الجمعة، 16 أكتوبر 2015

أستغفر الله من كل ذنب


16 أكتوبر، 2015م
خاطرة الجمعة /٢

(أستغفر الله من كل ذنب)

كنا نسكن في منطقة النيادات بمدينة العين بدولة الإمارات، منطقة سكنية هادئة قليلة السكان، وكان بجوار سكننا مسجد صغير يصلي فيه من في الجوار، ويعرف بعضنا بعضاً ..
في أحد الأيام صلى بجواري في المسجد شخص غريب لم أره من قبل، ربما كان عابر سبيل أو زائراً لأحد الجيران، وكعادتي بعد أن أنهيت صلاتي بدأت في التسبيح وربما علا صوتي قليلاً، المهم أني لاحظت أن هذا الشخص قد ختم صلاته وظل جالساً، أحسست أنه ينتظرني حتى أفرغ من التسبيح، وصدق حدسي فوجدته يبادرني بالتحية ثم قال لي أنه سمعني أدعو وأقول: "أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم" .. وبالفعل كان هذا أحد الأدعية التي حفظتها من صغري وتعجبني ويشدني إليها ما فيها من سجع له وقع طيب في نفسي .. قلت مستوضحاً: وماذا في ذلك؟ هل من خطأ في هذا الدعاء؟ قال لي ببساطة: دعوت الله أن يغفر لك ذنوبك العظيمة، فهل لك رب سواه يغفر لك ذنوبك غير العظيمة؟ .. ألقى علي السؤال وتركني وأنا مندهش .. ما قاله الرجل واضح ومنطقي فكيف لم أنتبه إليه من قبل؟ يا إلهي لقد كررت هذا الدعاء آلاف المرات كيف لم أنتبه لهذا المعنى رغم وضوحه؟
من يومها صار دعائي "أستغفر الله العظيم من كل ذنب" .. أقف عند ذلك ولا أصف الذنب بالعظيم أبداً، إلا في حالة إذا حكيت هذه القصة كما رويتها لكم الآن لأحد الأحبة أو لمصلٍ بجواري في المسجد أسمعه يقول الدعاء كما كنت أقوله من قبل.
لكني أتساءل دائماً بيني وبين نفسي هل كانت تلك صدفة؟ أم هو تدبير من الله سبحانه وتعالى لتوجيهي وتصويب دعائي؟
نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة في خاطرة جديدة إن أذن الله وأمد في أعمارنا.
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال.
https://goo.gl/vRkvfz


الجمعة، 9 أكتوبر 2015

أذان بدون إقامة، وإقامة بغير أذان

 9 أكتوبر، 2015م
خاطرة الجمعة /١

(أذان بدون إقامة، وإقامة بغير أذان)

لماذا نؤذن في أذن المولود لحظة ولادته، أذان لا تعقبه إقامة كجميع الصلوات .. وبعد عمر طال أو قصر نصلي عليه صلاة الجنازة بإقامة من غير أذان؟
أعتقد - من وجهة نظري - أن الحكمة من ذلك بيان أن معيشتنا في الحياة الدنيا لا تساوي مقارنًة بحياة الخلود في الآخرة إلا كما تساوي أربعة تكبيرات وبعض دعوات من زمن .. أو قل مقدار ما بين الأذان والإقامة لأي صلاة .. دقائق معدودات ..
فمهما طالت معيشتنا في الدنيا، ولسنا بخالدين فيها، فمآلنا إلى الحياة الحقيقية وهي في الآخرة: خلود في الجنة نتمناه، أو خلود في النار نعوذ بالله منه ..
وما يؤكد أن حياتنا الحقيقية هي التي في الآخرة قوله تعالى: "يا ليتني قدمت لحياتي" ..
فالدنيا مزرعة الآخرة .. نزرع فيها لنحصد في الآخرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" .. "وما ربك بظلام للعبيد" ..
فمن يتفكر في ذلك لا يسعه إلا أن يسارع إلى فعل الخيرات ويعين كل من يفعلها .. ويبادر إلى البعد عن عمل السيئات والتوبة عن إعانة من يفعلها .. فكل ذلك نحن مسئولون عنه ومحاسبون عليه ..
قال أحدهم: الحياة الدنيا مثل لجنة امتحان .. عمرك هو زمن الإجابة .. فإذا انتهى زمن الإجابة سحبت ورقتك .. وليس أمامك سوى انتظار النتيجة إما ناجح والحمد لله أو راسب والعياذ بالله .. لا يوجد تمديد لزمن الإجابة .. ولا يوجد امتحان دور ثانٍ ..
وأقول في نفسي كل صباح عندما أستيقظ: لقد وهبني الله زمناً إضافياً فضلاً منه ورحمة عسى أستطيع أن أستغله في المزيد من عمل الخير، وعسى أن أبادر لمراجعة النفس والتوبة والبعد عن عمل السيئات ..
كل يوم جديد هو فرصة جديدة .. وهو منحة متجددة من عطاء ربٍ كريم ..
فأقول: "الحمد لله الذي عافني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره" .. وأقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور"..
أحبتي في الله ..
الدنيا ساعة .. فاجعلوها طاعة ..
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال.

https://goo.gl/k39oAC