنعاشي ونحن مازلنا في بطن البحر، ورأيت ابتسامةً على محياه فهمت منها أنني بخير. نطق قلبي ولساني وكل خليةٍ في جسدي، وقبلهم روحي بأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله ... الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله. وبدأ قلبي يحدثني قائلاً: لقد رحمك ربك فاتعظ. وبالفعل خرجت من الماء شخصاً آخر ... صارت نظرتي للحياة مختلفة تماماً ... وأصبح كل ما أرجوه من الواحد القهار أن يختم لي بأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لحظة الغرغرة التي بت أعرفها جيداً... أصبحت لا أريد من الدنيا إلا أن أكون ممن ذكرهم الرحمن في كتابه الكريم بقوله: ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا . جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴾. وللعلم: عدت بعد تلك الحادثة بفترةٍ وحدي إلى نفس المكان في بطن البحر وسجدت لله تعالى سجدة شكرٍ وخضوعٍ وولاءٍ وامتنان ... في مكانٍ لا أظن أن إنسياً قبلي قد سجد فيه لله تعالى عسى أن يشهد لي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته.
هذه هي الدنيا التي تجعلنا غافلين عن الدار الآخرة، قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:
النَّفْسُ تـَبْكِي عَلَىْ الدُّنْيَا وَقَدْ عَـلِمَتْ
أَنَ السـَّـلامَة فـِيِهَــا تـَرْكُ مَــا فِـيْهَــا
لا دار َللـمَــرْءِ بعْـدَ المَـوْتِ يَسْــكـُنـُهـا
إلا التي كــانَ قـَبْــل ِالمَــوْت يـَبْنيهــا
فـإنْ بنـاها بخـَيْـر ٍطـابَ مَسـْكـَنـُهـا
وإنْ بنـــــاهـا بشـَرٍّ خـــابَ بانيْهـــا
لا تـَرْكـَنـَنَّ إلى الـدُّنيـــــا وما فـيهــا
فـالـمَــوْتُ لا شـَكَّ يُفـْنيْنـا ويُفـْنيْهــا
واعْمَـلْ لـدارٍ غـداً رضوانُ خــادِمُها
والجــارُ أحْـمَـد ُوالـرَّحْـمنُ ناشيْهــا
قصُورُهــا ذهَـــبٌ والمِسْــك ُطـِينتـُها
والزعْــفـرانُ حـَشـيْشٌ نـــابـِتٌ فـِيْها
أنهـارُهــا لبنٌ مُـصَـفـَّى ومِنْ عَســل ٍ
والخمْرُ يجْـرى رحـيْقاً في مَجاريْها
والطيرُ تجْرى على الأغصان ِعاكفة ً
تـُسَبــِّحُ اللهَ جَــهْـرَاً في مَغــانـِيْهــا
مَنْ يشْتري الدارَ في الفِرْدَوس ِيعْمُرها
بـِرَكـْعَــةٍ في ظــــلام ِاللـَّيْـل ِيُحْــيْها
وهو رضي الله عنه القائل: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا". ويعلق على ذلك أحد العارفين بقوله: هذه الدنيا مثل رجلٍ نائمٍ، رأى في منامه شيئاً يكره وشيئاً يحب، فبينما هو كذلك إذ انتبه واستيقظ من نومه. فهذه الدنيا من أولها إلى آخرها إنما هي لحظاتٌ قصيرةٌ زائلةٌ وستصبح يوماً ما ذكرياتٍ وأخباراً يُقال فيها: كان في يومٍ ما عالمٌ يُسمى الدنيا، وكان فيها ناسٌ: منهم من ظنها دائمةً، فبناها، وزينها، وبالغ في الاهتمام بها، ثم تركها ومضى إلى عالمٍ آخر، وندم لما رأى الناس قد أخذوا أماكنهم في الجنة وليس له فيها مكان. ومنهم، وهم قلةٌ، من علم أنها زائلةٌ غير باقيةٍ، وأنه فيها على سفرٍ، والمسافر لا يحمل إلا ماخف وغلى، فاقتصد وتقلل منها وترك ما لا يحتاج، وعمل على تزيين داره في الجنة وبناء قصره فيها بالعمل الصالح، فلما أتاها فإذا هي عامرةٌ، وسكانها من الولدان والحور، ينتظرونه بفارغ الصبر، وقد هُيئت له وتزينت، فحمد الله على الفوز والنجاة.

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه بيَّن لنا أن نعالج الغفلة بالتذكير المستمر بالغاية التي مِن أَجلِها خُلِقَ الإنسان؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾.
وأوضح لنا سبيل معالجة الغفلة بالمُسارَعة إلى الخيرات؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، وقال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِه ﴾. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [بادِروا بالأعمال الصالحة؛ فستكون فِتنٌ كَقِطَع الليل المُظلِم، يُصبِح الرجل مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مُؤمِنًا ويُصبِح كافرًا، يَبيع دينه بعرَضٍ مِن الدُّنيا].

أحبتي .. (إلى متى الغفلة؟) هل نظل في غفلتنا إلى يوم الحسرة كما نبهنا إلى ذلك المولى عز وجل؟ أليس هو القائل في كتابه الكريم: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾؟
هل نظل في غفلتنا حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَنا الْمَوْتُ قَالَ: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ فيأتيه الجواب حاسماً: ﴿ كَلَّا ﴾ وتكون الحيثيات: ﴿ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾؟
اللهم لا تجعلنا من الغافلين ... واجعلنا ربنا نحن وأهلنا ومَن نحب مِن ﴿ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾ الذين وعدتهم بقولك: ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾.

نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة، في خاطرةٍ جديدة، إنْ أَذِنَ الله وأمَّد في أعمارنا.

تقبل الله منا ومنكم.

http://goo.gl/Md2oic