خاطرة الجمعة /288
الجمعة 23 إبريل 2021م
(عناية الله)
ﺍﻣﺮﺃﺓٌ ﺻﺎﻟﺤﺔٌ ﺗﻘﻴّﺔٌ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ يفتر لسانها ﻋﻦ ﺫِﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻜﻠﻤﺔٍ ﻧﺎﺑﻴﺔٍ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ. ﺇﺫﺍ ﺫُﻛﺮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺧﺎﻓﺖ ﻭﻓﺰﻋﺖ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺃﻛﻒ ﺍﻟﻀﺮﺍﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻃﺎﻟﺒﺔً ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ منها، ﻭﺇﺫﺍ
ﺫُﻛﺮﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺷﻬﻘﺖ ﺭﻏﺒﺔً ﻓﻴﻬﺎ
ﻭرفعت ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ أن ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ
الله ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ. شعرت ﻓﺠﺄﺓً ﺑﺄﻟﻢٍ ﻓﻲ ﺍلفخذ، ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔٍ
طويلةٍ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓٍ، ﻭﻟﺪﻯ ﻋﺪدٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ دون جدوى، سافرت ﺇﻟﻰ «ﻟﻨﺪﻥ» عسى أن
تجد هناك الرعاية الصحية الأفضل، هناك اكتشف ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ وجود تعفنٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ، ظلوا ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭه؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺬ، فقرروا ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﺮﻃﺎﻥٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺬ، وﻫﻮ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻌﻔﻦ، ﻭانتهى ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺑﺒﺘﺮ رجلها ﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﺘﺴﻊ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺽ. في يوم إجراء جراحة البتر أُدخلت المرأة غرفة ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
لإجراء العملية، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺪﺩﺓً ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺔً
ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭه. ظلَّ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ يلهج بذِكر ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﺇليه حتى بدأ تأثير المخدر على جسمها، وكان هذا هو التوقيت المناسب لبدء
عملية البتر.
الغريب أن الأجهزة الطبية الخاصة بالبتر تعطلت فجأةً مرةً واثنتين وثلاث
مراتٍ، وسط دهشة الأطباء! وبعد مشاوراتٍ بينهم -وهم ما زالوا في غرفة العمليات-
قرروا ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺟﺮﺍﺣﺔٍ ﻟﻠﻔﺨﺬ بدلاً من بتر الرجل؛ وﻣﺎ ﻛﺎﺩ مشرﻁ الجراح ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ الفخذ حتى رأى ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ بأﻋﻴﻨﻬﻢ ﻗﻄﻨﺎً ﻣﺘﻌﻔﻨﺎً ﺑﺼﻮﺭﺓٍ ﻛﺮﻳﻬﺔٍ، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔٍ ﻳﺴﻴﺮﺓٍ ﻧﻈﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ موضع
الجراحة ﻭﻋﻘﻤﻮه. أفاقت ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ بعد زوال
تأثير المخدر، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻵﻻﻡ عنها ﺑﺸﻜﻞٍ
ﻧﻬﺎﺋﻲٍ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ، وﻧﻈﺮﺕ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺭﺟﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗُﻤﺲ بأذىً، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳُﺤﺎﺩﺙ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ؛ فسألوا ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻫﻞ ﺣﺪﺙ ﻭﺃﻥ ﺃﺟﺮﺕ زوجته ﻋﻤﻠﻴﺔً
ﺟﺮﺍﺣﻴﺔً ﻓﻲ ﻓﺨﺬﻫﺎ؟ ﻋﺮﻑ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ أن ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ
كانا قد تعرضا لحادثٍ ﻣﺮﻭﺭيٍ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓٍ ﻃﻮﻳﻠﺔٍ، وﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺟُﺮﺣﺖ ﺟﺮحاً ﺑﺎلغاً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ من الفخذ وأُجريت لها عملية جراحية، وعلى ذلك يكون
هذا القطن المتعفن هو من آثار تلك العملية. ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ إنه لولا تعطل أجهزة البتر لكانت رجلها قد بُترت من غير أن يتعرفوا على
السبب الحقيقي للألآم التي كانت تُعاني منها. نظر بعضهم إلى بعض وقالوا في صوتٍ واحدٍ:
"ﺇﻧﻬﺎ (عناية الله)".
ﻛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭهي ترى بأن ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ قد انجلى، وآلامها المبرحة قد زالت، ومع ذلك فهي لن
تصبح مضطرةً للمشي ﺑﺮﺟﻞٍ ﻭﺍﺣﺪﺓٍ، وهو
أمرٌ كان ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ؛ ﻓﺮﺍﺣﺖ ﺗﻠﻬﺞ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﻄﻔﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ، وشموله لها برعايته وعنايته.
أحبتي في الله .. ذكرتني هذه القصة بقصة ﺳﻴﺪﺓٍ ﺟﺰﺍﺋﺮﻳﺔٍ جلست ﺗﺒﻜﻲ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ؛ لسببٍ أو لآخر ﺭﺣﻠﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ التي تنقل
الحجاج إلى الأراضي المقدسة، ﻧﺴﻮﻫﺎ وطاروا
بدونها، ﻭﻟﻜﻦ الله سبحانه وتعالى ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻻ ينسى؛
فقبل أن تُغادر الطائرة الأجواء الجزائرية، وبعد ربع ساعةٍ من طيرانها، وهي ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﺻﻮﺕ ﻗﺮﻗﻌﺔٍ. ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﻗﺮﻗﻌﺔ قلب تلك السيدة ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ؟! ﺍُﺿﻄﺮ الطيار ﺇﻟﻰ
العودة إلى مطار ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ، ﻓﻲ ﻫﺒﻮﻁٍ ﻃﺎﺭﺉٍ، ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺻﺎﻟﺔً ﻳﻀﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳُﺘﻢ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ! ﺗُﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻫﺸﺘﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻬﻢ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ؟! هل ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ؟! ﺃﻡ ﻳﻘﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎلله ﺃﻛﺒﺮ؟! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ: "ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺳﻠﻴﻤﺔٌ ﻭﻻ توجد ﺃية ﻣﺸﻜﻠﺔ"! ﻣﻦ ﺃجل تلك السيدة ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ بعد إقلاعها، وﺗﻮﻗﻒ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ
في المطار، وﺃُﻋﻠﻨﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭيء، وﻷﺟﻠﻬﺎ
ﺗﻌﻄﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﺭﺍﻛﺐ، وﻷﺟﻠﻬﺎ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻭﺍﺣﺘﺎﺭ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ؛ فأﻱ أكفٍ طاهرةٍ تلك التي اﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍلله؟! وأي دعوةٍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟! ﺃﻱ ﻳﻘﻴﻦٍ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﺧﻮفاً من ضياع فريضة الحج؟!
ﺇﺫﺍ ﺭﺣﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻋﻨﻚ، ﻭأُغلقت ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻓﺈﻥ (عناية الله) موجودةٌ ودائمةٌ وباقيةٌ ﻻ ترﺣﻞ؛ فهو سبحانه وتعالى لا
يغفل ولا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، إنه الله الحافظ، وإنها عنايته بالمؤمنين؛ يقول
تعالى عن نفسه: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾، ويقول
تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ
لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾، ويقول تعالى: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾.
وإذ يأتي قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ في صورة سؤالٍ،
تكون إجابة أهل العلم: "بلى"؛ إن الله عزَّ وجلَّ كافٍ عبده، فهو لا
يُسلم أولياءه للأعداء، ولا يخذل الصالحين من عباده، فهذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحاط المشركون ببيته، وفي يد كل رجلٍ منهم سيفٌ، يريدون أن يضربوه ضربة رجلٍ
واحدٍ ليتفرق دمه في القبائل، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترق صفوفهم
وأخذ حفنةً من ترابٍ فجعل يذره على رؤوسهم، وقد أخذ الله على أبصارهم عنه فلا
يرونه، وهو يتلو صدر سورة ياسين، إلى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾، والقوم
وقوفٌ على بابه، ومعهم أبو جهل، لم يبقَ منهم رجلٌ إلا وُضع على رأسه التراب،
ويخرج الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من بينهم تصحبه (عناية الله). ثم وهو في
طريق الهجرة مع صاحبه أبي بكرٍ الصديق لحق به سراقة بن مالك؛ الفارس المغوار، يريد
قتله، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فساخت قوائم فرسه في الأرض، قال سراقة:
"فعلمتُ أنه ممنوعٌ"، أي: أنني لن أصل إليه بأذىً، ولن أستطيع أن أمد
إليه يداً بسوء؛ فطلب سراقة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقيل عثرته، فدعا صلى
الله عليه وسلم ربه عزَّ وجلَّ فنهض فرس سراقة، وبشَّر النبي سراقة بأنه سيلبس
سواري كسرى بن هرمز، وحقق الله سبحانه وتعالى تلك النبوءة في عهد الخليفة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه. وحين هاجر رسول الله صلى الله عليه ومعه أبو بكر الصديق رضي
الله عنه دخلا الغار، يختبئان فيه، والمشركون واقفون على باب الغار، حتى أشفق أبو
بكر، رضي الله عنه، منهم، فقال له رسول اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، إنها (عناية الله) أعمت أبصار المشركين عن النبي
وصاحبه.
وفي مَعركَة أُحد، أتى أحد فرسان قريش فجعل يصول ويجول وهو يقول:
"دلوني على مُحمَّدٍ، فلا نجوتُ إن نجا"! ورسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى جانبه، ما معه أحد، ومع ذلك فقد جاوزه هذا الفارس ولم يره! وحين عاتبه أصحابه
قال: "واللهِ ما رأيته، أحلف باللهِ إنه منا ممنوعٌ، خرجنا أربعةٌ فتعاهدنا
وتعاقدنا على قتله، فلم نخلص إلى ذلك".
قال الشاعر في ذلك:
كَأنه وهو فَردٌ في جَلالَتِه
في مَوكِبٍ حين تلقَاه وفي حَشَمِ
عِنَايةُ اللهِ أغنَت عن مُضَاعَفَةٍ
مِنَ الدرُوْعِ وعَن عَالٍ من الأُطُم
وقال آخر:
وإذا العِنَايةُ لاحَظَتك عُيونُها
نَمْ فَالحوَادثُ كُلهُن أمَانُ
وقال ثالث:
ومَنْ يكُن الإلَهُ لَه حَفيْظَاً
فَحَاشَا أن يُضَيِّعهُ الإلَهُ
أحبتي .. المؤمن المقيم على طاعة الله، العامل بأوامر الله، المجانب
لمحارمه، المبتعد بنفسه عن السيئات والآثام والخطايا، يطمئن إلى أن الله ناصره،
وهو سبحانه لا يُخلف وعده؛ يقول تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾، فلنقترب من
الله أكثر وأكثر، حتى ننعم برعاية و(عناية الله). وليكن عزمنا على ألا يمر علينا
يومٌ واحدٌ بغير أن نتقرب منه سبحانه وتعالى حتى يُحبنا، فما أروع نتيجة ذلك؛ يقول
تعالى في الحديث القدسي: {... وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ
ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ
حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ
الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها،
وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ...} وهذا
يبين أنَّ أحبَّ الأعمالِ فِعلُ الفرائض، وأفضلُ القُرُبات بَعدَها فِعلُ
النَّوافل.
اللهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق
والعصيان، واكلأنا برعايتك وعنايتك.
https://bit.ly/2QRmdV4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق