خاطرة الجمعة /468
الجمعة 11 أكتوبر 2024م
(إنها الأُم)
يقول
صاحب القصة: عن أُمي أتحدث، أبي
لم يكن يُحبُها، ليست هذه هي المشكلة، المشكلة تكمن في أنه كان حريصاً على نقل ذلك
الشعور لها! أتَذَّكّر في طفولتي أنه كان يُقارن بينها وبين نجمات الإعلانات ويسخر
منها، كانت أُمي تبكي لكنها ما أبكتني أبداً، بل كلما كان أبي يُحزنها كانت تضمّني
إلى صدرها. طالما حكت لي أن أُمها ماتت وهي صغيرةٌ، وأنها رُبيت مع زوجة أبيها.
وكانت تحكي لي القصص، وكنتُ أستمتع كثيراً بحكاياتها. أما أبي فقد كان عصبياً
للغاية، وكان يُعاير أُمي دوماً بأن ليس لها مكانٌ تلجأ إليه؛ لأن أباها وزوجته لن
يفتحا بابهما لها، فكانت تبكي ولا ترد. كان أبي مُدخناً شرهاً، وأُمي أخبرتني أن
السجائر مُضّرةٌ، بل وحرامٌ؛ فالمدخن يدفع نقوداً ليؤذي نفسه ويُضيّع صحته، وأن
عليَّ أن أدعو لأبي أن يتوقف عنها. لم يكن أبي يُصلي، بينما كانت أُمي تُصّلي،
وتقول لي: "أُدعُ لأبيك". وأخبرتني أُمي أن الله غفورٌ رحيمٌ، ويُسامح
المخطئ؛ فأحببتُ الله.
كانت
أُمي تقول لي دوماً إننّي كاتم أسرارها. سألتها يوماً: "لماذا لا
تضربيني؟"، اغرورقت عيناها بالدمع وقالت لي: "أضربك؟! أضرب الإنسان
الوحيد الذي لو دعا لي بعد أن أموت يرفع ربنا درجاتي؟!"، لم أفهم يومها ما
تعنيه، لكني فرحتُ، شَعَرتُ أن العلاقة بيني وبين أُمي قويةٌ؛ كانت تُربيني
للآخرة؛ طالما حدثتني عنها.. كنتُ أقول لها: "لكن صاحبي فلان لا يُصّلي
وناجحٌ في حياته!"، فكانت تقول: "الدنيا للكل، لكن الآخرة هي فقط لمن
يتقي الله؛ يقول سُبحانه وتعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ
لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا
لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾". كانت تُذَكّرني يوم الجُمعة بقراءة سورة
الكهف، وبالإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. وكانت
تنتظرني عند باب المسجد منذ كان عمري سبع أعوامٍ، وتقول لي ونحن عائدان من صلاة
الجمعة: "لا تنساني عندما أموت، وأنتَ راجعٌ من الصلاة تدعي لي حتى تُخبرني
الملائكة بذلك"... كان إيمانها بالله عظيماً.
سمعتُ
أبي يوماً يصيح: "سأتزوج"، ردت أُمي في أسىً: "اِفعل ما
يُريحك"، وفعلاً تزوج أبي إنسانةً عجيبةً! وأصبحنا لا نراه ولا يُنفق علينا؛
فبدأت أُمي تصنع التورتات وتقوم ببيعها للمعارف... بكيتُ وقلتُ لها: "لا
تفعلي ذلك"، قالت في إصرار: "الحلال ليس عيباً". لم تقل يوماً:
"أنا أتعب من أجلك". بدأ مشروعها يزدهر، وكنتُ أُساعدها أحياناً، لم تمن
عليَّ يوماً بتعبها بل كانت دائماً مبتسمةً راضيةً! طَلَّق أبي زوجته، وعاد
ليفضحنا ويتشاجر مع الزبائن؛ فكانت أُمي تبكي وتعتذر لهم.. مكث أبي معنا شهراً ثم
تزوج بأخرى! طلبتُ من أُمي وأنا في الإعدادية أن تُفارق أبي، طبطبت عليّ قائلةً:
"آسفةٌ أني وضعتك في هذا الموقف؛ كنتُ أتمنى لك أن تنشأ بين أبوين
مُستقرّين"، قلتُ بحرارةٍ: "هذا ليس ذنبك، أنا أعرف ذلك"، قالت لي:
"نصبر سنةً أخرى، عسى الله يهديه".
كنتُ
مُجتهداً وأُصّلي، وأُمي تدعو لي، لم أترك الصلاة يوماً؛ لأنها قالت لي:
"إنها روح المؤمن"... وفي الوقت الذي كانت أمي تُحَسِّن فيه مِن
دَخْلها، كان أبي -سامحه الله- يتهجم عليها ويطلب نقوداً، ورغم ذلك، أذكر أنها
كانت تقول لي: "لا تقاطع أباك... الأب أبٌ، أُدعُ له. ولو كثرت همومك عليك
بالصلاة؛ إنها الحبل بينك وبين ربك". لا أنسى أبداً كلماتها. كانت تُضاعف
مجهودها من أجل تدبير مصاريف دراستي، ولم أخذلها؛ حصلتُ على مجموع 97٪ في
الثانوية العامة، رأيتُ يومها الفرحة تقفز في ملامحها، ورأيتها تسجد لله شاكرةً...
وتصدَّقَت بهذه المناسبة. التحقتُ بكلية طب الأسنان، اصطحبتني أول يومٍ وتركتني
عند باب الكلية... لم تُلاحظ أنني تأملتها عبر السور... كانت مبتسمةً فرحةً وقد
تعلق بصرها على لوحة الكلية "كلية طب الفم والأسنان". أقسمتُ ألا أخذلها
أبداً، عدتُ من الكلية لأجد أُمي ليست بالمنزل، شعرتُ بالقلق، ثم عادت مُرهقةً بعد
قليلٍ، علمتُ أنها تقيأت دماً وذهبت للكشف عند الطبيب. ثم جرت الأحداث بسرعةٍ؛
تدهور حال الكبد، احتضنتني كما عودتني وقالت: "لا تنسَ أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قال إن المبطون شهيدٌ، وأرجو أن أكون كذلك"، حضنتُها
وحضنتني وقالت: "الموت علينا حقٌ، والرسول صلى الله عليه وسلم مات، هذا مصير
كل بَني آدم"، انفجرتُ باكياً قائلاً: "ليس لي
غيرك"، قالت: "لك الله، إياك أن تخسر إيمانك".
قَلّ
عملها بسبب مرضها ونفقاته، ورغم حزني فقد كنتُ أُساعدها؛ حيث بدأتُ أُطبّق ما
تعلمته منها، وأصنع التورتات، وهي تدعو لي، وتُحذرني من إهمال الدراسة... لكنّ
الله وفقني؛ فجمعتُ بين عملي ودراستي وأكملت. لم أُحرج وأنا بكليتي من العمل؛ فقد
كنتُ أتذكر كلماتها عن العمل الحلال، وكنتُ أدعو لها ألا تموت... وكنتُ أجلس لآكل
معها من طعامها الخالي من الملح والدسم؛ فتُرَبتُ على كتفي بحنان. في عامي الثاني
بالكلية، وفي ليلةٍ من ليالي رمضان ماتت أُمي، دخلتُ لأوقظها ساعة المغرب فوجدتها
قد ماتت... احتضنتها وسالت دموعي، ماذا أفعل وليس لي أحدٌ، وعمري 19 عاماً؟ تذكرتُ
الله وتمتمتُ: "انجدني يا رب، أعلم أنك معي دائماً ولن تتركني وحدي".
أتت جارتنا وزوجها وأبناؤها،
ساعدني
الجميع، وصلّى على أُمي كثيرون في المسجد الذي كانت تُرافقني فيه لصلاة الجمعة
وأنا طفل. لم يتركني جيراني؛ فرغم أننا لم نكن على علاقةٍ قويةٍ معهم- كانوا
يومياً يطرقون بابي، ويرسلون لي الإفطار. مكثتُ شهراً لا أهنأ بنومٍ، ثم تذكرتُ
كلماتها لي: "أنتَ عملي الممتد" فأقسمتُ بالله أن أَصْدُق ظن أُمي فيّ
ولا أخذلها. ما عاد أحدٌ يحتضنني، لكني سأحتضن الأيتام والمساكين والمحتاجين.
استمررتُ في صناعة التورتات، ونجحتُ دراسياً... وأصبح لي مشروعٌ، ومشروعي يزدهر،
وسميته باسم أُمي.
أكتب
الآن، بعد مرور عدة سنواتٍ، وتخرجي من كلية طب الأسنان، وفتح عيادتي الخاصة،
وزواجي بزوجةٍ طيبةٍ مُتدينة. تحسّنَت أحوالي وأصبح لديّ -إلى جانب العيادة- مشروع
الحلويات الذي تُشرف عليه الآن زوجتي وعددٌ من صديقاتها. أتصدّق عن أُمي وأدعو لها
دائماً، خاصةً بعد كل صلاةٍ، وأقول: "اللهم اغفر لها، واجعل مثواها الجنة،
اللهم أنر قبرها واجزها بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً". أتصدق
على المحتاجين، وأتذكر لجيراني وقفتهم إلى جواري. رزقني الله بزوجةٍ طيبةٍ
مُتدينةٍ.. ثم رزقني منها بولدٍ صالحٍ بإذن الله؛ «حمزة»، الذي أول ما أجاد الكلام
علمتُه الدعاء لي ولأُمه وأُمي.. أحرص على أن أصطحبه للصلاة معي في المسجد، وأحكي
له عن انتظار أُمي لي على باب المسجد. أزور أبي على فتراتٍ، طاعةً لربي، وبِراً
واحتراماً لذكرى أُمي ووفاءً لطلبها مني. أحُب زوجتي، أُقدّرها وأحترمها وأُحسن
معاملتها، كما كنتُ أتمنى أن يُقدِّر أبي أُمي. أعامل «حمزة» كما عاملتني أُمي
بحبٍ واحترامٍ، وأقول له إنه عملي الممتد. الحمد لله أديتُ فريضة الحج عن نفسي ثم
عن أُمي... حلمتُ بها فَرِحَةً مُتهللةً تقول لي: "ألم أُخبرك يا ولدي أنك
عملي الممتد؟!".
أحبتي
في الله.. (إنها الأُم).. المؤمنة التقية الصابرة المكافحة.. أحسنت تربية ابنها؛
فصار وفياً لها، يدعو لها باستمرار ويتصدق ويحج عنها، ويحرص على معاملة زوجته
بالحُسنى، وتربية ابنه تربيةً صالحة.
لا
يخفى على أحدٍ مكانة الأُم في الإسلام، فهي من الوالدين الذين قال عنهما سُبحانه
وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا
قَوْلاً كَرِيمًا﴾، وهي -أي الأُم- التي خصها سُبحانه بقوله: ﴿وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ
كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾، وقال أيضاً: ﴿وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ
فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.
(إنها
الأُم) التي عندما جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ:
[أُمُّكَ]، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: [ثُمَّ أُمُّكَ]، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ:
[ثُمَّ أُمُّكَ]، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: [ثُمَّ أبُوكَ]. وعندما جاء رجلٌ إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردتُ أن أغزو، وقد جئتُ أستشيرك،
فقال: [هَلْ لَكَ مِن أُمٍّ؟] قال: نعم، قال: [فالزَمْها فإنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ
رِجْلَيْها]. وفي روايةٍ: قال: [وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أمُّكَ؟] قلتُ: نعم يا رسول
الله، قال: [وَيْحَكَ الزَمْ رِجْلَها فَثَمَّ الجَنَّةُ].
ومن
جميل ما قرأتُ ما قاله أحد العلماء، كتب يقول: (إنها الأُم)، وصى ببرها الرحمن،
وتحت أقدامها الجنان، البِر بها مفخرة الرجال، وأفضل الخصال، كم حَزَنْت؛ لتفرح،
وجاعت؛ لتشبع، وبكت؛ لتضحك، وسَهِرَت؛ لتنام. (إنها الأُم) المخلوق الضعيف الذي
يُعطي ولا يطلب أجراً، ويبذل ولا يأمل شكراً. حَمَلَتْك في بطنها وهناً على وهن.
صُورَتُك أبهى عندها من البدر، وصوتك أعذب عندها من تغريد البلابل وغناء الأطيار،
وريحك أطيب عندها من أجود الأطياب. صاحبة القلب الرحيم، واللسان الرقيق، واليد
الحانية، العيش في كنفها حياة، والبُعد عنها أسىً وحرمان. طوبى لمن خفض لها
الجناح، وحرص على خدمتها كلما غدا أو راح، وقابلها ببشاشةٍ كل مساءٍ وصباح. من
أراد عظيم الأجر والثواب، فليعلم أن الأُم بابٌ من أبواب الجنة عريض، لا يُفرِّط
فيه إلا من حَرَم نفسه، وبخس من الخير حظه. (إنها الأُم) رمز التضحية والفداء،
والطُهر والنقاء. ويتأكد البِر بالأُم إذا ذهب شبابها، وعلا مشيبها، ورقّ عظمها،
واحدودب ظهرها، وارتعشت أطرافها، وزارتها أسقامها، في هذه الحال من العُمر، لا
تنتظر صاحبة المعروف والجميل من ولدها إلا قلباً رحيماً، ولساناً رقيقاً، ويداً
حانيةً، فطوبى لمن أحسن إلى أُمه في كبرها! طوبى لمن شمَّر عن ساعد الجد في رضاها،
يا أيها البار بأُمه تمثل قول المولى عزَّ وجلَّ: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي
صَغِيرًا﴾، تَخَلَّق بالذُل بين يديها بقولك وفعلك، لا تنادِها باسمها؛ بل نادِها
بلفظ الأُم؛ فهو أحب إلى قلبها، لا تجلس قَبْلها، ولا تمشِ أمامها، قابلها بوجهٍ
طَلقٍْ، وابتسامةٍ وبشاشةٍ، تشرَّف بخدمتها، وتحسس حاجاتها، إن طَلَبَت فبادر إلى
تنفيذ طلبها، وإن سقمت فقُم عند رأسها، أَبْهِج خاطرها بكثرة الدعاء لها، لا تفتأ
أن تُدخل السرور على قلبها، قدِّم لها الهدية، وزف إليها البشائر، وإن كنتَ بعيداً
عنها فأكثِر من الاتصال بها وأبلغها بشوقك إلى لُقياها، ولا ترفع صوتك عليها وأنت
تخاطبها، واعلم أنه تجب عليك صِلتها وبِرها وحُسن صحبتها ولو كانت كافرةً، مع عدم
طاعتها في المعصية؛ يقول تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾،
ويقول سُبحانه: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.
أحبتي..
مهما كتبنا عن الأُم فنحن مُقصرون، ومهما تصورنا أننا وصفنا حنانها وطيبة قلبها
وتضحياتها من أجلنا فنحن واهمون، ومهما فعلنا لنرد جميلها فلن نجزيها جزاءً يُقابل
تفضلها وإحسانها؛ فهي التي قاست أشهر الحمل، وعانت آلام الولادة، وسهرت، وأرضعت،
وربَّت، وتحملت الكثير والكثير من أجلنا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
فلنتواصى
أحبتي بالمُسارعة إلى بِرّ أُمنا إن كانت حيةً، والإحسان إليها، وطاعتها في غير
معصيةٍ.
أما
إن كُنا حُرمنا وجودها معنا فلنُلزم أنفسنا بدوام الدعاء لها، والتصدق عنها؛ يقول
النبي صلى الله عليه وسلم: [إذا مات الإنسانُ انقطَعَ عنه عَمَلُه إلَّا مِن
ثلاثةٍ: إلَّا مِن صَدَقةٍ جاريةٍ، أو عِلمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولَدٍ صالحٍ يدعو
له]. وكذلك مِن بِرِّ الولد بوالديه بعد وفاتهما صِلةُ أقربائهما وأصدقائهما.
وأما
إن كان مِنا مَن هو عاقٌ لأُمه، فليعلم أنه في مُصيبةٍ كبيرةٍ، وعلى خطرٍ عظيمٍ،
وعليه أن يتدارك أمره الآن الآن وليس غداً؛ فيصل ﴿مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ
يُوصَلَ﴾، ويطلب صفح أُمه ومسامحتها ورضاها، ويُعوضها ما قد فاتها من بِره وإحسانه.
اللهم
أعنّا على البِر بوالدينا وخاصةً الأُم، ويسِّر لنا سُبل إرضائها وإسعادها،
والإحسان إليها، ومصاحبتها بالمعروف.
https://bit.ly/3Yhrcia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق